22 ديسمبر، 2024 7:53 م

المحرفون في التاريخ الاسلامي

المحرفون في التاريخ الاسلامي

مما لاشك فيه هنالك زمرة من المزيفين عملوا جهد ايمانهم على تحريف التاريخ الاسلامي ويمكن تصنيفهم الى ثلاث اصناف ، الصنف الاول هم اليهود المتطرفون ، والثاني المنافقون من وعاظ السلطة الاموية والعباسية ، والصنف الثالث هم الحمقى او الجهلاء الذين ينقلون روايات التاريخ دون تمعن .

بالنسبة للصنف الاول حاول ابتداء تحريف القران لكنه فشل في ذلك لان القران اولا محفوظ في صدور المسلمين وثانيا لقوة بلاغته لايمكن اضافة حرف او حذف حرف قصة اسلام اليهودي زمن المامون خير شاهد على ذلك يحكى ان يهوديا او اسرائيليا على درجة عالية من الثقافة مهنته نساخ اي ينسخ الكتب عرض عليه المامون الاسلام فرفض وفي السنة الثانية جاء وهو مسلم بامتياز فساله المامون عن السبب قال انا انسخ الانجيل والتوراة واضع فيه ما يحلو لي وابيعها بثمن باهض وعملت نفس الشيء بالقران الكريم فانكشف تحريفنا ولم يشتر احد مني فعلمت ان هذا الكتاب معجزة . وبالتالي لجا اليهود الى دس الاسرائيليات في تفسير القران وبطلهم في ذلك كعب الاحبار الذي لم يتجرا بالقدوم الى المدينة الا في زمن الخليفة الثاني . وقد اشار الشيخ محمد هادي معرفة الى بعض الاسرائيليات في تفسير القران من خلال كتابه القيم التفسير والمفسرون .

هنالك سلسلة كتب يهودية باقلام يهودية /15 عنوان الكتاب كعب الاحبار تاليف د. اسرائيل بن زئبق ( ولفنسون) راجع الترجمة وكتب الدراسة د. لويس صليبا / دار ومكتبة بيبليون جبيل بيروت ط/2 سنة 2011

ص65 ان بعض الصحابة رووا عن التابعين منهم مثلا التابعي كعب الاحبار روى عنه علي بن ابي طالب عليه السلام ……

يقول السخاوي في ذلك اي اخذ الاكابر من الاصاغر اخذ الصحابة عن تابع لهم كرواية عدة من الصحابة العبادلة ـ يقصد عبد الله بن عمر وابن عباس وابن الزبير وابن عمرو بن العاص ـ كما روى عمر وعلي ومعاوية وابي هريرة عن كعب الاحبار ( السخاوي فتح المغيث شرح الفية الحديث)

لاحظوا ان الامام علي عليه السلام ياخذ عن التابعي اليهودي وهو نفس رسول الله صلى الله عليه واله والعجيب انه لم يذكر لنا ما رواه الامام علي عن كعب الاحبار الذي كان يتحاشى ان يراه الامام علي لانه منافق يهودي بامتياز بالرغم من ان القوم يعتبرونه من ثقاتهم ومقدس لهم . ومن اين لكم الاكابر ياخزون من الاصاغر ؟!!!!

ومن اسرائلياته ينقل الطبري ( ت 310) الكثير منها في تاريخه مثلا يؤيد ان الذبيح هو اسحاق ابن سارة وليس اسماعيل ابن هاجر نقلا عن اليهود .

والصنف الثاني هم من كانوا بمعية الخلفاء الامويين والعباسيين ومنهم مثلا سمرة بن جندب ويؤيد خبثه وشقاءه ما حكاه ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر، قال وروي أن معاوية بذل له مائة ألف درهم على أن يروي أن آية: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا…) إلى قوله: (والله لا يحب الفساد) نزلت في علي عليه السلام وأن آية: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) نزلت في ابن ملجم فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف فلم يقبل، فبذل ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل أربعمائة

ألف فقبل.

الصنف الثالث الذين ينقلون دون تمعن وفي بعض الاحيان حسب اهوائهم قرات في كتاب  كشكول الثقافة تاليف د . حبيب عبد الكريم محفوظ / دار المحجة البيضاء ط/1 سنة2005 ص79  يقول عندما اتى الشريف الرضي (ع) هارون الرشيد اجلسه بقربه وعند انصرافه سال احد الاشخاص هارون لماذا اكرمته ولم تكرم المرتضى …. الى اخر القصة

 الشريف المرتضى( ت 435هـ ) والشريف الرضي( ت 406 هـ)  فاين هما من زمن هارون ؟ وفي العصر الحديث عندما يظهر كاتب قصص وروايات مشهور يصبح محل ثقة عندما يتطرق للتاريخ ويصدقونه مثلا توفيق الحكيم اديب مصر الف كتابا عن النبي محمد (ص) ذكر فيه انه يوم وفاته عندما طلب كتف ودواة لكتابة وصيته قال عمر انه ليهجر وايده علي بن ابي طالب . علي يقول عن النبي انه ليهجر !!!!! وعبد  الفتاح عبد المقصود بحجة مدح الحسنين يقول تخاصما فيما بينهما وبعث الحسين لاخيه الحسن بان ياتيه ليعتذر حتى يحسب له الاجر هكذا هو تزييف التاريخ والرواية ان صحت فهي بن الحسين واخيه محمد ابن الحنفية .

وعلى القارئ اللبيب ان يقرا بتمعن التاريخ وان كان يجهل ابجديات التحقيق فلا يقرا ويحكم بل يلجا الى اصحاب الصنعة ليتاكد ويسمع من كل الاطراف ليصل الى الحقيقة .