9 أبريل، 2024 2:46 ص
Search
Close this search box.

المخابرات العراقية ذكريات بطولة وعمليات رجال

Facebook
Twitter
LinkedIn

{ حب الوطن من الأيمان }
عيون الظل طريق المعرفة ومجسات الإنذار تعتمدها الدول مرة في الدفاع واخرى للهجوم وأخرى للتحييد , أجهزة المخابرات العالمية تتصارع فيما بينها اينما وجدت منطقة هشة منطلقا لعملها الاستخباري في حماية وطنها والدفاع عنه, بأساليب وطرق ملتوية{ الغاية تبرر الوسيلة} لنجاح خططها وتحديد هدفها وبناء قاعدة عملها , لتحقيق مآربها والوصول لهدفها باقل الخسائر البشرية على مستوى التضحية وجمع المعلومات , ينقل لي احد الاصدقاء عن ضابط مخابرات سابق يعمل على استراليا في مكافحة التجسس التابع للمخابرات العراقية , وتحديدا عام 1988عندما كان العراق في أوج غروره وخروجه من الحرب العراقية الايرانية . تم تجنيد احد العراقيين العاملين في السفارة الاسترالية بصفة حارس ليلي واستطعنا بالحصول على معلومات كثيرة ومهمة من خلاله بتسهيل عملنا باختراق مبنى السفارة , يعتمد الجهاز في سياسته على ميزانية مستقلة لا يطلع عليها الا رئيس الجهاز ورئاسة الجمهورية يطلق عليها ميزانية مفتوحة لمن يتعاون معنا في جمع المعلومات والتجنيد , واحد من هذه المعلومات ان السفارة الاسترالية تنوي ادخال ابراج وشبكات تنصبها في السفارة بغية التراسل مع عملائها في الداخل وكذلك ارسالها للخارج , تم متابعة الموضوع بدقه متناهية من خلال فريق عمل ذو خبرة فنية وعلمية وضباط أكفاء عقدت عدة اجتماعات لهذا الغرض بخطط مدروسة, تم الابراق الى محطتنا في السفارة باستراليا لمتابعة هذه المعلومات ووقت الشحن ونوعية هذه الشبكات , تحرك الفريق بين بغداد واستراليا بفريق عمل على مدى 24ساعة وكذلك تم الابراق الى رئاسة الجمهورية بهذه المعلومات , جواب الرئاسة {توخي الدقة والتدقيق في متابعة هذه القضية }. استمرت المتابعة لشهور بين كتابنا وكتابكم وكذلك وضع بعض الضباط والمتعاونين في انذار صارم ومراقبة ميدانية وفنية مستمرة لجميع العاملين في السفارة ومن خلال تعاون العيون المزروعة داخل السفارة وخارجها , ساعة الصفر حددت وبُلغت الجهات المعنية بقرب وصول هذه الاجهزة , اجتمع فريق العمل بحضور رئيس الجهاز والمدراء العامين من اصحاب الشأن بغية تحضير اجهزة مشابهة غير عاملة بدلا عن التي يتم نصبها ومحاولة تعطيل عملها أو التشبيك عليها بذبذبة مغايرة لبرامجها , ابرقت السفارة العراقية في استراليا بساعة شحنها وصور عنها الى وزارة الخارجية العراقية دائرة التنسيق مع جهاز المخابرات ,استنفر الجهاز ضباطه لمتابعة هذه الاجهزة عند وصولها للمطار حتى مبنى السفارة وانسحب فريق العمل لمقر عمله الا من بعض الضباط اصحاب القضية , الاجهزة قيد الركون داخل السفارة حتى يوم نصبها على ايدي فنيون استراليون ,العين العراقية نافذه باصره معهم لحظة بلحظه لحين اكمال العمل والانتهاء من نصبها . اجتمع فريق العمل والمدراء برعاية مدير عام المكافحة ومدير الجهاز لوضع اللمسات الاخيرة لاختراق السفارة وتعطيل هذه الاجهزة او ابدالها أو أي عمل تخريبي لا يستفاد منها , بعد اجتماعات ولقاءات ووجهات نظر واضعين كل الاحتمالات نصب العين واهمها عدم المساس بعلاقات العراق مع استراليا في حالة كشف الاختراق وتجنب أزمة سياسية معها . من ضمن التوصيات المرفوعة من قبل فريق العمل لرئاسة الجمهورية تعطيل عمل هذه الاجهزة فنيا ومحاولة فشلها افضل من استبدالها , وجاء الهامش {بالموافقة} . تحركت خلية العمل وفق هذا التوجيه وحددت ساعة الصفر بالاتفاق مع عيوننا داخل السفارة وكانت ليلة عيد رأس السنة وخلو مبنى السفارة وانشغالهم بالاحتفال , استطاع المتعاون العراقي العامل في السفارة الاسترالية من جلب نسخة من مفاتيح الغرف بغية الدخول اليها بسرية تامة . جاء دور الفني المتمرس للعمل , واخترقت السفارة وتم تعطيل عمل الشبكات فنيا وتم تجربة الارسال فكانت النتيجة باهرة , لتعود القوة لمقرها سالمة بنجاح مهمتها …. هذه الذكريات من البطولة العراقية صنعها وسطرها رجال عيوننا تتطلع على جهازنا الوطني ان يكون بمستوى اعلى وبعقلية العراقي الفذ والوطني الشريف الذي لا تلوثه مغريات الحياة مهما عظمت امام سمعة بلده وقيم شعبه نبحث عن نقاوة ضمير وما اكثرهم في عراقنا الابي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب