23 ديسمبر، 2024 12:41 ص

المحاصصة في العراق لايمكن الا أن تنتهي بالحرب الاهلية الشاملة

المحاصصة في العراق لايمكن الا أن تنتهي بالحرب الاهلية الشاملة

لقد أسقط العراق في مطب المحاصصة من قبل الامريكان والذين اتوا معهم وهم يعلمون او لا يعلمون بان نظام المحاصصة (الكوتا) محرم في الولايات المتحدة الامريكية نفسها ومحرم في جميع الانظمة الديمقراطية الراسخة. لقد تنبه علماء السياسة والاجتماع في وقت مبكر من خطورة هذا المبدأ على وحدة المجتمع والسلم الاجتماعي لان الاصل في النظم الديمقراطية هو استنادها الى مبدا المواطنة لا الهويات الفرعية. علاوة على ان تطور الاحداث في ضل نظام المحاصصة سوف يفضي لامحالة الى نظام دكتاتورية الاغلبية لاعلى اسس سياسية او ايدولوجية وأنما على اسس اثنية او دينية او طائفية (كما هو عليه الحال في عراق اليوم) الامر الذي يؤدي الى التشضي والانقسام والشعور بالظلم والتهميش. قادة عراق مابعد الاحتلال اصبحوا يخجلون من انتمائهم العربي وقد سلخوا خصوصأ وكما كتبت في مكان اخر بأن العراق عن هويته العربيه الاصيلة. الامر الذي اضعف احد أهم اواصر الاخوة واقوى القواسم الجامعة للعراقيين بمختلف طوائفهم

أذا لماذا اصرت الطبقة السياسية الجديدة على المضي في هذا المشروع اللاوطني؟ هل لانهم غير وطنيين وولائهم الاول لطوائفهم وخلفياتهم الاثنية وكما هو الحال مع الكرد بلا ادنى شك؟ أم انهم اجبرو من قبل الدولة المحتلة وغيرها من دول الجوار لمأرب ما؟

ليس من المهم ان نشخص السبب الان بعد ان “سقط الفأس بالرأس” كما يقول المثل العراقي المعروف. السؤال المهم الان هو هل يستطيع المتربعون على العروش السياسية في العراق ايجاد مخرجا متحظرا قبل ان ينزلق البلد الى أتون حرب اهلية شاملة لاتبقي ولاتذر؟ وهي حرب قائمة الان بأسم مقاومة داعش ومن طرف واحد ولكن الحرب الشاملة اتية بلا ادنى شك لان خطط تقسيم العراق بدأ تنفيذها بشكل صارخ وواضح يفقهه حتى الاطفال وذلك من خلال عزل وتطهير طائفي من تهجير والسيطرة على اراض ومدن عديده وافراغها من اهلها الاصليين وكذلك تحديد الحدود وما الى ذلك. لكن المنطق يقول بأن الطرف او الاطراف الاخرى سوف لن تقف مكتوفة الايدي, الى ما لانهاية, عندما تري انها تذل وبأن املاكها تنهب واراضيها تصادر وكرامتها تسلب وبأن وجودها مهددا بشكل كامل.