نفذ جهاز المخابرات الوطني العراقي عملية أمنية بالغة التعقيد استطاع خلالها استدراج واعتقال خمسة من كبار قياديي داعش (سوريان وثلاثة عراقيين ) في مسرح جغرافي شديد التعقيد والتداخل شمل سوريا وتركيا أما الإعتقال فتم عند الحدود العراقية مما يضع العملية في تصنيف دولي على درجة عالية في التخطيط والإدارة والتنفيذ والنجاح…
اتسمت العملية التي أطلق عليها جهاز المخابرات الرقم ( 732) بالسرية التامة ونفذت بكفاءة ومهارة عراقية خالصة واستخدمت تقنيات متطورة ومتقدمة وجريئة على الصعيد المهني وانطوت على قدر كبير من المجازفة والمخاطرة والمحاذير الأمنية إلا أن رجال المخابرات العراقية المكلفين بتنفيذ المهمة قدموا نجاح العملية ومصلحة الوطن على سلامتهم وأمنهم الشخصي وهذا يكسبها شرفا وطنيا وإنسانيا كونها استهدفت رؤوسا إرهابية لا يتوقف خطرها عند العراق أو المنطقة بل يتعدى شرورها إلى دول العالم كافة…
أهمية العملية
اخترقت الجدار الأمني للهيكلية القيادية لتنظيم داعش..
نجحت في اعتقال القيادات الداعشية أحياء وهذا مفتاح مكسب كبير ومفتاح أمني للكثير من الأبواب المغلقة..
أظهرت العملية مستوى التطور الكبير الذي شهده جهاز المخابرات الوطني العراقي على صعيد التخطيط والكفاءة والمهارة والأداء المهني..
أثبتت العملية أن المبادرة الأمنية بيد العراق..
أصابت قيادات داعش بصدمة وفجيعة وذهول وشلل في جهازها العصبي والقيادي..
عززت المنجز العسكري العراقي بزخم عملياتي ونفسي ومعنوي على الصعيدين الإستراتيجي والميداني..
فتحت الطريق للغارة العراقية الموفقة على تجمع لقيادات داعش في 19 نيسان 2018 والتي أطاحت برؤوس أكثر من 40 قياديا داعشيا..
قادة الدواعش في قبضة المخابرات العراقية
تصنّف القيادات الداعشية الخمسة المعتقلة حاليا ضمن الصف الأول وهم جزء من شورى التنظيم المعنيين بتعيين الولاة والشرعيين ووضع الخطط والمناهج ولا يقلون أهمية عن القيادات التي قتلت من أمثال ( أبو محمد العدناني، أبو عمر الشيشاني،أبو علي الأنباري، أحمد حسن أبو الخير المصري، تركي البنعلي).. فمن هؤلاء الإرهابيون الذين سقطوا في العملية ( 732)..؟؟
صدام عمر يحيى الجمل – الملقب ابو رقية الانصاري( شارك في جريمة احراق الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة رحمه الله)..
محمد حسين حضر – الملقب ابو سيف الشعيطي..
عصام عبد القادر عاشور الزوبعي – الملقب ابو عبد الحق العراقي..
عمر شهاب حماد الكربولي – الملقب ابو حفص الكربولي..
اسماعيل علوان سلمان العيثاوي – الملقب ابو زيد العراقي..
إقتلاع الجذور…
إستراتيجية الإحباط الشمولي الموسع أو إقتلاع الجذور التي وضعها جهاز المخابرات الوطني العراقي تعتمد العمليات الاستباقية والأمن الوقائي والمعالجات المبكرة للتحديات الأمنية القائمة والمحتملة مع مقاربات شجاعة وتكتيكات مبتكرة تستند الى فهم ناضج لما يجري في المنطقة وللتوضيح أكثر نقول أن العمليات العسكرية الكبيرة في العراق قد حسمت بهزيمة داعش إلا أن الحرب على الإرهاب باعتبارها صراع إرادات لم تنتهي بعد وبعض هذه الإرادات لا تريد الخير للعراق وتعتبر داعش ورقة مناورة في لعبة الصراع الإقليمي والدولي ولا زال لها دور تخريبي في المنطقة وهذا يشكل خطرا محدقا بالأمن الوطني للعراق يستلزم الإنتباه والتحسب والمتابعة والرد ان اقتضت المصلحة الوطنية ذلك وهذا ما حدث عبر العملية المخابراتية الناجحة بالتوصيف والقياس والمعايير الأمنية وهي تستند إلى إرادة سياسية بالتنسيق مع دول الجوار والتحالف الدولي وتعاون مع العمليات المشتركة والأجهزة الأمنية الأخرى ولا شك أنها تشكل منعطفا تاريخيا في مسار الحرب على الإرهاب ومنجزا على مستوى عالي من الجدارة المهنية والوطنية تستحق الإشادة والثناء…
*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية