10 أبريل، 2024 10:08 ص
Search
Close this search box.

المخاطر الاجتماعية لهجرة الشبيبة العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

الهجرة ليست ظاهرة جديدة في بلد كالعراق , فقد  كانت موجودة من قبل ولكنها ليست متزايدة مثلما هي اليوم بنحو كبير، فدوافعها غريبة ومُثيرة للقلق والخوف، بسبب تعدد أشكالها وأسبابها وتداعياتها بحيث باتتْ تشكل خطرًا يُهددّ الوجود السكاني في العراق لان بعض من هاجر هم من اصحاب المهارات والمثقفين وخيرة العقول والكفاءات … انها موجة هجرة اعتبرت هي الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية , فقد هاجر بشكل غير شرعي 425 الف عراقي الى دول الاتحاد الاوروبي خلال شهري اب وايلول نسبة الشباب منهم 70% وحاليا يسافر بشكل رسمي يوميا اكثر من 3000 عراقي باتجاه تركيا عن طريق الجو ، في حين يتوجه الآلاف براً عبر اقليم كردستان واغلب تلك الاعداد لا تعود الى العراق وتنتظر الحصول على خطة طريق للعبور الى اليونان لتكمل طريقها الى اوروبا ، حيث كانت نسبة طالبي اللجوء في اوربا من العراقين لعموم العالم 25 % … لقد تعرض المهاجرون العراقيون الى الاعتقال في تركيا وان قسماً كبيراً منهم وقعوا ضحية لابتزاز المهربين والشركات الوهمية في حين بعضهم توفوا اثناء رحلتهم الى اوروبا ولازالت”جثامينهم في البحر او العراء … ان من اهم اسباب هجرة الشباب هو فشل وفساد الحكومة في توفير فرص العمل المناسبة لهم بحيث اصبحوا يعانون من الياس والاحباط بحيث لا يمكن الحصول على وظيفة الا بدفع مبالغ خيالية كما ان غياب الامن والخدمات واحتلال داعش لجزء كبير من الارض العراقية كان عامل اخر محفز لهؤلاء للبحث عن لجوء”… لقد غاب عن ذهن المهاجرين ان حياتهم ورحلتهم لم تكن كما توقعوا بل سيضعون في معسكرات خاصة ومعزولة ويمنحون مبالغ لا تزيد عن 800 يورو شهرياً وهم مضطرون الى دراسة لغة البلاد المهاجرين اليها ودفع اكثر من 75% من المبلغ الممنوح لهم لاجور السكن والكهرباء والماء واجور اخرى مما يضطرهم لان يقضوا بقية الشهر بحالة تقشف كبيرة جداً ، كما ان اغلب هذه الدول تعاني من وضع امني قلق بسبب وجود بعض العصابات التي تسيطر على المناطق الفقيرة وبالأخص الأفارقة الذين يمتهنون التسليب والسرقة والاحتيال وحتى القتل وهذا ما لاحظته في استراليا بالتحديد … اما الاثار السلبية التي ستترك على الوضع الاجتماعي في العراق مستقبلا فهي تتمثل بهرم المجتمع وانوثته وعنوسة النساء فاغلب هؤلاء المهاجرون من الشباب غير المتزوجين حيث بسب هجرتهم ستزداد نسبة النساء باعمارهم الى نسبة الذكور واساسا المجتمع العراقي النسبة فيه تقريبا متساوية ويعاني من وجود ظاهرة العنوسة عند النساء فكيف يكون الحال بعد فقدانه هذا الكم من الشباب ؟ بنفس الوقت هؤلاء يمثلون قوة العمل النشطة اقتصاديا فمن يعوض نقصهم في اقتصاد العمل ؟ هل سنلجا الى خيار المقبور صدام عندما زج الشباب في معارك طاحنة مع ايران وجلب لنا قوة عمل بدلهم من المصرين وفعلا سدوا النقص في قوة العمل لكن مزقوا النسيج الاجتماعي واحدثوا تغيرا ملحوظا في البنى الاجتماعية لازلنا نعاني من تداعياتها في تغير العادات والتقاليد والاعراف وبالاخص ظاهرة الغش والتحايل والنصب والسوق السوداء التي لم يعرفها العراقيون بهذا الشكل الواسع بل كانت على نطاق ضيق ومحدود … اخيرا الحكومة والمرجعيات الدينية يجب ان تساهم وتعالج ظاهرة هجرة الشباب لانها ظاهرة خطرة واثارها مدمرة لا تقل عن خطورة عدوان داعش وجرائمها الدموية  .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب