23 ديسمبر، 2024 12:15 ص

المخدرات والمشروبات الكحولية .!

المخدرات والمشروبات الكحولية .!

لا جدالَ ولا شكّ أنَ الكميات التي اكتشفتها الأجهزة الأمنيّة من المخدرات في البصرة ومطار بغداد قد لا تعادل ما جرى تهريبه طيلة السنوات الماضية اكثر من واحد بالمئة , ولربما الرقم اّقل من ذلك بكثير , ولا يعني مطلقاً أنّ تهريب المخدرات سوف يتوقف , إذ يبدو أنّ لها او عليها طلبٌ واستجابة كبيرة , بجانب أنها تدرّ ارباحاً عالية . كما من المؤكد ومما لا يختلف عليه اثنان أنّ المخدرات أشد خطورةً من المشروبات الكحولية , فهي تسبب الإدمان اولاً , وانها تدمّر الجهاز العصبي للأنسان وهي تقوم بتعطيل وعزل جيل كامل من مستخدميها عن الحياة .

وبهذا الصدد وتبعاته وابعاده , فالجميع يستذكرون تصريحاً سابقاً ومن وقتٍ ليس ببعيد للسيد عمّار الحكيم قال فيه < هنالك 70 ملهى ليلي غير مجاز ويعملون بحريةٍ تامّة > , ولا بدّ هنا أنّ الملاهي الليلية المجازة هي اكثر عدداً من تلك السبعين , كما هنالك تصريحٌ آخر للنائب السيد فائق الشيخ علي بأنّ بعض احزاب السلطة تضع قيوداً على مراكز الترفيه التي تقدم المشروبات الكحولية , او حتى تغلقها في مناطقٍ ومحافظات , بهدف أن تضطرّ بعض الناس للجوء الى حبوب المخدرات للهروب من الواقع الأجتماعي والأقتصادي البائس , واضاف النائب ايضا : < أنّ علب البيرة تباع في البصرة بضعف سعرها في بغداد > بغية ترويج وتسهيل بيع اصنافٍ من المخدرات .

ربما تشعر الدولة بأحزابها الدينية بحرجٍ ما في الإعلان عن السماح في اعادة افتتاح المراكز الترفيهية والأمكنة التي تقدم الكحوليات , إنما ما معنى هذه الأزدواجية في ترخيصٍ نوادٍ ما ومنع غيرها .! ولا نتحدث هنا عن الكباريهات والملاهي المبتذلة , لكنما ارتياد الناس للنوادي الليلية الخاصة وحتى النهارية التي تقدم المشروبات الكحولية هو من الحريات الشخصية والعامة , ولا يحقّ للدولة منعها , وكلّ من يستخدمها فعلى مسؤوليته الشخصية والدينية , ونذكر ونذكّر أنّ طوال عمر الدولة العراقية وبمختلف الحكومات التي تعاقبت عليها , فلم يجرِ غلق ايٍّ من تلك النوادي الترفيهية , بل وكانت كافة مطاعم الدرجة الأولى تقدم الكحوليات ايضاً , كما كانت جميع نوادي النقابات العائلية تحفل بمثل ذلك , ولذلك كان العراق أبعد بلدٍ عن انتشار ووجود المخدرات .

لا نقصد هنا بالطبع ترويجاً دعائياً لفتح البارات وارتشاف المشروبات الكحولية , بل الهدف وضع حدٍّ ما لوقف انتشار وتعاطي المخدرات في البلاد , وبعكسه فأنه تدميرٌ ممنهج ومبرمج للمجتمع , بل أنّ النائب فائق الشيخ علي اضاف في حديثه آنذاك بأنّ صالاتِ قمارٍ مجازة رسمياً وتدرّ ارباحاً بمليون دولار يومياً , وتعمل تحت حماية احزاب وفصائل مسلحة . فأيهما اخطر .! , فأستمرار تفشّي المخدرات هو اخطر ما قدمته العملية السياسية للمجتمع , وينبغي عدم تأويل الكلمات هنا .!