22 نوفمبر، 2024 10:59 م
Search
Close this search box.

المحاصصة ليست السبب في خراب العراق ولا المصالحة هي الحل

المحاصصة ليست السبب في خراب العراق ولا المصالحة هي الحل

طغى الحديث عن المحاصصة باعتبارها السبب الرئيسي لخراب ودمار كل مناحي الحياة في العراق منذ سقوط نظام البعث ولحد الان.المعارضة العراقية لنظام البعث التي استعانت بغزو قوات التحالف بقيادة امريكا لاسقاط النظام بسبب جبروته وشراسته الجنونية كانت متكونة من احزاب طائفية وقومية كردية وعربية ومسيحية . لذا ارتات امريكا التي تولت الامور بداية ان تاسس لمحاصصة طائفية واثنية كواقع حال . وواقع الحال هذا كان بالدرجة الرئيسية نتيجة سياسة البطش والتنكيل الهمجية التي اتبعها نظام البعث طيلة عقود تجاه اي معا رضة مهما كانت سلبية اوايجابية سلمية او فكرية او انتقادية بناءة بالاضافة لماسي حروبه العبثية افرزت احزاب جديدة دينية ومذهبية وتراجعت سمعة الاحزاب العلمانية وشعبيتها التي اصابها الياس والاحباط مع تراجع سمعة حزب البعث .ولكن الم ياتي الامريكان والمعارضة لتغيير واقع الحال هذا؟ معقولة اتوا بدون منهاج وطني للتغييربالرغم من مؤتمراتهم المتعددة ؟ الم يدعوا بناء نموذج ديمقراطي للمنطقة في العراق لتغيير وجه الشرق الاوسط؟ معقولة بانهم لا يعرفون بان الديمقراطية لا يمكن ان تبنى على الفساد؟ معقولة بانهم لا يعرفون بان نظام البعث خرب نفوس العراقيين واسس للفساد بكل اشكاله طيلة عقود؟لماذا استمروا على نفس ممارسات حكم البعث وشجعوها حتى استفحلت؟لماذا وزعوا مقدرات العراق ككعكة بين احزاب وجماعات المعارضة كمحاصصة طائفية واثنية بوجود هذا المستوى العالي من الفساد؟ ان المحاصصة الطائفية وان كانت مذمومة تهون لو لم يكن الفساد طاغيا باعلى المستويات كثقافة مجتمعية.لان عند ذلك ستقدم كل جماعة او حزب او كتلة اوطائفة احسن ما لديها لادارة البلد لتنافس الاخرين وتكسب ثقة الجميع. لذا الفساد هو راس البلاء في تدمير العراق سابقا ولاحقا والذي كان يجب ان يعالج بعد سقوط النظام مباشرة قبل تكريس المحاصصة الطائفية والديمقراطية التوافقية.كان على الامريكان الا يختاروا المحاصصة الطائفية لادارة البلد اصلا بوجود الفساد او بدونه وخاصة وان الحكم في العراق لم يكن كذلك منذ الاحتلال البريطاني للعراق في سنة 1917 وتاسيس الدولة العراقية في 1921. وكان على سياسيينا عدم مجارات الامريكان في ذلك كاتكاليين وانتهازيين بل تهديدهم بالمقاطعة الجماعية في كل امر لا يخدم البلد. كان على الامريكان وسياسيينا تشكيل حكومة طوارىء من النخب السياسية النزيهة والكفوءة من داخل وخارج العراق على اساس المواطنة بحماية قوات التحالف قبل تسليم السيادة للعراقيين والتمهيد للانتخابات واجرائها عندما تنضج الضروف وليس كما اجريت بعجالة وان تكون باشراف الامم المتحدة على ان يكون العراق كدائرة انتخابية واحدة وبقوائم مفتوحة ومشكلة من جميع اطياف الشعب على اساس الكفاءة والنزاهة وروحية المواطنة . ولا تسلم السيادة للعراقيين الا عندما يصبح الفساد بالمستوى المعقول وبعد الانتخابات. لذا يتحمل الامريكان قانونيا وادبيا وعرفيا كل ما جرى ويجري للعراق وخاصة وانهم غزوا العراق كمحررين وتحملوا مسؤوليته كمحتلين ليبنوا دولة مؤسسات احسن من النظام السابق.وبالاضافة انهم حلوا الجيش والقوات الامنية بحجة انها جيش صدام ليبنوا احسن منها ولكنهم بنوا الاسوا بتصاعد الفساد .مع العلم انهم ادعوا بان الجيش هو الذي حل نفسه بالهروب كل لبيته وعدم القتال مما ينفي كونه جيش صدام وكان يمكن استدعائهم الى ثكناتهم ببيان واحد الا الذي يشعر بانه اجرم بحق الشعب وهو من اعوان نظام البعث ويخاف من الالتحاق وبذلك يتم فرز الصالح من الطالح .اداء الامريكان كان اسوا ما يكون منذ اليوم الاول للسقوط وكانهم اغبياء اومتعمدين للتمادي في تخريب العراق خدمة للصهيونية واسرائيل .بالاضافة الى حل القوى الامنية وتفليش نظام الدولة قاموا بتشجيع النهب

