22 ديسمبر، 2024 3:15 م

المجلس الاعلى يغلق باب الحجج امام العبادي

المجلس الاعلى يغلق باب الحجج امام العبادي

التحجج والتبرير وملامة الاخرين ديدن الفاشلين للضحك على عقول الجهلة الذين ابتلى بهم الشعب العراقي ، وقد تحجج رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بان الكتلة المتحالفة معه لا تريد الاصلاح وهي متمسكة بوزراءها ، وكان يوهم الجهلة بانهم الذين نصبوه ، وبعض الجهلة بدأ يتهم ما يخطر على باله من كتل وبعضهم يتهم الكتلة او الحزب التي ينصب لها العداء بدون ان يرى عمل وزراءها هل هم ناجحون ام فاشلون ام متورطين بالفساد المالي والاداري ، بل عقلية هؤلاد الجهلة لا تميز بين الاخضر واليابس وبين الناجح والفاشل ، والغريب انهم يحاربون الناجح والحريص بكل ما اوتوا من قوة .ان كتلة المواطن او بالاحرى المجلس الاعلى ممثل بوزراءه الثلاث وزير النفط ووزير النقل ووزير الشباب والرياضة ، قدموا استقالاتهم رسميا للدكتور حيدر العبادي لكي يصلح العملية السياسية واعطاءه الحرية الكاملة في اجراء عملية الاصلاح ، وهذه ليست المرة الاولى التي يقدمون فيها استقالاتهم ، فقد قدموا استقالاتهم في اب عام 2015 عندما اعلن رئيس الوزراء عن اجراء عملية الاصلاح ولم يرد على الاستقالات ، وفي شباط 2016 قدموا استقالاتهم لرئيس الوزراء ولم يرد عليها ، وقدموها مجددا قبل ايام لرئيس الوزارء ، وهذه الاستقالات دليل على دعم الاصلاحات ، كما انها تغلق باب الحجج والتبريرات الغير منطقية التي يتحجج بها رئيس الوزراء العبادي لان الاستقالات جاءت من كتلة المواطن التي تعتبر الكتلة الاساسية للتحالف الوطني الذي ينتمى اليه العبادي وحزبه حزب الدعوة ، كما ان التيار الصدري ايضا صرح بعد المشاركة بالحكومة لاعطاء العبادي الحرية في اصلاح العملية السياسية .الاستقالات التي قدمها وزراء المجلس الاعلى تدل على جديتهم في الاصلاح لانها قدمت لرئيس الوزراء مباشرة ، وهناك بعض الوزراء في كتل اخرى يضحكون باعلانهم الاستقالة لانهم لم يقدموها لرئيس الوزراء بل قدموها الى كتلهم وهذه استقالات كاذبة ، الاستقالة الحقيقية والجدية هي التي تقدم لرئيس الوزراء الدكتور العبادي باعتباره المسؤول الاول عن الاصلاح وليس تقديمها لرؤساء الكتل .لقد اثبت وزراء المجلس الاعلى شجاعتهم وزهدهم بالمناصب بالرغم من النجاح الذي يشهد له الجميع ، يكفي ان عادل عبد المهدي وزير النفط حصل على شهادة تقديرية من البنك الدولى اكبر مؤسسة عالمية متخصصة بالشأن الاقتصادي ، ويكفي ان باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية قدم تهنئة للدكتور العبادي بعد تصدير العراق ثلاثة مليون برميل نفط يوميا ، والان التصدير وصل لاكثر من ثلاثة ونصف مليون برميل يوميا وهذا لم يتحقق في جميع حكومات العراق ، والانجاز الاخر لاول مرة بتاريخ العراق يصدر الغاز الى الخارج بعد اهتمام الوزير بهذا الجانب ووصول العراق لمرحلة الاكتفاء الذاتي بعد ان مان الغاز يستورد ، واستقالة عادل عبد المهدي ليست جديدة فهو الوحيد الذي استقال من منصبه سابقا عندما كان نائب رئيس الجمهورية ، كما ان وزير النقل باقر جبر من اكفأ الوزارء في الحكومات التي تعاقبت وهو في غنى عن التعريف ، وعندما تسنم منصب وزبر النقل تبرع بجميع رواتبه ومخصصاته للحشد الشعبي ، وهو الوزير الوحيد الذي لم يستلم اي تخصيص اموال للوزراة ، ورغم هذا نهض بواقع الوزارة وجعلها من وزارة تقبض اموال ورواتب من الميزانية ، الى وزارة تعطي الاموال لخزينة الدولة بعد ان حول الشركات من خاسرة الى شركات رابحة .هذا عمل الوزراء الناجحين وتقديم استقالاتهم يدل على شجاعة وزهدهم بالمناصب وهذه الاستقالات دعمت عملية الاصلاح واغلقت باب الحجج والتبريرات امام العبادي ، كي لا يقول الكتل الساسية لا تدعم الاصلاح ، والباقي على حزبه هل سيدعمون الاصلاحات واعطاء الحرية للعبادي باختيار وزراء جدد ام لا .ملاحظة قبل الختام ان عملية الاصلاح يعني محاسبة المتورطين بالفساد المالي والاداري وزراء او مدراء ورؤساء هيئات ، ويجب تقييم عمل الوزراء والمدراء واستبدال الفاشل والمتورط بالفساد وتقديمهم للقضاء هذا هو الاصلاح ، وليس استقالة الوزراء الذين اثبتوا كفائهم .