عندما نتكلم عن مجلس النواب العراقي ، فاننا نتكلم بسخط شديد ولا نبخل عليه باي عبارة من عبارات الاستهزاء والانزعاج والاتهام وباقي الانفعالات التي تعبر عن مدى سخط الشعب العراقي على هذه المؤسسة التي اصابتنا جميعا بالاحباط ، فلا اعتقد هناك عراقي شعر بمعاناة شعبه يثق بهذه المؤسسة طرفة عين ، ولا اعتقد ان هناك عراقيا واحدا يشعر بان هذه المؤسسة تؤدي واجبها بنسبة معينة من الاخلاص .
على مدى عشر سنوات من التغيير ومرورا بانجلاء الاحتلال الامريكي للعراق بقي العراق على حاله ، فلا خدمات يستعين بها ولا بنى تحتية ، ولا بناء يلوذ به ولا رفاهية يشعر ابناء الشعب بها ، بل بالعكس ازدادت نسبة الفقر بهذا البلد قرونا بزيادة كبيرة في الفساد وحماية المفسدين من قبل البرلمان نقسه .
واذا اردنا ان نقلب صفحات المستقبل لهذا البلد وفقا للتداعيات والثقافات التي رسخت في المشهد السياسي ، فاننا نرى مستقبلا اسود لا يمكن ان يكون فيه خطوة واحدة صحيحة نحو الامام ، الا اذا تم تغيرا جذريا للوضع السياسي العراقي برمته مصحوبا بالقصاص من المفسدين الذين ابتلعوا البلاد والعباد دون اي رادع .
لكن ان الحديث بسخط عن البرلمانيين العراقيين لا ينسينا العمل الفردي والاخلاص والفائدة والخدمة التي قدمها البعض منهم بالتحديد النائبة المستقلة صفية السهيل وزوجها الناشط الدولي بحقوق الانسان بختيار امين ، الذين اجزم انهما الوحيدان الذين قدما خدمة لهذا البلد ، عبر رعايتهما لشرائح المجتمع العراقي بكافة اطيافه .
فمنزل النائبة السهيل لم يخلوا يوما من النشاطات الثقافية عبر مجلس صفية السهيل الثقافي ، ولم يخلوا يوما من المعارض الفنية للفنانين الشباب والمعروفين ، ولم يخلوا يوما من جمع المسؤوليين والمواطنيين على حد سواء ليجتمعوا ويتناقشوا بامور تخص المشكلات الموجودة في البلاد ، ليكون مصداقا لا يقبل الشك بانه منزل لكل العراقيين ، والاكثر من هذا ان هذا المجلس لم ينسى شرائح منسية تماما مثل شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابية بالعوق العقلي .
فالسهيل / حسب علمي / تستنزف راتبها في سبيل تقديمه لشرائح المجتمع العراقي ، من اجل الحرص على تواصل ابناء الشعب مع المسؤوليين في الدولة .
فلينتقدني من ينتقد لاني مدحت السهيل ، لكن اقول لمن ينتقد : هل صنع اي مسؤول في الدولة العراقية من كبيرها الى صغيرها مثل ما صنعت السهيل ، ومن ينتقد ، عليه ان يسأل سؤالا واحدا قبل ان يقذف بالاتهامات : ما الفائدة التي تجنيها السهيل من هذا العمل … لا شيء سوى الشعور بانها تخدم بلدها وناسها على اقل تقدير .
ما تصنعه السهيل قدح في ذهنيتي فكرة معينة مفادها ، باننا لماذا نختار مسؤولينا استنادا للطائفة او العرق او المذهب ، ولماذا نختار فلان من اجل ان نغيض فلان ، فهذه النتيجة امامنا واضحة وضوح الشمس ، فشل ذريع في كل شيء .
ولماذا لا نجرب ان نختار مسؤولينا استنادا الى عملهم وخدمتهم ، لماذا لا نجرب ان نضع السهيل ومن على شاكلتها في منصب رئاسي كأن تكون نائبة لرئيس الوزراء ، افضل من ان يشتكي رئيس الوزراء من فشل نوابه ، ولماذا لا نضع الشهيل كنائب لرئيس الجمهورية مثلا ؟