23 ديسمبر، 2024 9:34 ص

المخابرات الاردنية والجيش والامن العام خط مقدس لدى الاردنيين

المخابرات الاردنية والجيش والامن العام خط مقدس لدى الاردنيين

مابعد احداث العراق وماحصل له  اخترت الاردن مجبرا بديل لبلدي ولم اكن مطلعا عن كيفية العيش في بلد يختلف من اغلب النواحي عن بلدي وكنت متخوفآ من كلمة غريب في بقعة أرض لم يسبق لي حتى أن يكون فيها صديق لي مسبقا. وفي بداية الامر بدأت مشاعر الحنين لبلدي الممزق حين ذاك وللذكريات ولبيتي ولجميع ماعاصرته وعشته في بغداد من كرخها لرصافتها … وتلازمت معي هذه الحاله لمدة اربعة اشهر او اكثر حتى اصر والدي على أن أكمل جامعتي وفي تخصصي الذي هو الصحافة والاعلام في هذه الفتره كنت مسيرا لامخيرا فقبلت أن اتخلى عن جامعتي في بغداد بسبب الطائفيه والاسماء التي ظهرت حين ذاك وارتبط بجامعه هنا في الاردن وقبلت فورا ومن هنا بدأت اطلع على كل مايدور في الاردن واستمع لزملائي عن الدوائر الأمنيه وتسابق الشاب الاردني للانضمام اليها وعن امتيازاتهم والاهتمام بهم وو.. حتى بدأت بمعاملة الاقامة وكان من ضمن شروط الاقامه أن يستدعوك في دائرة المخابرات وأنا لم اكن اعلم بهذا الشرط فرن هاتفي الاخ عمر فاجبته بنعم فقال عليك مراجعة دائرة المخابرات في تاريخ كذا من يوم وساعة كذا … هنا احسست بجزء من جسمي لايتحرك من الصدمه والخوف والرعب لما كنا نسمعه في العراق عند استدعائك لهذه الدائره بالذات . فذهبت على موعدي اقسم بالله كأنني اذهب الى الاعدام بقدمي . وصلت الدائره تمالكت نفسي وكنت اظن عند دخولي لم ولن ارى النور بعد هذا الدخول فاعطوني كارت فيه رقمي وانتظرت حتى تم استدعائي من قبل احد عناصرهم قابلني بابتسامه اراحت تشنجي وخوفي وهدئت من روعي . وكان استقباله بغاية الاناقه ولطف  شخص لكنه يمثل دائرة بكرمه واخلاقه وادبه كأنما جعلو هكذا شخصيه ليعكس انطباع الراحه على الناس .. وعند انتهاء المقابله وبعض الاسئله التي تخصني شخصيا وعن انتمائاتي وافكاري وو سالني بكل اخلاق اازعجتك باسألتي  قلت له لا والله فابتسم وقال لي اهلا بك في المملكة . شكرته وخرجت . وبعد أسبوع من مقابلتي جائت الموافقة على منحي الاقامه في الاردن . حتى أحسست بنوع من الانتماء لهذا البلد والامتنان لشخص زكاني بعد مقابلتي . فقررت أن أتمعن بطبيعة هذه الدوائر الامنيه في الاردن . وفي نفس الوقت احاول البحث عن سلوكهم مابعد انتهاء عملهم اي في حياتهم الطبيعية . والصراحه اكثر ماجذبني بأنني لم ارى رجل امن واحد في الاردن بعد انتهاء عمله يحمل السلاح بجانبه كما كان لدينا في العراق اي الذين يعملون في دوائرنا الامنيه . فبدأت بالجيش لما لهذا الجيش شعبيه وقدسيه لدى الاردني عندما يتكلم عن الجندي يتكلم عن الشرف وعن القوه وعن صلابة ابنائه في الجيش وهنا في الشارع الاردني تجد الشعب يسبق الجيش في اي اعتداء او خطر على البلد من هنا تعرف معنى الروح الوطنيه تجدهم مساندين لجيشهم وابناء الجيش بكل فروعه واحترام  لمن يرتدي الزي العسكري ودليل على ذلك عن استشهاد البطل الاردني معاذ الكساسبة اسكنه الله في فسيح جناته كيف صرخ الاردن قياده وشعب صرخه واحده وجعلوا العالم اجمع يترحم على هذا البطل .الأردن بلد صغير لكنه كبير بحب شعبه لبلدهم ولقيادتهم الهاشميه ولجيشهم الباسل ولدوائرهم الامنيه .
هنا في الاردن بلد الامن والامان ادام الله عليهم هذه النعمه . لاتعرف الخوف من الامن والشرطه والمرور بل يسبق الخوف لديهم هو الاحترام .. يؤمنون بأن هذا الشخص هو ليس ليعاقبهم او يحتجزهم بل ليحميهم وثقتهم به تتعدى الحدود . فتجد الشرطي والمرور في رمضان عند الافطار يوزعون قبل أن يفطرو الماء والتمر عند الاشارات اقسم بالله بعيني حتى يجعلون من شعبهم فرح ومرتاح وراضي . تجدهم سباقين بكل شيء عند الثلوج تجد الجيش الشرطه المخابرات الامن العام الامن الوقائي وحتى الملك حفظه الله يساعدون من هم خارج منازلهم ومن اصابه مكروه  . هنا تؤمن بوجود وطن متكامل بشعبه ودولته وحكومته . أنا لااريد ان اقارن لكن لماذا لانبني في عراقنا هكذا مؤسسات أمنيه ..لماذا لانزرع حب مؤسساتنا الامنيه في داخلنا .. لماذا الشواذ يطغون في جيشنا وامننا ويزرعون الحقد في داخل ابناء عراقنا . لماذا الرشوه نخرت دوائرنا والمرتشي والسارق تسلم وتسلق المناصب باسرع من البرق لماذا لاتوجد لدينا رقابه بسيطه على من يمثلون امننا واماننا.. ادام الله عليك النعمه يااردن .. تأنقي وكوني اسطورة الشرق الاوسط رغم أمكانياتك البسيطه فأنتي تستحقين الأكثر .