23 ديسمبر، 2024 11:23 ص

على موقع البيت الأبيض (الرابط أسفل ) أصدرالرئيس الأمريكي أمراًبتقديم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للجنائة الدولية كمجرم حرب , شريطة أن تصل الطلبات بما لايقل عن مائة الف شكوى.
الخبر في حد ذاته تحقق أو لم يتحقق هو دعوة صريحة واضحة الى أن سنوات حكم المالكي كانت من السوء إلى درجة دفعت الرئيس الأمريكي أن يصدر هكذا قرارا لأنه على مستوى من التيقن من وجود شكاوي تفوق هذا العدد كون دولته هي الر اعي الأكبر للعملية السياسية في العراق ,والنظام العراقي الجديد ولد من رحم توجهاتها ورعايتها إبتداء من الحفاظة حتى لبسه الجلباب .
لقد تم إحتلال العراق عام 2003 وظلت القوات الأمريكية لآخر عهدها بعدد لا يقل عن عشرين ألفاً, وكانت النية البقاء لفترة أطول فالوليد اليافع لم يعد من وجهة نظر الراعي قادرا على حماية نفسه وليس الشعب والحدود , ويوم دارت المناقشات على رحيل القوات بين الطرف العراقي والأمريكي علقت كونداليزا رايس وكأنها توجه خطابها للمالكي بشخص المفاوض كما تناقلت الأخبار : إنك رئيس وزراء مزعج ورهيب بدون إحراز تقدم وبدون إتفاقية ستكون لوحدك متدليا من أحد أعمدة الأنارة لعل التنبؤ يتحقق اليوم بعد أن يساق الرجل إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة إرتكابه
 جرائم حرب ضد الإنسانية خاصة وإنه في آخر عهده بالسلطة ظل متوسلا بهم فالجيش الذي بنوه بدم العراقيين ولقمة عيشهم طار من ساحة المعركة كلعبة أفلام كارتون عندما يظهر البطل وهو يخترق الجدران, هذا البطل ليس جيشا ولا قوة كبيرة ,هذا عصابة ومرتزقة من شذاذ الآفاق ليس له أرض يتحرك منها بقدر ما ينهب , حاله حال عرب الجاهلية الأولى .
لا ينكر أحد أن الولايات المتحدة قدمت المليارات خلال سنواتها بحرب العراق والأكثر قدمت شبابها وقوداً لهذا التدخل الذي أنتهى بما يشبه الخسارة , خاصة في ضوء النتائج المتحققة فقد سادت البلد المليشيات ذات الأجندات الخارجية ونُهب الأقتصاد بوضح النهار وبغطاء من الأحزاب التي جاءت من الخارج ولعل من المخزي مقابل ذلك التصريحات التي صاحبة التدخل ببناء تجربة وبناء بلد وتأسيس حكومة ديقراطية .
يومها علق الرئيس الامريكي : أن العراق سيصبح نموذجا لدول المنطقة , وقال وزير الدفاع السابق رامسفيلد وهو عراب العملية برمتها : أن الأوضاع في العراق تعد مثالا للمنطقة .
صار كل شيء مجرد نكتة فإيران قضمت الأرض والنفط وأصبح سوق العراق تصريفا لزبالتهم الصناعية والزراعية , وفي الشمال أنتهكت داعش الأرض والعرض وبات المواطن رهين الخوف والقلق , أي نأمة أو توجع أو شكوى حتى مع النفس يساق وفق المادة 104 إرهاب , فهو من وجهة نظرهم أما من أزلام النظام السابق أو من الإرهابين .
هذا البلد عاش منذ تأسيسه ليوم الإحتلال بلد التعايش والتحابب والمودة والأخوة بدليل أن نسبة الهجرة فيه لاتقاس مع المحيط العربي القريب منه ,واليوم يعتبر من اكبر بلدان العالم قياسا بنسبة السكان طلبا للجوء والهجرة.
لقد تركز هذا خلال سنوات المالكي المشؤومة , بشكل خاص , لذا لو عددنا جرائمه يمكن أن تختصر بنوعين :
1- جرائم جماعية وجرائم فردية , على المستوى الجماعي حصلت مجازر الزركة والحويجة والفلوجة والانبار وضرب مسيرات الإحتجاج ومطالبات المحافظات بتحسين الإداء الحكومي , ومعاملة الأقليات القومية ومحاربة الطوائف والفرق المذهبية بما فيها الشيعة ولعل آخر تلك عملية القضاء على الصرخي وجماعته وملاحقتهم بالطائرات وهش المليشيات عليهم .
وعلى المستوى الفردي السجون السرية وإعتقال النساء والتجاوز على كرامتهن ومحاولة القضاء على الجيل الشبابي من أبناء السنة بحجة ولائهم للإرهاب ,عداك عن قيام المليشيات الطائفية بإنتهاك حرمة المعتقد والدين وتفجير الجوامع وأماكن العبادة . ولعنا جميعا نتذكر توصيفات المالكي لهم بالفقاعة النتنه وخروج صعاليكه من البياتي الى الفتلاوي الى السنيد والمطلبي وهم يتكلمون بأصواتهم ولكن بلغته . لغة التهديد والوعيد . من وسائل اعلام مدفوعة الثمن .
إن محاكمته تعتبر إنصافاً للعراقيين و تذكيرا للحكام من أمثاله بأن طريق الغطرسة والتكبر وسحق الشعب , لن يمر دائما بسلام , وأن يفتحوا أعينهم عن الإساءة للحق العام , فقد يطول بقائهم بالسلطة لكنه لن يمر بدون حساب .

https://petitions.whitehouse.gov/petition/iraqi-people-demand-judgment-nuri-almalki-war-criminal-against-humanity-because-kill-displace-sunni/gp70RYPP