23 ديسمبر، 2024 9:59 ص

المخاوف الحقيقية بين الامس واليوم

المخاوف الحقيقية بين الامس واليوم

تعقيبا لما نشر مؤخرا للسياسي والكاتب “شوان الداودي” تحت عنوان (عدم استدراك المخاوف ) والتي نشرت في جريدة محور كركوك .
حيث تطرق فيه الكاتب عن مخاوفه من ممارسة ساسة العرب السنة حول الوضع في كركوك بعد 16 اكتوبر والتغيير الديموغرافي ويدعو الاطراف التركمانية (الجبهة التركمانية العراقية ) والاتحاد الوطني الكردستاني لاستدراك الوضع والوقوف امام المد العربي والموجة التي تريد الاستحواذ على مفاصل السلطة والادارة في كركوك ,

أصابتني الدهشة والتساؤل عند قراءة اسطر المقال يا ترى كيف كان الوضع في كركوك قبل 16 اكتوبر!! وكيف كان يتعامل الاتحاد الوطني الكردستاني مع القوميات الاخرى وخصوصا التركمان , فلم اجد فرقا شاسعا مما عليه الاحزاب العربية اليوم. من سلوكيات مشابهة ممن سبقوهم في ادارة محافظة كركوك.

ومن المعلوم ايضا ان الكاتب كان نائبا في البرلمان العراقي من الاتحاد الوطني آنذاك وان حزبه اضر بكافة مكونات المدينة وكانت تلك الحقبة من اشد الايام ايلاما على الشعب التركماني من (تغيير ديموغرافي وطمس للحقوق ناهيك الاستبعاد من السلطة والمواقع الوظيفية وامور اخرى لا نود الخوض فيها) ولم يقتصر الضرر على التركمان فحسب بل اذاقوا فئة من الكرد ايضا من هذا الكاس .

وبما ان التحولات والمراحل السياسية والامنية اثبتت ان التركمان هم من الركائز الأساسية لوحدة العراق واستقرار كركوك, نجد اليوم ان الطبقة السياسية قد ادركت ذلك وعلى الرغم من ان الاحزاب و القيادات التركمانية ناشدوا كافة الاطراف السياسية واخص بالذكر الاحزاب الكردية والاتحاد الوطني الكردستاني على وجه الخصوص وبادروا بإيصال معاناتنا للمرحوم (جلال الطالباني) مطالبين إياه تدخلهم المباشر لمعالجة النهج التعسفي لجناح مهم في حزبه ( الاتحاد الوطني ) في ادارة محافظة كركوك , لكن الطبقة السياسية المذكورة تناسوا طبيعة النسيج المجتمعي في المدينة , مستغلين كافة المفاصل المهمة منها السياسية والادارية (الدوائر) والمشاريع الاقتصادية والخدمية لصالحهم .

وفي ذات السياق استغربت كثيرا بان الكاتب يتحدث عن تثبيت اكثر من 100 الف نازح من العرب في سجلات سكنة كركوك , مضيفا عن اقتراب اجراء الاحصاء السكاني في البلاد والذي سوف يغير الخارطة السياسية في المدينة , بدورنا نتساءل اليس التركمان هم من كانوا يناشدون ويستصرخون منذ 15 عاما بان الجهات الكردية اضافوا اكثر من 900الف مواطن كردي يحملون جنسيات (سورية ,ايرانية , والتركية) في سجلات النفوس كركوك.!؟

ان طرح الكاتب بخصوص اختيار شخصية تركمانية لتولي منصب محافظ كركوك تعتبر الحل وهذا ما كنا نطالب به طوال سنوات بعد سقوط النظام السابق لكن دونما استجابة من الاحزاب الكردية الرئيسية المتنفذة في كركوك .

ولَم يغب عن أذهاننا في الوقت نفسه ان منصب رئيس مجلس محافظة كركوك كانت من حصة التركمان غير ان تعنت بعض الجهات الكردية حالت دون تسنم رئاسة المجلس شخصية تركمانية من جديد . ومن غير الممكن تفضيل متسلطوا الامس على متسلطي اليوم, حيث ادرك كافة المكونات والاطراف السياسية بان الاستقرار الحقيقي والمحافظة على السلم المجتمعي في مدينة كركوك تمر من المكون التركماني,

وبدورنا ننصح الاقطاب السياسية الكردية والعربية عدم استغلال الازمات والفراغ الرقابي من قبل الحكومة المركزية و التهرب من الشراكة الحقيقية في كركوك وبما يسمى ايضا (المناطق المتنازعة عليها ) كون التعايش السلمي لن يتحقق الا عبر ادارة مشتركة وبأشراف حكومي واممي, وليعلم الجميع كما فشلت في السابق فستفشل كافة المحاولات الاحادية لإدارة كركوك دون ارادة الاطراف التركمانية.