الذي يتأمل الواقع السياسي في المنطقة الجنوبية والوسطى من العراق لابد ان يشخص القوى السياسية الفاعلة على الساحة والتي قادت الحراك السياسي بعد 9-4-2003 الى يومنا هذا والتي اندرجت تحت قائمة الائتلاف العراقي الموحد في الانتخابات الاولى والتي دخلت صراعات فيمابينها لغرض بسط نفوذها على المنطقة الجنوبية والوسطى لايمكن للمتابع ان يخطاء في ان هذة القوى وهي حزب الدعوة الاسلامي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي التيار الصدري حزب الفضيلة الاسلامي العراقي ومجموعة المستقلين ومنظمة بدر جميع هذة القوى تشترك في كونها اسلامية وشيعية ……
ومشاركة في السلطة السياسية طبعآ وفق نسب مختلفة افرزتها نتائج الانتخابات ووفق التحالفات ومايتمخظ عنها من اقتسام للسلطة السياسية لايختلف اثنان ايضآ ان المجلس الاسلامي الاعلى يعد واحد من اهم تلك القوى السياسية حيث كان في بداية تأسيسة عبارة عن مظلة سياسية ينتظر منها ان تجمع تحت لواءها كل القوى السياسية الاسلامية العراقية المعارضة للنظام السابق وكان لها جناح عسكري هو فيلق بدر والحق يقال فأنة كانت لهذا الجناح العسكري المدرب جيدآ والمجهز بأسلحة متنوعة كانت لة محطات قتالية متميزة مع نظام صدام اثبت فيها انة قوة لايمكن اسقاطها من معادلة الصراع وكانت منظمة بدر تدين بالولاء الى قيادة اية الله محمد باقر الحكيم (رة) وتتبنى نظرية ولاية الفقية السياسية الدينية الشيعية واعتقد انها لازالت كذالك …
بعد سقوط النظام السابق بأيام سيطرت كوادر المجلس الاعلى ومنظمة بدر على اغلب مؤسسات الدولة في المناطق التي يشكل الشيعة الاغلبية فيها وكان للمجلس الاعلى دور مميز وواضح في تشكيل وقيادة الائتلاف الشيعي ولاكن التنافس بين اجنحة الائتلاف الشيعي وخصوصآ بين المجلس الاعلى والتيار الصدري جعل رئاسة الوزراء من نصيب الدكتور ابراهيم الجعفري كمرشح توافقي ثم تم اختيار الاستاذ نوري المالكي بعد الانتخابات التالية .. …. بعد وفاة حجة الاسلام السيد عبدالعزيز محسن الحكيم انتقلت رئاسة المجلس الاعلى الى ولدة السيد عمار الحكيم منذ انتخابات مجالس المحافظات التي سبقت وفاة السيد عبد العزيز سجل المجلس الاعلى تراجع ملحوظ في حظوظ التصويت وتعزز التراجع ووضح في الانتخابات النيابية التالية بأعتقادي المتواضع فقد لعبت عدة عوامل وراء هذا التراجع منها ان المجلس الاعلى دخل في عدة صراعات صاحبتها عمليات دعاية وتسقيط داخل الساحة الشيعية ثم ان المجلس الاعلى لم يعد هو صاحب الموقع الاول للسلطة اذ برزت شخصية نوري المالكي كرجل دولة قادر على توجية دفة الامور وفرض القانون وهذة النقطة لاتشمل المجلس فقط بل كل قوى الائتلاف الشيعي اضافة الى ان المجلس كان ينظر الية في المحافظات وحتى تولي المالكي على انة القوة الاقوى مع بعض القوى الشيعية الاخرى بأستثناء الدعوة وبالتالي فهم تحملوا نتائج الاخطاء التي رافقت مرحلة ماقبل المالكي اضافة الى سلوك بعض قيادات المجلس وبدر في المحافظات وتصرفهم بروح التعالي والابتعاد عن الجماهير ومحاولة الظهور بمظهر صاحب القوة والسلطة وهذة تنفر الناس منها وهذا حدث مع العديد من القوى الشيعية مع الاعتماد على العشائر وهذة تستحق وحدها ان تدرس اذ من المعروف ان العديد من القوى العشائرية كانت توالي صدام حسين ثم انقلبت الى اياد علاوي عندما اصبح رئيس للوزراء ثم انقلبت لتوالي الحكيم بعد فوز الائتلاف حتى تجد احيانآ شيخ قبلي يذهب للسلام على مقر للوفاق الوطني ثم وبطريقة
يسلم على مقر المجلس الاعلى ومكتب التيار الصدري وبعدها يشرب الشاي في مقر الفضيلة وربما تغدى في مقر الدعوة ومما لاشك فية فأنك اذا فقدت السلطة فأن شيوخ القبائل سوف ينفظون من حولك وهذة سنة الحياة السياسية في هذا البلد ثم واخيرآ جاء انفصال منظمة بدر عن المجلس الاعلى وهي الجناح العسكري السابق وهي التي كسبت الكثير من الشعبية كونها تستند الى زعامة ال الحكيم و واذا كان سبب الانفصال عن المجلس هو ماتناقل من اخبار كون الامر صدر بالانشقاق من قبل السيد علي الخامنئي حيث اشارت مصادر مقربة من الاستاذ قاسم محمد جلال الاعرجي رئيس كتلة بدر النيابية الى ان السيد الاعرجي يعتقد ان على مقلدي السيد علي خامنئي اطاعة امر الولاية المتمثل بضرورة فصل منظمة بدر عن المجلس الاعلى الاسلامي وان الموضوع لايتعلق بخلافات مع السيد عمار الحكيم …….
بعدها عمل عمار الحكيم على اعادة تنظيم خطاب المجلس الاعلى وعمل على الظهور بمظهر الداعم للديمقراطية وانة رجل توافقات ولاكن تبقى مسلمات في السياسة منها انة لايمكن لتنظيم يستند او يطمح الى جعل القبلية محور من محاور العمل ورجال الدين محور اخر ويتبنى الفكر التقليدي ويشارك بالحكم ان ينزع ثوبة وينسلخ عن واقعة ليتحول الى داعية لبرالي هذة صعبة وربما تنجح بأطار التكتيك لاكن على صعيد النتائج فأن عوامل التأريخ للتنظيم وعوامل تركيبة الانتماء الاجتماعي للأعضاء كلها ستقف امام مشروع جدي لتغير الخطاب اضافة الى اننا شعب تعب من المعارضة .ولايرغب بوضع رجل في السلطة واخرى في المعارضة وخطاب يغازل اللبرالية في الوقت الذي يعيش صاحبة حالة زواج كاثوليكي مع متبنيات الفكر الاسلامي التقليدي اي الفكر الاسلامي ماقبل التجديد .. واذا كانت بدرتعلن صراحة في تمسكها بنظرية ولاية الفقية واذا كان المجلس الاعلى يغازل اللبرالية على استحياء غزل عذري ويتمسك بزواجة الكاثوليكي مع التقليدية نظرية وممارسة فهل ان الانفصال نفسة تم لدواعي التكتيك السياسي ام لدواعي مشاركة بحصة اكبر في مغانم العملية السياسية ام طاعة لفتوى فقية تجب طاعتة في الفكر الديني الذي لايعترف بالحدود والجغرافيا حيث البابا يطاع في العالم المسيحي مهما اختلفت الدول ؟