22 ديسمبر، 2024 1:44 م

المحلاوي .. خيار الحلبوسي المفضل للحفاظ على هيبة الأنبار وزعامة المكون

المحلاوي .. خيار الحلبوسي المفضل للحفاظ على هيبة الأنبار وزعامة المكون

من حق رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي أن يحتفظ بزعامة المكون السني، وكل الخيارات تبقى مفتوحة لديه لتحقيق هدفه الستراتيجي الذي سيكون بمقدوره أن يضع العنب في السلة التي يختارها، لتأتي ثمارها اليانعة هذه المرة.

ويبدو من وجهة نظر كثيرين من نواب برلمان وشيوخ عشائر ونخب ثقافية وأكاديمية وأساتذة جامعات وكفاءات مختلفة من الأنبار وحتى من خارجها أن النائب الشيخ عادل خميس المحلاوي سيكون الخيار الأمثل للحلبوسي ليرشحه لرئاسة مجلس النواب المقبلة..وهو ، أي النائب الشيخ عادل خميس المحلاوي، الشخصية الأكثر ملائمة وتوافقا مع طموحات السيد الحلبوسي ليحتفظ هو بـ (الزعامة) ، دون أن تخسر محافظة الانبار عنصر رمزيتها في أنها تبقى الشمس التي تشرق لكي تعيد لأهلها هيبتهم وبريقها هذه المرة.

 بل أن عودة الزعامة للسيد الحلبوسي تعني عودة الهيبة لمحافظة الأنبار، وفي أن تبقى هذه المحافظة المهابة ( القبلة ) التي تؤمها أغلب الزعامات والشخصيات السياسية والعشائرية العراقية الكبيرة من مختلف الأطياف والمكونات التي يهمها أن تكون علاقتها مع السيد الحلبوسي على أحسن مايرام.

 

الحلبوسي..إستراحة محارب

إن زعامات المكونات الأخرى الذين يميلون لمناصرة السيد الحلبوسي وبقاء نجمه ساطعا، لديهم قناعة كبيرة بقدرات الرجل وإمكانياته في العودة القريبة بعون الله، وقد أكد لهم برغم خسارته لمنصب رئاسة مجلس النواب أن الأمر لايعدوا كونه فترة ( إستراحة محارب ) ثم يعود الى الواجهة ، وهو أكثر قوة وتأثيرا من قبل ، حتى بضمنهم قيادات سياسية وعشائرية من الأنبار نفسها ، بل أن زعامات سياسية عراقية كبيرة أخرى لاتتمنى خسارة الرجل لمكانته السياسية ، لأنها قد تؤثر على أوزانهم السياسية مستقبلا ، في الوقت الذي يدرك الحلبوسي إن الزعامة إن ذهبت لآخرين ، فقد يفقد بريقه السياسي وحلم زعامة المكون السني التي لن يضحي بها بأي حال من الأحوال.

 

عرش المكون السني بيد الحلبوسي

والسيد الحلبوسي من وجهة نظر خبراء سياسة ومحللين رفيعي المستوى يدركون أنه برغم تلك (الخسارة المؤقتة) لمنصب رئاسة البرلمان ، لكنه سيحاول قدر إمكانه وبكل ما أوتي من قوة أن يعيد له ماكان يحلم به ، ولن يتخلى عن هذا الحلم بأي حال من الأحوال ، وهو يخطط لكي لا يضيع (مفتاح الحل) و ( أوراق الضغط القوية ) من يده، وهو يخطط أيضا لأن يبقى عرش زعامة المكون السني مقترنا به وليس بغيره ، ويمتلك كل أوراق اللعب التي بمقدوره أن يجيد لعبتها هذه المرة حتى لايضيع بريق الزعامة من الأنبار ، وهو الذي أرسى مكانها ودك لها ركائز ومقومات تساعده على تحقيق طموحاته المشروعة كشاب أولا وكمناور سياسي ذكي ثانيا ولإمكاناته المالية الكبيرة ثالثا ، لأن يرغم خصومه على الإعتراف بتلك المكانة شاءوا أم أبوا.

