22 ديسمبر، 2024 7:47 م

المخدرات المكتشفة الناقوس المرعب والقلق البالغ

المخدرات المكتشفة الناقوس المرعب والقلق البالغ

ان تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات ظاهرة خطيرة اخذت تنمو بعد عام 2003 وبشكل مرعب وغفلة المسؤولين عنها وهي تحتاج الى لحظة توقف ودراسة الاسباب والعوامل التي مكنت هذه المواد من الانتشار وبهذه السرعة المخيفة حيث كان يعد العراق من اقل دول المنطقة انتشاراً للمواد المخدرات فيها، والادمان عليها تعني حالة نفسية وفي بعض الاحيان عضوية ناتجة عن التفاعل الذي يحدث بين الكائن الحي والمخدر، وتتميز باستجابات سلوكية عادة ما تتضمن دافعا عنيفا لتناول المخدر بشكل دائم او بين فترة واخرى للحصول على راحة نفسية واحيانا من اجل تفادي او تجنب الاثار المزعجة والضاغطة من تعاسة او الحاجة العلاجية لمرض ما والمثار بين الفتيات اليوم “عامل مساعد لتنزيل الوزن ” وساعدت على انتشارها المواقع الاجتماعية التي اخذث تبث سمومها لتفسيخ المجتمع وخاصة الشباب منهم ،وقد أعربت الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق،” عن “قلقها البالغ” من تزايد أنشطة عصابات تهريب المخدرات داخل البلاد وخاصة المناطق الجنوبية من العراق، محذرةً من افتها والمواد ذات التأثير النفسي أصبحت عاملاً آخر يُضاف إلى طرق الموت العديدة ، التي تستهدف شريحة الشباب العراقي كل يوم”، و يعود اكتشاف الإنسان للمخدرات واستخدامها الى ما يزيد على أربعة ألاف عام تقريباً ، وتدل على ذلك الكتابات السومرية التي تم العثور عليها ، وقد عرفت باسم ( البوبيا ) وهي الثمرة التي كان يستخرج منها المخدر آنذاك ، وتعني السعادة . وبالنظر الى ما كان يترتب على استخدام المخدر من ارتياح بعد الآلام الشديدة التي كان يعاني منها بعض المرضى . وبالنظر الى غياب المعرفة بالآثار السلبية التي يتركها المخدر في شخصية الفرد ، وبخاصة على المدى البعيد نسبياً ، فإن الإنسان لم يكتشف مضاره ، بل كان يتلمس الجوانب الطبيعية والعلاجية فيه ، مما جعل المخدر يحظى بتقدير الناس آنذاك ، وعلى هذا الاساس سوف نتطرق الى تعريفها . تسخدم تعبير الإدمان على تعاطي المخدرات للدلالة على مقدار تأثير المريض بعملية الإدمان وعدم قدرته على التحرر منها إذا يصبح المخدر بالنسبة له عنصر متمماً لشخصيته ، لا يستطيع تحقيق توازنه إلا من خلاله وتكمن خطورته في كونه عنصراً خارجياً يؤدي غيابه إلى ظهور الاضطراب في الشخصية والسلوك وعدم التوازن عند المدمن على المخدرات.

ومن اهم الاسباب التي دفعت للاتجاه نحو هذه الظواهر في هذه الظروف سوء التخطيط والتخبط الذي يسمو على العقلية الحاكمة في عدم ایجاد الحلول المناسبة للمشاکل التی یعنی منها المجتمع وبشکل دقیق ايجاد فرص العمل للعاطلين وانتشار البطالة مما سببت في ضربة موجعة للحركة الاقتصادية والاجتماعية التي حرفت و شجعت الشباب للاقبال على تعاطي المخدرات اضافة الى عدم وجود عقوبات رادعة كما كان في السابق والتي كانت تصل عقوبة الاتجار بها الى الاعدام وتعاطي المخدرات بعقوبات اکثر ردعاً ويمكن لنا ان نذكر

حادثة مشهورة للمهرب المعروف عباس المندلاوي نموذج حيث تم اعدامه فی اواخر الستينات من القرن الماضي لهذا السبب. لاشك ان تنامي ظاهرة تجارة المخدرات وجود مافيات متنفذة قريبة من الدولة وإلا كيف يتم امرار ملايين من الحبوب المخدرة عبر المطارات والموانئ والمناطق الحدودية المختلفة ويتم اكتشاف جزء يسير منها وما خفي اعظم مما تساعد على رقعة انتشارها وتنذر بتخلي البلد عن موقعه ضمن قائمة الدول الفتية الناهضة ، ودماراً آخر يزيد من أعباء علی الحكومة والمجتمع العراقي وناقوس خطر للانحدار المجتمعي وفقاً لتقارير صدرت عن هيئات مختصة دولیة، ما يشير الى ان هنالك مخططٌ واسعٌ اقلیمی يراد منه استنزاع الوعي الثقافي واستنزافه فی الافراد وإسقاط القيم الأخلاقية من خلال تجنيد شبكات مدفوعة الثمن واجتماعیا عدم متابعة الاهل لاولادهم فيما يقومون فيه مما توجيه الذائقة الثقافية للإنسان بطرق فاسدة ورخيصة تحت عنوان الترفيه، وهي خارطة طريق جديدة و التي أفرزتها مصالح السياسات التي فرضت احكام طوقها مُذ ما تم تسميته عصر الديمقراطية الجديد ناهيك عن انحدار الوعي الاخلاقي والثقافي الذي تبثه معظم شاشات التلفاز الداخلية والخارجية والتي تشرف عليها مؤسسات معروفة نواياها في فرض نفوذها الإعلامي بطريقة يتم بها احتواء الانسان وتجريده من هويته الانسانية والثقافية بغية تحييده وتحديد مستواه الفكري والاطاحة بكينونته .ومن هنا يتجلى الاهتمام بقضايا المخدرات بشكل أساسي في تحليل الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الظاهرة على المستويين الفردي والاجتماعي اولاً، والبحث عن الأسباب التي دعت هذا الفرد أو ذاك أو هذه المجموعة أو تلك الى تعاطي المخدرات لحماية المجتمع من أخطارها ثانياً و هو رهين بمقدار التقدم الثقافي في المجتمع لمعرفة الاسباب ومدی حرص الدولة لمعالجة الامر وبعکسه تؤدي إلى انتشارها على مستوى التنظيم الاجتماعي بصورة عامة وعلى مستوى الأفراد بصورة خاصة ، والملاحظ في الدراسات العديدة التي أولت اهتمامها بالعوامل المؤدية الى انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات اثبتت انه ليس من اليسر تحديد عامل مباشر لذلك أن العمل على معالجة مشكلات الإدمان والحد من انتشار الظاهرة يستوجب دراستها من جوانب عديدة وتتضمن الوسط الأجتماعي المحيط بالفرد منذ ميلاده وحتى لحظة ممارسته ووقوعه في شباك هذه الافة وحيث يكون الوسط الاجتماعي مفروضاً حيث لا يكون للإرادة دور في الموافقة علية ورفضة . فأسرة الانسان الذي ولد فيها ، الحي الذي تقيم فيه تلك الأسرة الغير السوي ، والمعاشرة الغير منضبطة قد تولد عنها أضطراب نفسي مما يؤدي بأبنائها من الذكران والاناث للهروب من ذلك الواقع الى أحضان المخدرات ، كما ان ظاهرة تدخين الاركيله من جملة الظواهر السلبية التي شاعت وانتشرت بشكل ملحوظ في مجتمعناعند الشباب والمنتشرة اليوم في المقاهي والطرقات العامة تزيد الطين بلة وتعد خطرا فعالا على حياة احدى اهم مكونات وشرائح المجتمع اليوم وباتت سلوكا فرديا بين الشباب والشابات حيت تطور الامر ليشمل الصغار ايضا ليضيف عبئا جديدا على المجتمع العراقي ، الجهات الحکومیة امام محک مهم في توعيه الشباب والشابات الذين يتعطونها وهو في مرتبة الأولوية بتكثير الحملات الوقائية والتثقيفية والتخطيط لمتابعة مثل هذه الظواهرمن خلال تفعيل نشاطاتها داخل المدراس والجامعات والمؤسسات وتهذيب اشخاصها وحجزهم في اماكن خاصة للحد من هذه الظواهر في منع تدولها والاعلانات والدعاية الاعلانية التي تروج لمنتجات الاركيله كل التبغ المعسل الذي من العادة ان تخلط بنسب من المواد المخدرة لترويض الجسم بشكل تدريجي علیها. نأمل من الجميع الالتفات الى الضرر الصحي والمادي والمعنوي وهدر الوقت في امر لا يعود بالفائدة علی المتعاطی وانحلال الاسرة والانشغال عوضاً عن ذلك بشيء نافع مثل ممارسة الرياضة بطرقها المختلفة او المطالعة والقراءة في كتب نافعة او ممارسة هواية لطيفة وايجاد فرص العمل للمحتاجين منهم و بمعرفة احتياجاتهم ومشكلاتهم ومساعدتهم في تقديم الحلول الممكنة وامثال ذلك تبعد الانسان عن الانحراف واللجوء الى الطرق الغير سليمة .