9 أبريل، 2024 12:54 م
Search
Close this search box.

المحافظة ليست لكم ولا يجوز ( التصرف ) بها إلا بموافقة ( أهل الأنبار ) ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لن أتكلم عن الذي قدمه هؤلاء الابطال من منجزات تاريخية طيلة مدة سلطته على رقاب أهل الأنبار , ولن أخوض في تفاصيل الصراع المرير والعشائري والمناطقي والمالي والسلطوي والحزبي بين هؤلاء , لن أذكّر أهل الأنبار بما تفتقت عنه ذهنية هؤلاء من إبداعات تريد اليوم تحويل محافظتنا ثلث العراق المجيد إلى ثلث معطل بسب كانتونات عشائرية ورعب بين المواطنين من مستقبلٍ مجهول كان سببه وما زال هؤلاء من اهل الانبار بدون إستثناء , لن أتحدث لكم عن هؤلاء الّذين تقاتلوا وقُتلوا وشرّدوا ! لن أتكلم عن آلاف التصريحات الرنانة الباسلة والمواقف التي نقلتنا من حربٍ ضد الفرات إلى معركةٍ ضد النخيل كان سببها المؤتمرات الصحفية , أبطال ونشامى من فيالق العشائر التي إستبدلت هوية الأنبار من أول عاصمةٍ للدولة العباسية وأول من علّم العرب الكتابة كما يذكر ذلك المؤرخ العربي أبو بكر الرازي إلى محافظة للتخلف والجهل وإعادة الحياة لخراب الإنسان وتهميش عقله ومطاردة العقول الكبيرة وتحويل محافظة الأنبار إلى مرقدٍ للفكر التفوقي الإبداعي الناضج , لن أتحدث عن هؤلاء بالإسم فبينهم أقرباء وزملاء قدماء كانوا يطاردون الراتب ولا يمسكوا به إلا بشِقِّ الأنفس , وأصبحوا الآن من سدنة الأموال وقطع الأراضي والبيوت والمزارع , وبينهم كذلك البعض من علماء دين ووجهاء وشيوخ , لكني سأتحدث بإختصار عن خرابٍ من نوعٍ لم تشهد له الأمم مثيلاً في تاريخها العتيد .. وقبل كل شيء أود أن أذكر بعض الأمور كي يعرف القارئ مدى حياديتي بعرض الموضوع ولا يؤثر عليَّ من بعيدٍ أو قريب لكنه يهم أبناء محافظتي أولاً وأخيراً , الأنبار أكثر من ثلث العراق الواحد العزيز , وحاضرة الأرض وباديتها الخالدة وفراتها الأغر ومعاملها ومصانعها ومطاراتها الكبرى وأقضيتها ونواحيها وقصباتها وقراها وحدودها مع ثلاث دول ويمين بغداد وجار كربلاء والموصل وصلاح الدين وبابل , الأنبار وبحيراتها ومزارعها ونخيلها وياسمينها وقداحها , الأنبار الممتدة من القائم غرباً وحتى الفلوجة شرقاً مروراً بالرطبة وعنه وراوه وحديثة وهيت والحبانية ومركزها الخالد مدينتي الكبرى الرُمادي , الأنبار ونواحيها النخيب والوليد وعرعر والحقلانية والرمانة والعبيدي وبروانة والبغدادي والفرات والمحمدي والكرمة والحبانية والعامرية والثرثار والصقلاوية , الأنبار وأهلها من كل بقاع الأرض وعشائر العرب والقوميات الأخرى .. فالموضوع يتعدى حدود المجاملة وهذه لي وتلك لك , الأنبار بحاجة الى مشاريع كبرى ومشاريع قيد الإنجاز تتطلب أموالاً طائلة , وبناء مئات المدارس المهدمة وإعادة الحياة لعدد من المصانع وتعبيد طرق وإنشاء جسور وتوزيع أموال على الفقراء والأرامل واليتامى وذوي الإحتياجات الخاصة , وبناء ملاعب وقاعات للرياضة والثقافة والمرأة , ومكافحة التصحر والماء والمجاري والكهرباء , ودعم مشاريع التنمية المستدامة وتشجيع الطاقات الجامعية العلمية والندوات والمؤتمرات الثقافية والأدبية , والمساهمة في تعزيز العلاقة بين المحافظة وتوأمتها مع محافظات متقدمة أخرى , مشاريع ومشاريع وتحقيق أهداف إسعوا إلى تنفيذ ولو جزء منها كي يكون وداعكم جميلاً لأنكم ستخوضون حرباً للفوز مرةً أخرى مع أقرانكم وأعدائكم واصدقائكم ! الله ينظر إليكم قبلنا والتاريخ يسجل والشعب يحكم , اتقوا الله بنا وبأنفسكم وإن كنتم لاتقرأون ما نكتب فإن غيركم من أبناء الشعب العراقي العظيم ومن أهل الأنبار سيقرأ , ومن الله العون والسداد لكم على مسؤوليتكم ولنا على مصيبتنا .. ولله .. الآمر.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب