9 أبريل، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

 المحتمل الدلالي و استغاثة برقيات الدوال وقفة مع ( طيور سبايكر ) لعبد الرزاق الربيعي

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما تغدو الدلالة الشعرية ايقونة صوتية لا متناهية في منظومة اختلافية الذات الشعرية في كافة أبعادها التركيبية الغير محدودة عددا و امتدادا . فإن النص و الخطاب و الذات بهذا الشأن يغدوان ألحاقا خطيا مع القوة المسيطرة للداخل المتني الموجهة في أوجه عكسية تقويضات مقولات و علامات و صور وحالات خصوصية تصويرية مساحة زمنية النص و حلميته و انفجاراته التهشيمية في ارجاعية و جدلية انكشاف أهمية و تواصلية صورة و صوت مركز الأشياء الجذرية الكامنة في مهيمنات إجرائية صنيع المعنى الأحتوائي الكامن في كفة و كيفيات أطروحة بوتقة النسق القولي الدال في شيفرات منطقة تناغم تقريظية الدليل النصي و الدليل المداري في تضاريس حكمة الكلية الشعرية في واقعة مرجحات الممارسة الشعرية المحفزة في زمن الكتابة الشعرية لدى الشاعر . و نحن نطالع مجموعة قصائد ( طيور سبايكر ) للشاعر المغترب عبد الرزاق الربيعي ، لاحظنا في هذه المختارات النصوصية و التي هي بدورها من أحدث ما اسطرته ريشة الشاعر من نصوص شعرية حديثة . حيث أنها جاءتنا ميالة في موضوعتها الى أفق آلية ( الحس الوطني ) و الشاعرية المسهبة في رصد أختراق و انتهاك ما أحدثته ( عصابات داعش ) في مدن بلاده السابحة بمسرح دماء الأبرياء من الشباب و الاطفال و الشيوخ و حتى الطيور و الشجر و الحصى الناطقة بلسان التشيع . بل أن القارىء لنصوص (طيور سبايكر ) لربما سوف يواجه ثمة ملفوظات و مواقف و هواجس في قمة مواصفاتها الدمعية و الصراخية و القلبية و انفجار اللغة عن فضاءات الدال المزحوم بضجة سياقات الاستعمالية و الوقائعية المغلفة بصوت وجهة نظر الشاعر التوصيفية و الحلمية و الفنتازية و الاحتمالية في نحو أفقية بلاغة الرفض و الاحتجاج و الرسم الاستفهامي الفاعل في مؤثرات تراجيديا الدلالة القصدية المحفزة في فضاء حوارية خارطة أصوات محددات الدمع و الدم الراسخة في أصول اسطورة الموت العراقي .
تعبت البنادق
ولم يتعب منجل الموت
من تهشيم الموهج الغضة

في محرقة وادي الرافدين

أرواح صغيرة

فاضت عن الارض

التي لاذت ببعضها

كان الشرر يتطاير من العيون

و القلوب

و الاصابع

كاتمات الانفاس

و كانت الحناجر محشوة بالتراب

و الحفرة بحيرة دم .

إن المهمة الأساسية التي تطلع بها مقاطع و صور هذه القصيدة و التي هي من أجمل قصائد المجموعة تحديدا ( طيور سبايكر ) مهمة تشكيل انتاج اشكالية معنى كياني خاص عاشته شيئية إحاطة ذات الشاعر الوصفية داخل حلقات الخطاب الشعري . إذ راحت تستجيب لمعطيات الخطاب في الآن نفسه ثمة وثوقية ساهرة و مؤرقة من المعاني المفتوحة في جل محصلة تجليات متاهة الدوال (تهشيم / محرقة / أرواح / منجل الموت ) و ربما تواجهنا برقيات دوالية أكثر وزنا من محمولات هذه الدوال وصولا لأمكانية مؤول النص بجانب أمكانية ترجمته و كشفه و بحثه عما و راء بلاغة محطات التوصيف في ذاته و لذاته .. إذ يكشف لنا الربيعي بهذا الشأن حالة من حالات خطية التلاقي و التواصل و الفضاء و الصيغة الممتدة بين ( تعبت + منجل الموت = تهشيم = محرقة = أرواح صغيرة = بنية مراوية = طاقة إيحائية = مقاصد رؤى = ذوات على نحو آخر = تداخلا إجرائيا حميما = مدار نقطة مؤول = شروع معالجة= التفاعل و التعاطي = النص ) أن الشاعر في مسار نصه هذا أخذ يستخدم ( آلية الحفر ) بكامل طاقتها الانتاجية وصولا الى عتبة تخمينية ما الغرض منها حلولية استجابة ظنية و برهانية من جهة القارىء و الى انشاء استجابة قرائية تمنح الفضاء نفسه ثمة تأويل حمولته الارجاع و البحث و التخريج و الاضاءة الممتدة من تجربة تناص تمظهرات استثمارية رموز أحوالية خاصة ، أخذت تبلور لنفسها في مشهد القراءة ثمة تحصيلات دلالية متلازمة الأفق و المحايثة : ( و القلوب و الاصابع / كاتمات الانفاس / و كانت الحناجر محشوة بالتراب ) و لعل كثافة انتاج المعنى وسعت انتشاره في مديات قدرات الوصول الوصفي ، و ذلك بموجب فلسفة مخيالية راحت تهم بترجمة حسية الأشياء الى أفق علاقات لغة أولى و ثانية و ثالثة . فالشاعر في جمله الشعرية هذه يضع دلالاته في مستويات صارت تمتحن قناعها الاسمائي و الكنائي و الصفاتي و الضمائري و الزمني و الظرفي و الايقوني في شبكة من الواحدية المؤسطرة لأفكار قالب فضائي يميز تمييزا دقيقا بين علامات البنية التصويرية و بين صورية الأفعال الفروقية الكامنة في سياق و منجز جهة ( الواصف العليم ) و تعد هذه العملية التي قام بها الشاعر بمثابة خطية من ( التوصيل + تحويل اللغة + المسارية المزدوجة في ممعنات الوحدة التأشيرية = دلالة المقترح = مساحة يتلمس فيها القارىء مشارية الدليل = التماثل الذهني للمقروء = الأقرب و الأبعد في ايقونة الأضمار الأمكاني في خطية الخطاب = الخروج الى دائرة الأوسع لفهم كفاءة الموصوف المحمول) أمضى الذباب قيلولته فيها
عندما سقطوا مثل جدار من دم و لحم نيء
و قبلات مذبوحة

سقطت الطفولة

من عليائها

سقط الليل

على الجماجم المثقوبة .

اللغة الواصفة هنا كما هو معروف اجمالا و تفصيلا هي مجموعة أنظمة اشارية و نسقية و رمزية لاقت رحابتها في مخزون صور و مواقف ذاتية الملفوظ التواصلي من جهة نواة السياق المشهدي : ( أمضى الذباب قيلولته فيها = لحم نيء = قبلات مذبوحة = سقطوا = طفولة / حضورية + غياب / موقع + صيغة / تأثير + مسبب / محور + هامش = جو يحدد معناه إراديا و مقصديا و تكوينيا )

من عليائها

سقط الليل

على الجماجم المثقوبة .

و يستمر النص الشعري هنا ملوحا لذاته أبعادا درامية في جملة تحولاته السردية المتصارعة في صعيد مضمون ( الذات / الأشياء / الرصد الحيادي ) زيادة على هذا هناك أحداث و مواقف أخذ الشاعر يرصدها و يهجسها خالقا بذلك اهتزازات مريرة في قلب كل مواطن عربي . و النص بهذا الشأن لازال يتيح أبعادا سردية حكائية حينا تتصل بما هو متاح في شريط وقائع و تواريخ تلك الحادثة الفجائعية و حينا أخرى تتصل في حدود فضاء لغة مرثية متمردة و ناقمة دون أن تتجاوز صنيع حدادية ذلك الشكل الجمالي المقرون في رحيق الدوال الباكية ( من عليائها = فضاء توتر / سقط الليل = شكل رمزي شاهد على صورة الوحشة الذاتية / على الجماجم المثقوبة = اقتران ايقوني ممسرح في معنى التوقعاتية و الحضورية )

( اطلاقية المعنى في تقانة المحكم الاظهاري )

منذ أن خرج سره

من صدره

خرج اسمه

من القائمة

خرج وجهه

من الصور المدرسية

خرج حلمه

من قلبها الممتعض

خرج صوته

من الذاكرة الخضراء

خرج ضوؤه

من العالم الدائري

خرج ..

خرج ..

خرج ذراعه

من المقبرة الجماعية

خرجت طيوره راقصة

فوق الهيكل

خرجت قبلة .

