23 ديسمبر، 2024 1:53 ص

المحافظة على العراق مهمة العراقيين وليس الارهابيين

المحافظة على العراق مهمة العراقيين وليس الارهابيين

ليس هناك من هو أکثر حرصا و خوفا و حبا بالعراق کما هو الحال مع العراقيين بمختلف أطيافهم و شرائحهم، وليس هناك من يمکن أن يکون أکثر صدقا و أمانة من صاحب الحق نفسه، ومن هنا، فإن المزايدة الرخيصة و الخبيثة التي صار هناك من يحمل لواءها و يدعي بأن الارهابي قاسم سليماني، هو من قد حفظ وحدة التراب العراقي و قضى على المٶامرة المحاکة ضده، وکأن الشعب العراقي و قواه الوطنية کلها کانت نائمة و في غفلة من أمرها فجاء سليماني ليبادر بدلا عنها بالمحافظة على العراق!
المثير ليس للسخرية وانما للإشمئزاز و التقزز عندما يبادر رئيس تشخيص مصلحة النظام، محمود شاهرودي، بتکريم قاسم سليماني لأنه أزال ما وصفه فتنة الإستكبار في تفكيك العراق وفشل المؤامرة دون نزف الدم والإشتباك والمنازعات بأقل كلفة وأضاف أن ذلك يعتبر من دواعي الأمل وأن دور الجمهورية الإسلامية خاصة دور فيلق القدس وقاسم سليماني في إرتقاء الأمن في العراق يستحق الاشادة به!
هذا التکريم الاکثر من سخيف والذي يبادر به أحد أجهزة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تورط العراق و سوريا و لبنان و اليمن بتدخلاته السافرة و المآسي و المصائب التي جلبها على رأس شعوبها، هو تکريم يثير التقزز و يعتبر بمثابة حشر أنف نتن في شأن لايخص هذا النظام الفتنة الذي هو أساس بلاء شعوب المنطقة، فالشعب العراقي کان ولايزال بإمکانه أن يحل مشاکله و أزماته لو ترکه هذا النظام الخبيث و شأنه، بل وإن الاستفتاء الکردي هو في الحقيقة حاصل تحصيل تدخلاته و نهجه الذي يفرضه على العراق من خلال الاحزاب و الميليشيات التابعة له، وإن فرض مشروع دولة دينية طائفية على العراق ليس من شأنه أن يثير الاکراد کما حدث وانما بقية المکونات الاخرى من الشعب العراقي.
مشکلة العراق و المنطقة هي التدخلات السافرة للنظام الايراني و التي تسعى الى خلق الفتن و المشاکل من أجل فتح المزيد من الثغرات في بلدان المنطقة لتعزيز و ترسيخ نفوذ هذا النظام و تمرير المخططات المشبوهة له، وإن العراق و المنطقة لن يسلما من المشاکل و المصائب و الفتن طالما بقي نفوذ و هيمنة هذا النظام الذي يسعى لإستغلال تدخلاته في بلدان المنطقة من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، ولاريب من إن الشعب العراقي کله قد صار على إطلاع و معرفة و دراية کاملة بکل مايطمح و يسعى إليه هذا النظام على حساب مصالح العراق و الشعب العراقي، وإن سليماني هذا لەس لايستحق التکريم إطلاقا فحسب وانما هو جدير بأن تتم محاسبته و محاکمته عراقيا و إقليميا و دوليا على کل الجرائم و الانتهاکات التي إرتکبها بحق الانسانية.