شهدت مؤسسات المجلس الاعلى بعد وفاه السيد عبد العزيز الحكيم ، حركه تطويرية كبيره شملت جميع مفاصل التيار ابتداءً من الهرم الفوقي وانتهاءً بالقاعدة ، فتسلم السيد عمار الحكيم مقاليد الأمور في قياده المجلس ، وانطلقت عجله التطوير وفق موازين وخطط علميه دقيقه ،باشرت به مكاتب تطويرية متخصصة ، ورغم حصول بعض العثرات هنا او هناك او إهمال لبعض الشخوص الذي كان لهم دور في عمل دوائر ومؤسسات المجلس الاعلى المتنوعه ، الا ان المسيره التطويرية استمرت ، وأفرزت وجوها كثيره ، وبرز كيان شبابي سمي (الأمل) ليكون مكملا للثورة الداخليه التي أحدثتها القيادة الشابه ، وأثمرت هذه الجهود بالتقدم الملحوظ في الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات والتي استطاع من قلب الموازين ، واحداث نقله نوعيه في حركته الداخليه على مستوى المؤسسات ، او على مستوى حركته السياسيه مع مختلف الشرائح او الكتل او الأحزاب السياسيه .
المجلس الأعلى مازال يلعب دوراً محورياً في ايجاد الحلول التي تخدم العملية السياسية في شتى الصعد، تلك الجهود التي أثمرت في جملة من اللقاءات المهمة على رأسها اللقاء الرمزي الذي جمع قادة البلد بالإضافة إلى مبادرة الطاولة المستديرة التي جمعت الفرقاء السياسيين ، ويسعى المجلس الأعلى الإسلامي العراقي برئاسة السيد الحكيم إلى خدمة المواطن العراقي في شتى الأنواع من خلال تقديم الخدمات اللازمة له وطرح المبادرات التي تخدم الشعب العراقي وتحمي مصالحه العليا .
السيد الحكيم تحول إلى نقطة تواصل بين جميع الفرقاء السياسيين المشاركين في العملية السياسية ، ومحطه مهمه لجميع الفرقاء السياسين للاستنارة بالرأي ، والمشورة ، في ظل وضع سياسي شائك ، وأمين متأزم ومتدهور ، وفقدان الخدمات ، والبطالة ، والفقر ، انتشار الساد في عموم مؤسسات الحكومه العراقية ، وليست الدوله العراقيه ، لاني اعتقد ان للان لم يقم شيء اسمه الدوله العراقيه ؟!!
المجلس الأعلى اليوم يمتلك علاقات جيده مع كل الأطراف في الساحة العراقية ، صحيح انه يمتلك أفضل العلاقات مع الكرد الا انه يمتلك افضل العلاقات أيضاً مع الأطراف السنية ، مع الحزب الإسلامي ، مع العشائر ، مع الصحوات ، مع مجالس الإنقاذ ، ويمتلك أفضل العلاقات مع الأطراف الشيعية بمختلف تياراتهم وأحزابهم ،وأما في الجانب التنفيذي فقد رفع شعار بناء المؤسسات واحترام دولة القانون .
في مقابل هذا ، وبعد صدور النتائج في الانتخابات الأخيرة ،وتقدم المجلس الاعلى ، برز تنافس شديد ومحاوله لتجميد أي دور له في المستقبل السياسي ، او المساهمة في بناء المؤسسات الحكومية ، فبرزت ظاهره التسقيط السياسي لرجاله ، من تشكيك ، وتشويه ، وتسقيط، وآخرها (البصره ) مثال بتجميد مشروعها الحيوي (عاصمه العراق الاقتصادية ) ، وعرقله المشاريع الاستراتيجية كمعامل الحديد والصلب وغيرها من المعامل المهمة والتي تشغل الآلاف من الأيدي العاملة البصراويه ، ولا اريد الاستغراق كثيراً في هذه الهجمات ألمنظمه والتي وضحت أهدافها والواقفين خلفها .
اعتقد على المجلس الاعلى ان يكون حذراً جداً في سياقه القادم (انتخابات نيسان٢٠١٤) ، وان يلتزم الخطاب الاعتدال الذي تميز به ، مع عدم الاحتكاك مع خصومه السياسيين ومهما كانت الأسباب ، لان الشعب العراقي اصبح يميز تماماً بين الغث والسمين ،وان يستعد لهذه الحملات والتي تستهدف رموزه،وان يهتم ويركز في تخريج المرشحين من رحم الشارع العراقي ، وان يكون على قدر عالي من الانتباه لأنهم يريدونه بعيداً عن جمهوره ، وثانوي الدور في العمل السياسي ،فبالرغم من كل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضده ، الا ان الجمهور بدا يوما بعد يوم يكشف زيف المدعين والمبطلين.وان المجلس الاعلى وقيادته وكفاءاته ونخبه انهم سيقلبون الطاولة أمام المتآمرين والفاشلين لتعاد أمور الى نصابها ، وتبنى دولة المواطن .