بتكليف السيد رئيس الجمهورية للسيد حيدر العبادي لتشكيل الحكومة الجديدة تكون اربع سنوات ونصف من الجهود والعمل والحصاد قد انتهت , بين 2010 و 2014 رحلة شاقة وقاسية وصعبة على زعماء وقادة المجلس الاسلامي الاعلى , رحلة لايعرف صعوبتها وعنائها الا هم وجماهيرهم التي عاشت الالام معهم.
31 مقعدا ليست فوزا ولا زيادة , هذه هي الحقيقة , حصادنا قليل ولا يسد الكلفة التي صرفت عليه ليس اموالا فقط بل دموعا ودماءا وآهات وحسرات. 31 مقعدا ليست نصرا بل هي استحقاقنا في عام 2010 لولا الاخفاق لدى المسؤولين في تيار شهيد المحراب في دراسة وفهم النظام الانتخابي على ارض الواقع فذهبت مقاعدنا لكتل اخرى رغم ان اصواتنا كانت تزيد على او تساوي اصواتهم.
خسارة في كربلاء , وخسارة في النجف , وخسارة في غيرها ,هل يعقل مقعد واحد في كربلاء ؟ وذهب الثاني لأمرأة نائبة في النجف بدل السيد عبدالحسين عبطان! , الى متى تبقى بغداد عقدتنا ونخسر فيها دائما ؟ ماهي مشكلة بغداد مع المجلس الاعلى ؟ لماذا نخسر فيها بقسوة دائما ؟ وحتى البصرة ايضا حالها كحال بغداد , مقاعد قليلة رغم الحشود والتجمعات والمهرجانات وآلاف الانصار.
اين تذهب اصواتنا , نحن الاكثر حركة , الاكثر عملا , الاكثر تجمعات ومهرجانات وامسيات ولقاءات , نحن الاكثر تواصلا مع الجماهير , نحن الاكثر تقربا للناس , نحن الاكثر دفاعا عنهم والاحساس بنبضهم , نحن الاكثر طرحا للمشاريع لاجلهم , نحن الاكثر تحشيدا وتنظيما , تجد الالاف حاضرة في ابسط تجمعاتنا , اين تذهب كل هذه الناس والاصوات في الانتخابات؟
هل هناك سر اكتشفه غيرنا وعجزنا نحن عن فهمه ؟ هل عرف غيرنا كيف يصل للناس والسر الذي يكسب اصواتهم اليه وعجزنا نحن عن ذلك ؟ نعم , الناس لايمكنها ان تعيش وتتنفس وتأكل وتشرب بــ اجرك على ابوعبدالله او رحم الله والديك او شكر الله لكم سعيكم , الناس تريد اموالا ووظائفا ومتطلبات اكثرها مادية , الناس تريد ان تحصل وتنال اولا ثم تعطي الصوت وليس العكس.
رئاسة الوزراء هي السر , فهي تمنح القوة والسلطة , وتمنح وتكسب وتجمع الاصوات والانصار والمقاعد , لعبها غيرنا ففاز , وتمسكنا نحن بمبادئنا فبقينا نركض والعشا خباز كما يقول المثل الشعبي , قيل عنا اننا مثل الام الرحوم , وقيل عنا المضحون لغيرنا , وقيل عنا اننا اهل المبادئ والمصلحة العليا , وقيل عنا اننا اتباع المرجعية , كل هذا صحيح , لكن يضاف له ايضا اننا مثل شمهودة نلطم وندك وفي الاخير لاننال شيئا.
قبل الانتخابات النيابية الاخيرة , بل حتى قبل انتخابات مجالس المحافظات في عام 2013 قال الكثير ونادت الجماهير دعوا قربة التحالف المقطوعة ولا تنفخوا فيها , التحالف الوطني قربة مقطوعة لافائدة من النفخ فيها , اتجهوا للفضاء الوطني , شكلوا كتلة اكبر وطنيا , اتجهوا للسنة وللاكراد وللمدنيين وغيرهم وشكلوا كتلة وطنية اكبر تحسم الامر منذ البدء بدون مشاكل , بدون كل السيناريوهات المعقدة التي جرت وستجري قطعا , لكن زعماء وقادة المجلس الاعلى لم يسمعوا صوت الجماهير ونفس الشئ ينطبق على زعماء التيار الصدري. بقى الاثنان ينادون بالتحالف الوطني , وهو اولا واخيرا حاله حال القائمة المغلقة تحالف مذهبي يدفع الاخرين ايضا لتشكيل تحالفات مذهبية تزيد الشد السياسي , في حين ان التحالفات الوطنية مثلها مثل القائمة المفتوحة تجمع الكل وتخفف الشد. حقوق الشيعة وقوتهم لن تسرق ولن تذهب لو انفتحنا وطنيا , ولن نحصل على اكثر من استحقاقنا حتى لو نفخنا بقربة التحالف الوطني المقطوعة المهلهلة.
لقد كانت رئاسة الوزراء بمتناول يد المجلس الاعلى , بل ان الكثير من شركاء الوطن كانوا يريدون ويتمنون ان ينالها المجلس الاعلى , كان من السهولة والراحة بمكان ان يتجه المواطن والاحرار الى الفضاء الوطني لتشكيل تحالف كبير ينهي ويحسم الامور منذ بدايتها وبعد بل حتى قبل اعلان نتائج الانتخابات. واذا كان البعض يقول نحن في المجلس الاعلى لانريد رئاسة الوزراء في هذه المرحلة , فقد كان بالامكان منحها للدكتور احمد الجلبي وهو شخصية سياسية واقتصادية كبيرة ومميزة وقادر على العمل والنجاح , وهو مع كتلة المواطن منذ البداية ولم يتخلى او يتبدل ويستحق من المجلس الاعلى كل الدعم والتقدير (وعلى الأقل ان يتم منحه احدى الوزارات المهمة في القسمة الجديدة).
مجبرين لا مخيرين , مضطرين ومنقادين سار زعماء التحالف الوطني نحو الصيغة التي انتهت اليها الامور اخيرا , وهي ايضا فيها الكثير من الاشكالات , ولا زال البعض متمسكا ومصرا ولن يتنازل بسهولة , وربما يضعنا في كارثة تزيد مشاكلنا وهمومنا اكثر مما نحن عليه , ألم يكن بالامكان افضل مما كان يازعمائنا؟.
اننا نكاشفكم بكل وضوح وصراحة وغصة وألم وقهر , ونقول لكم يازعماء وقادة المجلس الاعلى لقد غضيتم النظر عن سماع صوتنا ونداءاتنا ورغبتنا , وفينا الكثير من المتحمسين جدا والمندفعين كما أرى في أمل الدولة وغيرها , لاتضيعوا هذا الحماس والاندفاع فلم ياتي ولم تجمعوه بسهولة بل بالدموع والدماء والصبر وجهود ورحلة اربع سنوات ونصف انتم ادرى واعرف منا بها.