ويبقى النائب الشيخ عادل المحلاوي محور إهتمامات السيد الحلبوسي، وهو الذي أرسى معه دعائم حزب تقدم وكان من المشاركين القدامى بتأسيسه ، وأدرك السيد الحلبوسي أن خسارته للمحلاوي عندما ذهب الى حزب السيادة ، كانت ربما بسبب عدم إدراك أهمية السيد المحلاوي ولدوره الكبير في محافظة الأنبار،  بل هو أدرك الآن أكثر من قبل أن عودة المحلاوي لحزب تقدم تتطلب تقديم التقدير له لأن يكون الأوفر حظا بالترشيح لمنصب رئاسة مجلس النواب لهذه الدورة، لحين أن يرتب السيد الحلبوسي وضعه السياسي ويعيد إعتباره من خلال إنتزاع حقه القانوني في رفع الظلم الذي لحق به ، وأدى الى خسارته لعضوية مجلس النواب، وهو يدرك أنها كانت بلا حق، لكن بإمكانه ان يعيد هذا الحق وبالقانون وسلطة محكمة التمييز وحتى المحكمة الإتحادية التي من شأنها ان تجد له المبررات القانونية لتلك العودة، وكان قرار محكمة التمييز الأخير من وجهة نظر رجال قانون يظهر أنه يمهد الخطوة بهذا الإتجاه ، وهو يسير وفق خطط قانونية تحفظ له حقه وتعيد له مجده الذي لن يفقد بريقه في كل الأحوال.

 

الإعتراف بالخطأ فضيلة

إن السيد الحلبوسي ربما أدرك مؤخرا خطأ حساباته القديمة ، والإعتراف بالخطأ فضيلة، لكنه لابد وأن يعود لكي يكون بمقدوره إعادة ترتيب أوراق اللعب بطريقة أخرى مختلفة تماما ، بحيث لاتسمح للآخرين بالنفاذ من ثغرات كانت قاسية عليه ، ولم يفكر أنها كانت هي من أودت بمستقبله السياسي ، أو إنها (شعرة معاوية) التي نفذ منها خصوم الحلبوسي وأعداؤه لكي يوقعوه بهذه الغلطة ، أو هو أوقع نفسه فيها، وهو يدرك أن خطأ جسيما من هذا النوع يحتاج الى قدرات خارقة لكسر إرادة من خططوا لكي تسنح لهم الفرصة بان ينالوا منه، لكن دهاء الحلبوسي لقادر على أن يعيد حسابات الزمن لكي تبقى الى صالحه ، ولن يسمح لكائن من كان، أن يسرق منه أضواء الزعامة التي حصل عليها بشق الأنفس، وليس من صالحه أن يفقدها مرة أخرى وتحت أي ظروف ومبررات، ولهذا سيحاول الحفاظ على (شعرة معاوية) مع الجميع، دون أن يطأطأ راسه لأحد ، حتى لو أدى الى فقدان حياته.

 

المحلاوي خيار الحلبوسي المفضل

وخيار الحلبوسي الأكثر ترجيحا للحفاظ على مكانته السياسي هو بتقوية دعم النائب الشيخ عادل خميس المحلاوي على كل الأصعدة ، وبخاصة على الصعيد الاعلامي وحتى المادي، فهي الشخصية غير الجدلية والتي تتسم بالإعتدال والمقبولية السياسية من كل الأطراف السياسية ، والقدرة على إدارة البرلمان بطريقة تبعده عن العواصف الهوجاء ، ولكون النائب المحلاوي هاديء الطبع وليس لديه أطماع بالزعامة مثلما لدى آخرين من نواب الأنبار أو من نواب محافظات أخرى ، ويجد السيد الحلبوسي في تكريمه بهذا المنصب ، أي رئاسة مجلس النواب وفاء بالدين للرجل وعرفانا منه بالجميل ، كما أن عودة المحلاوي لحزب تقدم واحتمال عودة آخرين كثيرين في القريب العاجل هي من تسهل أمام الحلبوسي خياراته للعب بأوراقه بطريقة ذكية ، ويبقى السيد المحلاوي خيار الحلبوسي المفضل الذي لم يعلن عنه الإثنان حتى الآن رسميا.

 لكن مقربين من السيد الحلبوسي وكتابا ومثقفين وقادة رأي ينصحون بأن يضع السيد الحلبوسي إعتماده على السيد المحلاوي كخيار مفضل، من خلال تعديل  الفقرة 12 من قانون مجلس النواب لاعادة الترشيح مرة أخرى ، ويكون الخيار الأكثر ترجيحا هو النائب الشيخ عادل خميس المحلاوي ، وهو من يوفر للسيد الحلبوسي فرصة المحافظة على زعامة المكون السني.