والسلب والاستحواذ على الممتلكات والعقارات الخاصة والعامة وتشجيع الارهاب بفتح الحدود لدخول الارهابيين من سوريا والسعودية وايران والاردن والكويت وتركيا واحتضانهم في المناطق السنية من قبل المتعاطفين مع نظام البعث. والانكى من ذلك قاموا بمهادنة وتشجيع اعوان النظام السابق وحزب البعث لاعادة تنظيم انفسهم والتحالف مع ارهابيي القاعدة وغيرهم من الفصائل المسلحة لتنظيم مقاومة مسلحة ضد قوات الاحتلال ربما لخلق فوضى خلاقة او بناءة كما سميت وشق الصف الوطني منعا لتشكل مقاومة سلمية للاحتلال من قبل غالبية الشعب التى تخدم الشعب العراقي وتقصر من عمر الاحتلال اكثر من المقاومة المسلحة التي تدمر البلد وتعطي ذريعة لاستمرار الاحتلال.اما مشاريع المصالحة الوطنية التي يشجعها الامريكان بحجة العدالة الانتقالية فهي اما مغرضة او غبية تدعو الى تنازل الضحية للجلاد بكل صلافة قبل ان يقوم الجلاد وهو حزب البعث بحكمه واعوانه من المجرمين بحق الشعب والوطن من الاعتذار لضحاياه ونبذ وادانة حكم البعث وصدام وكذلك التخلي عن احتضان الارهاب والمقاومة المسلحة التي تقتل عشرات العراقيين بحجة قتل امريكي واحد.ان كان المتعاطفين مع نظام البعث وصدام يتذرعون بقانون المسائلة والعدالة وقانون اجتثاث البعث من قبله بانه مجحف بالرغم من عدم تطبيقه تطبيقا ينصف الضحايا ,وبعدالة بسبب الفساد الاداري الطاغي فانه لا يمثل 1%مما يستحقه الجلاد من عقوبة. كان من صلب مصلحة هؤلاء المتعاطفين مع نظام البعث قبل غيرهم نبذ وادانة حكم البعث واعلان البراءة منه منذ اليوم الاول لسقوطه وليس التعاطف معه لحد الان بحجة واستغلال سوء اداء العراق الجديد للخريب لاستعادة حكمهم الاسود.ان الحل ليس بالمصالحة ومؤتمراتها كما يتوهم الكثيرين فالمصالحة تاتي اوتوماتكيا كلما تراجع الفساد وبنينا دولة مؤسسات على روحية المواطنة وسيادة القانون افظل من دولة البعث على الاقل.بحيث ياخذ كل ذي حق حقه بالقانون .وينصف ضحايا حكم البعث ويكرم الشهداء والمسجونين السياسيين ضحايا البعث منذ انقلابهم الاسود على حكم انزه وطني عراقي قائد ثورة الشعب الوحيدة في 14 تموز 1958 الشهيد عبد الكريم قاسم ولحد الان حيث تحالفوا مع داعش ضد الوطن والشعب.

أحدث المقالات