أن بنية فضاء التشظيات الشيئية في خطاب شعرية

الربيعي دائما تقدم للقارىء حيز مفترض أو متخيل

أو ممكن ، بحيث أنه يتيح لعناصر نصه و مكوناته

الأخرى ثمة خطية من التبدي و الانفلات في فضاء

المسرود القولي و بأشكال متعددة .. و لما كان أحساس

الشاعر بصور الأشياء موصولا تكرارا بالزمان

و المكان المذابان في مركب حسية التأثيث الخطابي

في النص . فأننا بدورنا صرنا نتعامل مع رقعة الافصاحية

في قول الدال الشعري ضمن مفهوم تقانة المحكم

الاظهاري و الناتج من أفق أماكن الذات لدى

( الشاعر / الظرف / الأسماء / المدار ) وصولا الى

تقاطبات صفات المسميات في لجة حدود متخيل وجهة

النظر الشيئية الخاصة بالشاعر و غيوب إدائه للمعنى

الشعري : ( منذ خرج سره من صدره .. خرج أسمه)

أن إجرائية هذا المنظور الوظيفي الظاهر في هذه المقطعية

راح ينسحب الى حيز زمكاني و نفسي خاص ( منذ ان

خرج = حركة ما يوحي بها صعيد المتحرك : سره =

حمولة مدلول متعالي : خرج أسمه = وحدة تعرفية صغرى :

من القائمة = شكل مؤتلف و مختلف مصدره جذرية

الانطباع : خرج وجهه = كشف علاقة زمنية مع الآخر :

صور مدرسية = فرجة محتملة يقينها حركة الألحاق المراوي

في أمكنة الراوي العليم : خرج حلمه = قراءة جزئية في معطيات اللامحتمل في الكلام المباشر : من قلبها الممتعض

= محتمل حضوري دليله رمزية الاستبدال المؤول و الواقع

بين اسمه و بين منذ أن خرج سره : خرج صوته = تماثل

متجاوز بين من صدره و بين من القائمة و بين خطية قلبها :

من الذاكرة الخضراء خرج ضوؤه = الملموس الافرادي في لغة المدلول الداخلي الواقع بين نقطة بدء الدلالة و بين إرجاء الدليل بالعلاقة الايقونية للمتكلم الواصف : خرج .. خرج = المركب الخطي قابلا للأشتقاق وفق تكرارية قياس شرط أولي لكل نزوع نحو المحتمل : خرج ذراعه من المقبرة الجماعية = صورة سيمات نموذج عاملي + زاوية الإجراء + رقعة التوزيع الابدالي المضمرة في محصلة البنية الأولية من دال المركز : خرجت طيوره راقصة = المشهد المبني في بؤرة المد الدلالي المتناهي بين دال الذاكرة الخضراء و بين خرج ضوؤه من العالم الدائري : منذ أن خرج سره من صدره = خرجت قبلة = ممارسة سيميائية متغيرة الدليل و المؤشر و يكون مصدرها في الغالب هو ثنائية البنية القياسية و البناء المجازي في المحفوظ الشعري )
( تعليق القراءة )

من نجمات الصيف

على سطح طفولته

لم يشبع

لم يركع

إلا للوردة في العرش

و لم يتعب

من شم أصابع غيمته

لم يضحك بعد ..

و هذا الدمع ؟

قميص العين

لماذا ؟

أن ما يحدث لحظة التغلب على تكريس بنية استفهامية

منفلتة عن أفق الإجابة هو بحد ذاته شأن جديد ضمن

حدود أفق الوعي اللحظوي المتاح في فضاء و لغة

دلالة النص و دليله ، و القصيدة كوحدة لغوية متعددة

تمتد نحو توالدات بؤروية تستحق أن تكون جزء

من حياة تصويرية الخطاب الشعري في شكل عام .

فالحال مع أجواء قصيدة ( طيور سبايكر ) و قصيدة

( أحفاد قابيل ) و قصيدة ( أضحية ) و قصيدة ( خروج )

و قصيدة ( كواتم ) و قصيدة ( مقابر جماعية ) و قصيدة

( الموت بالجملة ) و قصيدة ( رأس بارد على الطريق )

و قصيدة ( جثة مجهولة ) و قصيدة ( ساحة النصر )

