لاشك إن ظاهرة المخدرات من أهم المشاكل التي تواجه المجتمع العراقي في الوقت الحاضر ، ولو رجعنا إلى الأسباب التي تدفع الإنسان إلى تعاطي المخدرات .. ومنها : الحالة الاقتصادية .. وكلنا نعلم إن حالات البطالة التي تفشت في السنوات الأخيرة لأسباب متعددة ومنها إيقاف التعيينات في دوائر الدولة ..مثلاً .. وغلق الكثير من المصانع والمعامل الحكومية منها والأهلية عن العمل .. مما جعل الكثير من تسرب الموظفين والعمال .. إلى الأرصفة يعانون من البطالة .. وزاد الطين بله عندما تم تخفيض سعر الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي .. فالفقر يدفع الإنسان إلى طريقة للهرب من الجوع وقسوة الحياة .. فيتجهون إلى المخدرات .. وذلك لوجود فراغ لدى الشباب يدفعهم إلى تعاطي المخدرات للهو وضياع الوقت .. والهروب من المشاكل أو تقليد أومجاملة أو مجاراة أصدقاء السوء … وهناك الكثير من النتائج المدمرة للمجتمع وبضمنها حالات الانتحار أو حتى قتل العائلة بسبب فقدان الفرد لقواه العقلية .. ونلاحظ في الفترة الأخيرة الكثير من هذه الحالات التي هي طارئة على المجتمع العراقي .. والشيء بالشيء يذكر .. ففي شتاء العام 2019 وعند تواجدي في بغداد حضرت مع صديقي الروائي حسن حافظ إلى قاعة رضا علوان في الكرادة الشرقية للمشاركة في محاضرة خاصة عن حالات الانتحار ألقاها اللواء سعد معن والكثير من ضباط وزارة الداخلية .. وأتذكر جيدا تم التطرق إلى إن حالات الانتحار في العراق تعتبر حالات قليلة جدا قد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة في السنة .. وحسب اعتقادي لا يمكن مقارنتها مع حالات الانتحار في الوقت الحاضر وخاصة في عام 2021 والى يومنا هذا ..
ولقد أثبتت الدراسات ان المخدرات لها تأثير على صحة الفرد البدنية والعقلية والجسمية والنفسية .. فهي تؤثر تأثيراً مباشرا على الجهاز الهضمي والدم وتسبب هبوطاً في القلب وتذهب العقل .. وتفقد الوعي .. ومن جراء استعمالها يصبح الفرد مهزوز الشخصية .. كسولاً .. منحرف المزاج .. ولا يكون لديه القدرة على رعاية أولاده وأهل بيته .. مما يجعلهم ينحرفون إلى طريق السوء والضياع والهلاك .. ومن المعروف ان الشباب هم عماد المجتمع ونواته .. وإذا انتشرت المخدرات بين المجتمع .. أصبح مجتمعاً مريضاً مصاباً بجميع الآفات وغيرها .
ا ن أي إنسان لديه عقل يفكر به أو يحرص على نفسه ومستقبله ومستقبل أسرته ووطنه لا يمكن أن يضع نفسه أسير هذه السموم القاتلة ليشرد نفسه وأسرته .
ومن الأضرار الاجتماعية للمخدرات هو الانهيار الخلقي .. وانهيار الأسرة بالإضافة إلى إنها عبء اقتصادي شديد على الأسرة ..
والخلاصة .. ان آفة المخدرات هي طارئة على المجتمع العراقي .. ومن ضمن أسبابها هي وجود حالات البطالة .. والفقر … فعلى الحكومة والبرلمان معالجة حالات الفقر والبطالة .. إضافة الى تشريع القوانين الرادعة للقضاء على تجار المخدرات ومروجيها ومتعاطيها ..