للأنصاف .. فأن الكثير من العراقيين ينظرون بعين الريبة والكثير من الأستغراب لبعض قرارات المحكمة الأعلى في العراق (المحكمة الأتحادية) .. وتجربة الأستئناس بتفسيراتها في بعض المراحل الصعبة التي شهدت مناكفات سياسية على أعلى مستوى في البلد قد جعلت الكثيرين يفقدون الثقة بقراراتها بعد أن أصابهم اليقين بأنحياز تلك القرارات ولعدة مرّات الى رأس السلطة التنفيذية أو الكتلة الأكبر في العراق .. وعندما تسأل بعض العامة لماذا لا تثق بقرارات المحكمة الأتحادية يجاوبك بشكل سريع وحسب المثل البغدادي بأن صوفتها حمرة .
وعلى سبيل المثال .. في كل دول المعمورة قاطبة .. وبدون استثناء .. فأن الأنتخابات .. أي انتخابات تجري في أي بلد ، ما هي إلا سباق مشهود تكون الجائزة للفائز الأول فيه هو اعطائه الحق في تشكيل الحكومة .. إلا في العراق .. فالكل يتذكر كيف ألتفت المحكمة الأتحادية على هذا العرف وهذا الحق العالمي وسحبت (الجائزة) من الفائز الأول لتعطيها للفائز الثاني كما حصل أبان فوز علاوي .. وهو أمر لم تشهده الكرة الأرضية منذ العصر الجليدي .. وأيضا كانت المحكمة الأتحادية وفي سابقة خطيرة أخرى قد منعت السلطة التشريعية .. ونؤكد (التشريعية) من تشريع القوانين ، وأعطت ذلك الحق للسلطة التنفيذية أيام مختار العصر نصره الله .. على أن تشرع الحكومة القوانين وترسلها للسلطة (التشريعية) للموافقة عليها .. وهو تحصيل حاصل لا غير .
الآن .. تعود الأتحادية وتضرب فوق الحزام بقرار قد يكون قضائيا صحيحا وفق تفسير المادة الدستورية حسب قرائتها من قبل تلك المحكمة ، لكنها لم تأخذ بنظر الأعتبار الوضع الأنساني والأجتماعي والأمني على الأرض الذي يعاني منه جمهور نصف محافظات العراق تقريبا ، وتلك الأوضاع هي الأهم والأسمى والتي من أجلها سنت القوانين ونظمت الدساتير .. حال المواطن العراقي المبتلى بطيف سياسي غريب مشوه سخر كل شيء لخدمته وبمعاونة قوى عظمى واخرى اقليمية .. نقول حاله وكأننا نسمعه يمشي ويكلم نفسه .. منين اجتنا هذي المصيبة .. او وين جانت مظمومة للعراقيين .. ويسترسل بعد أن يطأطأ رأسه نحو الأرض ويقرأ مثلا لماحا اشتهرت به مناطق بغداد .. لا ني حبلت ، لا ني تنسّيت ، إجاني ملفلف من وره البيت .