و قصيدة ( جوال ليلي ) و قصيدة ( تحت لحية حرب

الشوارع ) و قصيدة ( وداع بلا تجاعيد ) كل هذه

القصائد قد جاءتنا عبارة عن حالات من عوالم السير

ذاتية و الاتصال من طرف آخر ، حيث وجدنا في

الوقت نفسه بأن أغلب أدوات كتابة هذه النصوص قد

أخذت تخضع لمفهوم بنية ( رؤية الأستفهام ) و توزيعية

مساحة البياضات الفراغية في النص بموجب طبقات

أسلوبية العلامة الدلالية المتحركة نحو فضاء ايقونة

الشيفرة الإجرائية الخاصة ، بيد أنها لا تتوقف عن فصل

خطاب تراجيديا الوطن و الطفولة و الذاكرة و الحلم

و العائلة المتصلة بقسوة حالات كيان ذلك الوطن و ما

يحيا فيه من ضمير زهق فيه كل منابع الدم و الرؤيا

الشفافة و الآمنة في حياة الأنسان في ذلك الواقع الحياتي

.. في هذا الوطن لا نجد جمال الينابيع ولا رحيق الزهور

ولا أثواب الفتيات الملونة ولا دمى للأطفال ولا أمهات

بغير أثواب الحداد .. و تبعا لهذا فأننا لا نملك أن نتجاوز

ذلك النص الجميل و الذي جاء تحت عنوان

( تقاسيم على الرصاص الحي ) و الذي قد تم بالمشاركة

من جهة قلم المبدع عدنان الصائغ .

نحني القلب

حتى يعبر الشهداء و الشعراء

جسر دموعنا

يساقطون على مرايا الموج

ينتشرون من أقصى النخيل الى …

جزر من الكبريت و الصمت المهشم

تحت أظلاف الدخان

و في هذا الأفق من أجواء دلالات مجموعة قصائد

( طيور سبايكر ) يحق لنا ان نقول قولنا هذا :

أن القارىء لتنويعات قصائد طيور سبايكر الرثائية

لربما يجد الذات الشعرية عند الكتابة في واقعة النص

الحادثة ، تتحول الى اداة كشف و إفصاح و إيصال

و أحتجاج وصولا الى شاشة التلقي و التعاطي مع

روح الخطاب و تجلياته و تموجاته و تلاعباته في قلب

المعنى و وجدان مادية الحادثة الفجائعية . و بما أن النص

لدى الشاعر الربيعي ينظر إليه قرائيا بوصفه كيانا مرجعيا

عميقا و متداخلا في مستوياته التأريخية و الفنية و التركيبية

و التشكيلية و البنائية ، فلا يمكن للمتلقي العادي أن يستكنه

بيسر عابر و يغور في طياته ما لم يتمثل كلية صورته المعرفية و المرجعية و الشعورية و المصدرية و غايات

مداليله القصوى كمحتوى كامن في بؤرة قاموسية المقاصد

و مشاهد تراجيديا تشكيل المعنى الخفي المتاح بجهر وسائل

جمالية الكتابة النوعية التي تنتجها عادة ( حجاجية الشاعر)

في التلقي و التواصل في مخبوء زمن المسافة القرائية و

الجمالية و الاستقلالية و الروحانية في صخب متون المعنى الاشتراطي الجديد في تقانة لغة خطاب و مغامرات القصيدة

الربيعية .

و صرنا نبحث في ضجة الفوضى

عن نظام ..

يا أبي

عندما تسمع صخب الملائكة

وهم يعملون بنشاط

تحت لحية حرب الشوارع

أغلق نافذة قبرك جيدا

لكي لا تتسلل شظية

من ملاك عابر

فتلصق التهمة بعظامك

فتقدم الى محكمة الله

أغلق نافذة قبرك جيدا

لكي لا تباغتك رصاصة ما

فتكسر حلما

من أحلامك

في وادي السلام

مثل هكذا صورة شعرية مؤثرة من الاجدر ان تنحني لها

الرقاب إجلالا في كل أبعاد نوعيات التنضيد و التقاطع

و الاملاءات النقدية الرصينة ، بل أنها شعرية

( المحتمل الدلالي ) في سورة فضاء استغاثة برقيات

تجاذبات الدوال ، التي من شأنها أن تسمح لذاكرة

العلامات بسبر قعر أغوارها دون إدعاء فرصة أحتوائها ..

و اذا كان هذا السبر من شأنه أن لا ينزل الى الطبقات القرائية

المبئرة ، فأن بعض اقتطاعاته المؤثرة سوف تسقط فينا

الهالة المحاطة ببريق هذه الطبقات المخيالية الصلبة لدى

الشاعر .. و عندما نتجاوز مثل هكذا أغوار و مضامين

في قعر المتواليات القولية الكبيرة ، فليس من شك حتما

أننا لربما قد سبقتنا حركة عقدية و ارجاعية نطاق استشعاراتنا

في قياس درجات تلك الحاضرة الملفوظية المنعطفة نحو

مساءلة الحالات الحفرية الغارقة في زمن الكتابة و الاختلاف

و الاستفهامات و الاصداء الاستجابية المبهمة من آلية علامة ( أنا القصيدة ) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب