23 ديسمبر، 2024 12:22 م

المحنة العراقية … والحرب الأهلية

المحنة العراقية … والحرب الأهلية

المحنة العراقية ..التظاهرات مثالا ..تتم الآن معالجاتها باللجان الوزارية ..الخماسية .. والسباعية … ممنوع عليها أن    تفشل .  لأن ليس في معجمها ما يؤذن بذلك  في كل ما تمترست  به  من تبعات  هذه المحنة ..
ماذا لو غيرنا في عمل و مفردات عمل هذه اللجان الوزارية  بعض الشيء  ؟ !                                                                        إن كلمات :  الحرب الأهلية .. الوفاق .. التعايش  .. العيش المشترك ..المؤامرة . ربما كانت الحكمة في إن نستبدل بها تسميات سواها توخيا لإلغاء المعوقات وإزالة العراقـيل .
فما دمنا نسّـلم مؤمنين بأن الخلاف ليس بين مسلم و مسيحي ..  فلماذا تبقى تسمية   ” الحرب الأهلية ” قائمة  ؟
ولماذا لا ننسخها  من قاموس  المحنة العراقية ؟
وهذا الاستنتاج يسوقنا بداهة إلى إلغاء كلمة  ” وفـاق ”  باعتبار إن الخلاف  هو بيــن السـاسـة وليــس بـيـن عامة الشعب  ، فماذا يعني الكلام عن الوفاق  ؟  انه  واقع في غير موقعــه 0
وإذا كانت  ( الحرب ) غير أهلية  ــــ  وهي طبعا ليست كذلك ــــ  فلماذا الإصرار على ” التعايش ” وكأننا  نتحدث عن أعداء متنافرين من أوطان  عـــدوّة لا من أبناء أرض واحدة  وانتماءات  ومقدسات  هي نفســها لكل المواطنين  ؟
والعيش المشترك ، مع انه تعبير أخف وطأة من التعايش لأنه يعكس إرادة وسعادة متبادلتين في استظلال سماء واحدة، يسقط أيضا عندما تنتـفي الحرب الأهلية ، التي يصّـورون  المحنة العراقية  زورا على إنها كذلك .
تبقى كلمة ” مؤامرة ”  فنتنّــدر بها ونسميها كذلك وكأننا  نشير إلى ماهو غائب  عن أذهان الناس  أو ما هم  عنه غافلــون .
وهذه تسمية يجب أن تزول من القاموس  الذي أفرزته الأزمة العراقية لأن المؤامرة إذا وســعنا  رقعــــــــــة استعمالها ،  صحت  في كل مجال ، وهي  ظل طبيعي لكل محنــة  أو مشـكلة  لأنها مصالح الـدول في مـدها وجزرها .  وهو شأن تعـّوده الناس وصاروا يسـتكثرون  فيه تسـمية مؤامرة  وهو ما نقوله لنقـدم  لحاملي المـلـفّ الجدد بصدق وأمانة كبيرين طرحا من غير الماضي  الممجوج والمعاد .
فلنقل بدل التعايش  إن يحيا العراقيون كما تليق الحياة بشعب واحد ذي تأريخ واحد وجغرافية واحدة  ومستقبل واحــد .
ولنستبدل تسـمية  الحــرب الأهليــة   ” الحـرب المرفوضـة ” .. والمؤامـرة  ب  مصـالح الـدول وتشـابكـــها
و الوفــاق  ب تطوير النظـام العــراقي  بالشـكل الذي يوفـر العـدالة والمساواة وتكـافـؤ الفرص بين العراقييـن، وليكن التطوير بصيغة  تلبي احتياجات  العقد الثاني من الألفية الثالثــــة  0
أما تسمية التطويــر المدروس بـدلا مـن الوفـاق ،  فحتى لايعــلق فـي الأذهان ان بقاءنا  وحـياتـنـــا هــــي  ( لصـق بالسيكـوتـيـن ) ..ولصق مفاهيم متباينــة  بعضها إلى بعض  بصمـغ يضفـي عليها طابعا مزيفا لواقع مصنوع .
اعتقــد إن سـياسـة  جديدة  تـبرأ من كل رواسـب الماضي وأخطائه وتسـمياته التي تربـك وتعقـّـد وتستبعد الحلول .. كـفيلة بالوصول إلى نقطة التقاء وبمرونـة لإزالة  تلك الرواسب والانقسامات في الصف الوطني .