 

مطلوب دعم المكتب الاعلامي للمحلاوي

ومن هذا المنطلق يرى خبراء إعلام ودعاية وحرب نفسية أن يتسع دعم السيد الحلبوسي للنائب المحلاوي ولمكتبه الإعلامي على أوسع نطاق ، ويوفر لمكتب المحلاوي الإعلامي فرصة أن يتسع نشاطه الإعلامي في دعم حملة السيد الحلبوسي لمناصرة دعم ترشيح المحلاوي لرئاسة مجلس النواب والمحافظة على زعامة السيد الحلبوسي للمكون السني ، ولدى السيد الحلبوسي الإمكانيات المادية الكبيرة التي تحقق لمكتب المحلاوي الإعلامي الدعم المطلوب لإنجاح تلك المهمة ، وتعاد هيبة الأنبار وزعامتها للمكون السني ، وتحقق أمنيات وأهداف وتطلعات ليس السيد الحلبوسي فقط بل طموحات أهل الانبار في أن يروا محافظتهم وقد تسلقت ذرى المجد مرة أخرى ، وعاد لها بريقها يشع في الآفاق خيرا وبركات ..وواثق الخطوة يمشي ملكا..

 

المحلاوي.. مناصب كثيرة معروضة أمامه

وفي حال تغيرت الظروف ، ولم يتم إنتخاب رئيس جديد لمجلس النواب من نواب المكون السني، ولم تسنح الفرصة للسيد المحلاوي برئاسة مجلس النواب ، فإن الحلبوسي لابد وأنه قد وضع خيارات أخرى وفرصا مميزة أمام السيد المحلاوي بأن يرشحه وزيرا لإحدى الوزارات أو وكيل وزارة أو محافظا مستقبليا للأنبار ، أو أي منصب مرموق يحفظ للمحلاوي هيبته ومكانته.

بل أن السيد الحلبوسي يرى أن القيادي بحزب تقدم النائب الشيخ عادل خميس المحلاوي يستحق كل الدعم والتقدير لمكانته ، في أنه الرجل الذي حافظ على توازنه، ولم يتقدم بالترشيح لأي منصب في البرلمان ، وبقيت علاقاته مع السيد الحلبوسي مبنية على أسس الاحترام والتقدير، ويبادله السيد الحلبوسي الإعتبارات نفسها، تقديرا لتلك المكانة التي حظيت بتقدير الكثيرين ، ويبقى السيد المحلاوي الذهب المصفى النقي ، الذي ليس بمقدور كل شوائب الدنيا أن تقترب منه ، فهو طيلة إثني عشر عاما وعلى مدار ثلاث دورات برلمانية متتالية لم يقترب من أي فساد ومن أي نوع، وبقيت صفحته بيضاء ، وبقيت مواقفه محل التقدير والإحترام من الجميع، وهو ما أبقاه نجما لامعا ، ورمزا عشائريا يحظى بالتقدير والإعتزاز أينما حل.. وعنده أن الإنتماء للعراق ولأصله العروبي وشرف المسؤولية والحفاظ على قيمها هو الهدف الأسمى الذي لن يحيد عنه ما دارت الأيام.

ومن دواعي فخر السيد الحلبوسي رئيس حزب تقدم والداعم لمشروع تقدم الانبار ونهضتها أن يكون النائب الشيخ عادل خميس المحلاوي رئيسا لأعلى سلطة تشريعية في البلد هي البرلمان، بل هو طموح كل أنباري، في أن يروا إبنهم البار وقد تقلد المهام الكبيرة، في البرلمان أو في المناصب القيادية العليا في العراق أو في محافظة الأنبار تقديرا لدوره وإسهامه الفاعل في رفع الظلم عن محافظته وعن الدفاع عن كل العراق ، ولديه جمهور واسع في الأنبار وفي غربيها وهو من يعول عليه ليكون سندهم الداعم لهم ولمستقبله السياسي في أي منصب يتقلده ، ويرفع رأس أهله وناسه ويكون الأقرب الى إهتماماتهم، في أن يحقق لهم طموحاتهم الكريمة المشروعة في العيش الآمن الرغيد..ومن الله التوفيق.