المحنة العراقية ..التظاهرات مثالا ..تتم الآن معالجاتها باللجان الوزارية ..الخماسية .. والسباعية … ممنوع عليها أن تفشل . لأن ليس في معجمها ما يؤذن بذلك في كل ما تمترست به من تبعات هذه المحنة ..
ماذا لو غيرنا في عمل و مفردات عمل هذه اللجان الوزارية بعض الشيء ؟ ! إن كلمات : الحرب الأهلية .. الوفاق .. التعايش .. العيش المشترك ..المؤامرة . ربما كانت الحكمة في إن نستبدل بها تسميات سواها توخيا لإلغاء المعوقات وإزالة العراقـيل .
فما دمنا نسّـلم مؤمنين بأن الخلاف ليس بين مسلم و مسيحي .. فلماذا تبقى تسمية ” الحرب الأهلية ” قائمة ؟
ولماذا لا ننسخها من قاموس المحنة العراقية ؟
وهذا الاستنتاج يسوقنا بداهة إلى إلغاء كلمة ” وفـاق ” باعتبار إن الخلاف هو بيــن السـاسـة وليــس بـيـن عامة الشعب ، فماذا يعني الكلام عن الوفاق ؟ انه واقع في غير موقعــه 0
وإذا كانت ( الحرب ) غير أهلية ــــ وهي طبعا ليست كذلك ــــ فلماذا الإصرار على ” التعايش ” وكأننا نتحدث عن أعداء متنافرين من أوطان عـــدوّة لا من أبناء أرض واحدة وانتماءات ومقدسات هي نفســها لكل المواطنين ؟
والعيش المشترك ، مع انه تعبير أخف وطأة من التعايش لأنه يعكس إرادة وسعادة متبادلتين في استظلال سماء واحدة، يسقط أيضا عندما تنتـفي الحرب الأهلية ، التي يصّـورون المحنة العراقية زورا على إنها كذلك .
تبقى كلمة ” مؤامرة ” فنتنّــدر بها ونسميها كذلك وكأننا نشير إلى ماهو غائب عن أذهان الناس أو ما هم عنه غافلــون .
وهذه تسمية يجب أن تزول من القاموس الذي أفرزته الأزمة العراقية لأن المؤامرة إذا وســعنا رقعــــــــــة استعمالها ، صحت في كل مجال ، وهي ظل طبيعي لكل محنــة أو مشـكلة لأنها مصالح الـدول في مـدها وجزرها . وهو شأن تعـّوده الناس وصاروا يسـتكثرون فيه تسـمية مؤامرة وهو ما نقوله لنقـدم لحاملي المـلـفّ الجدد بصدق وأمانة كبيرين طرحا من غير الماضي الممجوج والمعاد .
فلنقل بدل التعايش إن يحيا العراقيون كما تليق الحياة بشعب واحد ذي تأريخ واحد وجغرافية واحدة ومستقبل واحــد .
ولنستبدل تسـمية الحــرب الأهليــة ” الحـرب المرفوضـة ” .. والمؤامـرة ب مصـالح الـدول وتشـابكـــها
و الوفــاق ب تطوير النظـام العــراقي بالشـكل الذي يوفـر العـدالة والمساواة وتكـافـؤ الفرص بين العراقييـن، وليكن التطوير بصيغة تلبي احتياجات العقد الثاني من الألفية الثالثــــة 0
أما تسمية التطويــر المدروس بـدلا مـن الوفـاق ، فحتى لايعــلق فـي الأذهان ان بقاءنا وحـياتـنـــا هــــي ( لصـق بالسيكـوتـيـن ) ..ولصق مفاهيم متباينــة بعضها إلى بعض بصمـغ يضفـي عليها طابعا مزيفا لواقع مصنوع .
اعتقــد إن سـياسـة جديدة تـبرأ من كل رواسـب الماضي وأخطائه وتسـمياته التي تربـك وتعقـّـد وتستبعد الحلول .. كـفيلة بالوصول إلى نقطة التقاء وبمرونـة لإزالة تلك الرواسب والانقسامات في الصف الوطني .