22 مايو، 2024 7:27 م
Search
Close this search box.

المجلس الأعلى يكرر ذات الأخطاء ويستعد للفشل الأنتخابي!

Facebook
Twitter
LinkedIn

المشهد السياسي العراقي غريب ومختلف عن كل مشاهد العالم السياسية فهو يعتمد في اغلبه على المراوغة والمخادعة وتجهيل الناس بشكل غريب ومتناقض تماماً مع التوجهات الدينية للمتصدين للعمل السياسي ويكاد يكون هذا الطابع سمة ثابتة من سمات العمل السياسي أِلا ما ندر عندما نجد سياسي يهتم بمشاكل البلد ويحاول معالجتها !

في أعلب دول العالم أِن لم نقل جميعها تتصرف الأحزاب الحاكمة والتي تسعى للحصول على ثقة الناس تتصرف بشكل واضح على انها ستبذل قصارى جهدها من اجل خدمة المواطن فنجدها تتعهد بتحسين واقعه الأجتماعي والصحي والأقتصادي وعلى هذا يشتد التنافس بين الأحزاب لنصل الى نتيجة أن من يقنع الناس بالعمل يحصل على ثقتها ويتسلم زمام الأمور ليشكل الحكومة وعند التشكيل يبدأ عمل آخر هو تحقيق ما ذهبت اليه تلك الأحزاب من وعود وعهود قطعتها ضمن حملتها الأنتخابية ولذلك نجد العالم يتطور ويبدع في تنفيذ برامجه العمرانية والأجتماعية . ونتيجة لذلك بقيت انجيلا ميركل مستشارة لألمانيا لدورات انتخابية متتالية لتثبت ان المرأة يمكن ان تكون اكثر صدقاً وأفضل عملاً من الرجل .

وعلى هذا الحال ايضاً تفوق ديفيد كاميرون ليحصل على ولاية ثانية في بلد اسمه بريطانيا . وأمثلة اخرى على الساحة العالمية حصلت على احترام الشعوب .

العراق وحده الذي يعيش خارج التيار وعكسه تمامً فكل الأحزاب التي تسلمت السلطة كانت قد وعدت بشيء وتنصلت عنه بل انها تصرفت بعكسه تماماً فبدلاً من ان تطور البلد راحت تدمره وقد دمرته وبدلاً من ان توفر مايعز الأنسان ويحفظ كرامته راحت تكرس الجهل والظلم وتشيع الأضطهاد .

في بدايات سقوط النظام السابق كان المجلس الأعلى الأسلامي قد حصل على قواعد جماهيرية كبيرة كانت تأمل منه ان يأخذ بيدها ويشرع في عملية بناء حقيقية لبلد نخرته الدكتاتورية لسنوات طويلة وعلى هذه الأماني عاش الناس وتمكن المجلس الأعلى من تولي زمام الأمور في العديد من المحافظات وحصل على اعداد مهمة في انتخابات عام 2006 ولكن مع الأسف كان المجلس الأعلى قد انشغل بأمور صغيرة وترك مرحلة البناء فضلاً عن ان الكثير من قياداته كانت تعد ان كل عراقيي الداخل هم بعثيين فتولد شرخ واضح ازداد بأنشغال الأدارات المحلية بأعمال الزينة للشوارع والأرصفة بينما الشعب يحتاج الى مرحلة نمو حقيقية وكان من نتاج هذه السياسة الخسارة الواضحة التي طالته في انتخابات عام 2010 حيث خسر الكثير من المقاعد النيابية فضلاً عن خساراته في ادارات المحافظات .

ثم قاد السيد عمار الحكيم مرحلة تصحيحية كان لها صداها الواسع الناتج عن الأعتراف بالأخطاء وعملية الأعتراف تلك أعادت للمجلس العديد من القواعد الشعبية لتأتي انتخابات 2014 ليحصل على نتائج طيبة كانت تمكنه من اعادة وضعه الطبيعي اكثر في الشارع . ولكن يبدو ان منظري المجلس سوف يتجهون به الى ذات النتائج التي حصلت في العام 2010 كون الشارع الآن يتحدث بتندر بطريقة ادارة النفط الذي كان الأمل كبيراً في ان يخدم الناس وأذا به يحملهم أعباء بحجة الوضع الأقتصادي علماً ان الوضع الأقتصادي المتردي هو نتاج سياسات كارثية من احزاب وكتل واشخاص وليس نتاج الشارع العراقي لذلك اعتقد ان سياسة المجلس الأعلى ان لم يتم مراجعتها بسرعة فأن الأتجاه الى الفشل الأنتخابي وارد وبقوة في الأنتخابات القادمة

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب