24 مايو، 2024 12:35 ص
Search
Close this search box.

المجلس الاعلى وحزب الدعوة , هل هو ترابط ام تشابك ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بين المجلس والدعوة تاريخ طويل فيه نوع من الترابط , في نفس الوقت الذي فيه نوع من التشابك والتنافر , وبتحليل هادئ ومحايد نقول ان من مؤسسي حزب الدعوة ومن مناضليه الاساسيين هم اصبحوا مجلسيين , فالسيد الشهيد مهدي الحكيم كان من اهم الشخصيات التي قادت الدعوة في مرحلة خطيرة من مراحل حزب الدعوة ونضاله العلني وتحديه لحزب البعث الفاشي وكانت حصيلة معاركه مع الحزب الحاكم انذاك ان استشهد عند حضوره مؤتمرا في الخرطوم ليبين مظلومية الشعب العراقي , على يد مجموعة مسلحة ارسلت خصيصا من بغداد لتصفيته , كذلك فان السيد الشهيد محمد باقر الحكيم كان من الدعاة المتحمسين ايضا وكان يتصدر مواكب الجامعة التي كان ينظمها حزب الدعوة في الستينات وبداية السبعينات, وغيرهم من الدعاة الذين اصبحوا لاحقا من المجلسيين .ولعل النقطة الفاصلة بين الدعوة والمجلس هو بعد استشهاد قادة الدعوة الذين كانوا مخلصين لله ,فقد تبوأ الطارؤونمقاليد الحزب  , و كان اول ماقاموا به هو ابعاد العلماء عن الدعوة وعدم الاخذ بتوجيهاتهم لان هؤلاء الطارئين كانوا يريدون التصرف كيفما يشاؤون ويريدون تحقيق اهوائهم الشخصية ولايريدون رقابة عليهم , فاول من ابعد هو الشيخ محمد مهدي الاصفي وهو الورع الخائف من الله تعالى ثم ابعد السيد محمود الهاشمي من بعده ومن ثم ابعد الحائري وهكذا وهذا الاتجاه هو ما وقف ضده السيد محمد باقر الحكيم مما جعل الطارئين على الدعوة ينسحبون من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والذي كان رئيسه السيد محمد باقر الحكيم , واخذوا يهاجمون الحكيم الذي كان هو من الدعاة الاوائل قبل ان يكون علي الاديب يعرف بالدعوةاو باقي الطارئين على الدعوة كالجعفري والمالكي وعبد الزهرة البندر ووليد الحلي وغيرهم وان كان معظمهم دعاة الا انهم من صغار الدعاة امام الشهداء الشوامخ كمهدي الحكيم او عبد الصاحب الدخيل والشيخ عارف البصري ومرتضى العسكري وحسين جلوخان ونوري طعمة ومحمد هادي السبيتي وعبد الامير المنصوري وجواد الزبيدي وعماد التبريزي وصدر الدين القبنجي وغيرهم من الشموخ الذين لم يعرف التاريخ مثيلا لهم وان كانوا موجودين اليوم ما تجرأ هؤلاء الاقزام ليتكلموا باسم الدعوة .
ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بقي في طهران , وكذلك الدعوة خرجت من خيمة المجلس وبقي المقر الرئيسي لها في طهران , وقد ايدت ايران المجلس الاعلى بقوة على حساب الدعوة لان ايران الاسلامية كانت ضد توجه انفلات الحركات الاسلامية من توجيه العلماء وضد انحرافها لتتبع المصالح الشخصية .وبالتالي فان حزب الدعوة كان يمارس عمله في طهران بصعوبة بالغة لانه كان في اتجاه غير الاتجاه الذي تراه المؤسسة الدينية في ايران وهو الاهتداء بتوجيهات العلماء .بينما كان المجلس متطابقا مع التوجه الايراني في ان يكون لراي العلماء دورا في التوجهات حتى لا تنحرف السياسة عن تعاليم الاسلام .
وبعد سقوط النظام الفاشي في العراق سنة 2003 دخل الجميع العملية السياسية وبدات نفوذ الدول الكبرى والدول المجاورة والمال السياسي تدخل بشكل سريع في العراق لتؤثر على اتجاه العملية السياسية .
ونتيجة للحسابات والاجندات الدولية فقد اصبح القرار العراقي تدريجيا محصورا بين التوجه الامريكي والتوجه الايراني , وبعد الجيش الامريكي من العراق بدا القرار الايراني يسيطر على القرار العراقي وقد تركت امريكا لايران الهيمنة على القرار العراقي مالم تتعارض مع الخطوط الحمراء الامريكية , وهنا بدا حزب الدعوة يراقب الشارع السياسي وايقن بان القرار الايراني سيكون مؤثرا في العملية السياسية العراقية فسرعان ما ذهبوا الى طهران وادوا فروض الطاعة المطلقة لقرارات ابران مهما كانت ابعادها وبعبارة ادق اعلنوا بانهم اقرب ان يكونوا الى ولاة طائعين ومنفذين لتعاليم وتوجيهات القيادة الايرانية واعتبارها العراق محافظة ايرانية صرفة . وباعتبار ان ايران دولة تبحث عن مصالحها شانها شان الدول الاخرى فقد وجدت في الدعوة وقادتها الجدد دمية سهلة توجهها كيفما تشاء لان هذه الزمرة همهما السرقة وجمع المال الحرام ولايهمها مصلحة العراق او سيادته بل لاتمت لتراب العراق اصلا وانما باعت البلاد والعباد من اجل مصالحها الشخصية .
اين المجلس الاعلى من هذه الحكاية ؟ كيف عدو الامس حزب الدعوة تفضله طهران على حليفها السابق والحالي المجلس الاعلى ؟ لماذا تضع طهران الفيتو على عادل عبد المهدي مرشح المجلس حليفها الدائم وتساند المالكي مرشح الدعوة  وعدو الامس ؟ هل خضع ذلك الى تحليل المجلس ؟ هل لدى المجلس مستشارين قادرين على ان يحللوا هذا ؟ اليس لنا الحق ان نسال المجلس لماذا تقف ايران مع مرشح الدعوة ولا تقف مع مرشحكم وانتم في حلف دائم معها ؟
ان الشارع العراقي عندما انتخب الدعوة على حساب المجلس كان يعتقد بانه سيجني الاستقلال والعيش الرغيد على يد هذا الحزب الذي كان يعد من اشرف الحركات الاسلامية واكثرها التزاما وتعبيرا عن الامانة والصدق والاخلاص ,وفاته بان ذلك كان عند الرجال الذين ضحوا بانفسهم واموالهم وتحدوا الطغاة وليس اشباه الرجال الذين قفزوا على قيادة الدعوة ,لذلك فعندما حانت انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات البرلمانية توجه الناخبون الى مرشحي الدعوة على امل ان يحضوا بخدمات افضل من المحافظين الذين كان اكثرهم من المجلس الاعلى , الا انهم فوجئوا بان مرشحي الدعوة ليسوا افضل من مرشحي المجلس فمثلا الخضري محافظ الديوانية وعزيز كاظم محافظ الناصرية كانوا جيدين ويحبهم الناس الا ان المطلوب كان خدمة افضل الا ان المحافظين الجدد من الدعوةسراق وحرامية ويطلبون الرشوة جهارا نهارا , فانقلب الشارع العراقي عليهم وعاد الى محافظي المجلس ومرشحيهم لا لان لديهم برامج بل لانهم على الاقل لايسرقون ولا يطلبون الرشاوي , لذلك فان على المجلس ان يعي بان اتجاه الناس الى مرشحيهم لايعني ان الراي العام يؤيد المجلس بمشاريعه وتوجهاته بل ان خيبة الامل من الدعوة وقادتها والسرقة التي باتت عرفا للدعاة الجدد هو الذي جعل العراقيين يعزفون عن الدعوة باتجاه المجلس وعليه فان على المجلس ان يستغل نقمة الشعب على الدعوة ليقدم افضل مالديه لينحاز الشعب اليه .
اما ماهو المأخذ على سياسة المجلس ؟ ان المجلس لم يستفد من نقاط الضعف لدى الدعوة بل راح يسير بنفس خطوات الدعوة , والفرق فقط ان الدعوة تجني الثمار على حساب المجلس  والمجلس يخسر على الدوام اذن ماهو السر ؟ اضافة الى ما ذكرناه في مقالتنا السابقة في موقع كتابات رسالة الى المجلس الاعلى ويمكن الاطلاع عليها , فان المجلس على الرغم من الضربات والكلام السئ الذي يلقاه من الدعوة الا ان رده عليه ضعيفا من جهة وفي الاخر تجد المجلس يساند الدعوة باعتباره الحزب الحاكم وبحجة وحدة المذهب وعدم التفريط بالطائفة !! وهذه نقطة ضعف قتلت المجلس وافقدته شعبيته , فمثلا كان عليه ان يقف معارضا  في التصريحات وفي البرلمان لبقاء وزارات سيادية دون وزراء وهو ضمن الائتلاف الوطني , الا يحق ان يرشح المجلس وزيرا للداخلية سواء من المجلس او من منظمة بدر او من اي جهة تنضوي تحت التحالف الوطني ؟ لماذا هذا السكوت ودماء العراقيين تجري يوميا كالانهار ؟ اين الامن ؟ واين الدفاع عن الشعب ؟ رئيس الوزراء يدعي بان قراراته يشاور كل الكتل والاحزاب وخاصة المنضوية تحت التحالف فاين صوت المجلس ؟ الم يكن باقر الزبيدي وزيرا ناجحا للداخلية يومها ؟ لماذا لم يصر المجلس على ترشيحه للوزارة ويتخذ موقفا من ذلك ؟ لماذا هذا الضعف ؟ ان الناس تراقب هذه المواقف وتجد من المجلس ضجيجا الا انها لاتجد نتيجة بل خنوع وتخاذل ؟ من نقاط ضعف الدعوة انهم مجموعة من الجهلة واقصوا كل الكفاءات سواء الدعوتية منها او الوطنية , وسار المجلس على نفس الخطوات فابعد الكفاءات التي جاءت برجلها الى المجلس لتخدمه كباسم العوادي وسالم مشكور اضافة الى اخفائه الكفاءات المحسوبة على المجلس وحصر المجلس بوجوه مكررة وكان ليس في المجلس غيرها , ونتساءل لماذا يتفق المجلس والدعوة على اقصاء الكفاءات ؟ لماذا لم يحرك ساكنا؟ , نقول للمجلس ان الناس تريد مواقف ولا تريد تصريحات . المجلس ضعيف بكل معنى الكلمة , والناس لاتحب الضغفاء , رئيس المجلس يطالب ويطالب بان يخبروه من من المجلسيين في البرلمان صوت لصالح تقاعد البرلمانيين حتى يفصلهم ! بربكم هل هذا يعقل ؟ رئيس المجلس لايعرف نوابه ؟ يطلب من الغير ان يخبروه ؟ مطبات الواحدة تلو الاخرى ولم يجرؤ احد ان يخبر رئيس المجلس بان تصريحك ومطالبتك غير صحيحة يعني ذلك ان المجلس في ضياع , كما ان ليس هناك من الدعاة الخانعين ان يلفتوا نظر رئيسهم عندما تكلم عن طرزان المنطقة الخضراء نجله كيف قام بما لم يستطع الجيش العراقي الباسل وقواه الامنية والمخابراتية ان تقوم به وهو لايملك منصبا رسميا ؟ اية دولة نحن فيها ؟
كفاكم ضعفا ايها المجلسيون , هل لكم وكيل وزارة ؟ مستشار في وزارة ؟ مفتش عام في وزارة ؟ الم يكن منصب الامين العام لمجلس الوزراء من حصتكم ؟ عشر سنوات والامين العام هو بالوكالة يعني ان البرلمان رفض التصويت عليه فبقي بالوكالة وكنتم انتم اولى به ؟ ماذا فعلتم ؟ امين العاصمة من استحقاقكم مالذي حدث ؟ اين انتم ؟ اكتفيتم بالمنتدى الثقافي الاسبوعي وماهو بالثقافي ولا بالمنتج , ماذا جنيتم من المنتدى وحليفكم يحكم ويتخذ القرارباسمكم وباسم التحالف الوطني ولا يبالي بكم بل ولا ياخذ برايكم وعند الترشيح يزوركم في مقركم ويوقع لكم المواثيق ويترك لكم قدح الماء لتبلعوا الورقة بعد تنقيعها وتشربوا ماءها ! انظروا كيف خذلتم جماهيركم ؟ لم تستفيدوا من انهيار دولة القانون شعبيا , واذا وجدتم الناس قد اتجهت صوبكم فلا تعتقدوا بانهم اقتنعوا بكم بل لانهم لم يجدوا غيركم يعوض عن خيبة املهم من الدعوة وشخوصها . تعلموا السياسة واشتغلوا بها وكونوا في الحق اقوياء ولاتجاملوا على حساب دماء الشعب , وانفضوا ايديكم من المستهترين بالشعب وحقوقه  والا تفرغوا للمسائل الحوزوية والرسائل العملية فقط وللموضوع تتمة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب