مما لاشك فيه ولايختلف عليه عاقلان إن فريق “المجلس الأعلى الإسلامي العراقي” يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية في العراق, ولاعبين مبدعين وملاعب وعناصر وأدوات وإمكانيات تفوق غيره من الفرق السياسية العراقية.
في كل بطولة وتنافس حقيقي على كأس مجلس الوزراء يكون صاحب القدح المعلى بتشكيل الحكومة والظفر باللقب الذي ضلت خزائن المجلس الأعلى خاليه منه للعام الحادي عشر على التوالي منذ إنطلاق البطولة الجديدة بعد سقوط النظام السابق.
جماهيره الوفية تأتي وتؤازر متحدية حر الصيف وبرد الشتاء وزخات المطر ورصاص الأعداء, علها تجد فريقها فائزاً على تلك الفرق الضعيفة ويكسر نحس الإخفاقات السابقة.
لكن مدرب الفريق السيد عمار الحكيم, يصر على أن يلعب بتكتيكه الغريب الذي لم تألفهُ ساحات السياسة سابقاً ولم نشهد له مثيل فوق المستطيل الأخضر.
فتكتيك الكابتن الحكيم الأزلي هو “0 – 10 0” لا يُدافع ولا يُهاجم يصر أن يلعب في وسط الميدان ويُكثر من المراوغة في حقل الألغام “منطقة العمليات” رغم أنه يمتلك الكثير من اللاعبين المهاريين المميزين القادرين على دك أقوى الحصون والقلاع وتحقيق الهدف المنشود للجماهير المسكينة التي تستغرب من إصرار المدرب على “الإختباء” في الوسط دون التقدم للامام, وحتى في حال شن المنافس الهجوم عليه يرفض الدفاع عن نفسه وفريقه “كما حصل في مرات عديدة ومها مباراة ملعب “بنك الزوية” التي تسلل فيها المالكي من بين أقدام الحكيم وباغته بهدف غير قانوني وغير أخلاقي وسجل هدفاً قصم ظهر فريق الحكيم بالضربة الفنية القاضية ولم يستفق منها حتى بعد أربع سنوات, كان الحكيم يتفرج على اللاعب المتسلل ولم يعترضهُ ولم يبرر حتى في وسائل الإعلام الى يومنا هذا , مع علم “أولى الألباب” بأن الهدف الغير قانوني الذي سجله الثعلب المالكر نوري المالكي في شباك الحكيم كان تسلل واضح.
جماهير ولاعبي فريق الحكيم مع إقتراب كل بطولة لمجلس الوزراء يقولون اللقب بات قريب منا, وهو بالفعل كذلك حتى الكثير من الصحفيين وذوي الإختصاص يتوقعون أن يكون اللقب من نصيب فريق المجلس الأعلى, لكن المدرب الحكيم يرفع شعاره الدائم الذي يُضحك الثكلى ويبكي أنصاره “نحن لا نرغب ولا نسعى إلى رئاسة الوزراء” وهو بالفعل لايسعى ولايحرك ساكن, وتأتيه الفرق الباقية في البطولة وتقول له نحن نرغب أن يفوز فريقك باللقب ونسعى لخدمتك وسوف نشكل تحالف ونعتمد على تكتيك مناسب ونهدي لكم “كأس مجلس الوزراء” بالضد من فريق المالكي الذي يعتمد بالفوز دائماً على دعم خارجي إيراني امريكي وتقديم الرشى للحكام فضلاً عن تقديم الرشى من المال العام الى بعض لاعبي الفرق الاخرى لتسهيل مهمة فريقه بالفوز وطرق غير نزيه عديدة.
لكن الحكيم يصر على عدم إسعاد لاعبيه وجماهيره بالتتويج باللقب, رغم إنه قريب من يديه وعليه فقط رفع الكأس, لكنه في موقف غريب لايعرفه حتى لاعبيه يصر على عدم رفع الكأس,أنصاره في داخل أروقة مكتبه الخاص يحثوه على الإستجابة لرغبتهم ورغبة أنصارهم ورغبة المرجعية الدينية العليا ورغبة فريق التحالف الكوردستاني ورغبة الفرق السنية وباقي الفرق الوطنية بالتقدم ورفع الكأس,لكنه يصر على موقفه الغير عقلائي ويرفض إدخال البسمة على شفاه محبيه والفرحة على قلوب مشجعيه, على الرغم من إن هذا العمل يرضى به الله ورسوله وهو إدخال الفرحة على قلوب المؤمنين لكنه في هذا العمل يخالف الله ورسوله ولم يكن كريماً مع من ناصره في وقت الشدائد لبُخل شديد عنده في هذا الجانب.
ضميري يقول لي بعض الأحيان “أخالفك الرأي السيد الحكيم يخشى الله ورسوله ويحب جماهيره لكنه يعض على الجرح ولا يكشف سر عدم تقدمه للحصول على كأس مجلس الوزراء, لأن الجنرال قاسم سليماني يقف مع المالكي, والحكيم يخشى أن يُغضب سليماني”.
قلت لضميري وإن كان توقعك صحيح لماذا يخشى الحكيم سليماني هل لازال يضن انه لاجئ عنده أم ماذا؟
جماهير المجلس الأعلى وبعض اللاعبين الصقور في الفريق ينتقدون المدرب ويتمَنَون وجود رئيس للنادي حتى يشكونَ إليه المدرب وتقاعسه في إحراز اللقب, لكن مع الأسف المدرب بنفس الوقت هو رئيس النادي ولايستطيع أي مشجع أو لاعب أن يعترض أو يقدم شكوى.
وعلى هذا التكتيك البائس سيخسر فريق المجلس الأعلى حتى كأس بطولة 2018 وجماهيره من الآن بدأت تترك المؤازرة والتشجيع في ضل تعنت المدرب وربما يبقى المدرب في البطولة المقبلة وحده بدون جماهير وبدون لاعبين, ويذهب كل شخص لحال سبيله.
مسك الختام نتمنى أن يجلس المدرب مع لاعبيه وجماهيره جلسة نقاش ومصارحة ومكاشفة ولو لمرة واحدة, حتى يسمع منهم ويُقوم نفسه وفريقه بغية تحقيق الفائدة للجميع.
وإن رفض وتعنت, فعلى كابتن الفريق ومحبوب جماهير المجلس الأعلى المهندس باقر جبر الزبيدي, أن يخرج ويُشكل فريق جديد أسمه “أنصار المرجعية” ويستقطب معه صقور المجلس الأعلى عزيز كاظم علوان ومحمد اللكاش وجلال الدين الصغير وجواد البزوني و بليغ مثقال أبو كلل وغيرهم خاصة شباب الداخل الذي عشق المجلس عن صدق ولم ينتمي اليه من أجل مصلحة وغنيمة ومكاسب كما أنتمى اليه الكثير من الإنتهازيين في إيران ك هادي العامري وقاسم الأعرجي ومعين الكاظمي والبياتي والطائي والديوان والخفاجي وغيرهم.
وحسب معرفتي سيكون هذا الفريق صاحب القدح المعلى في الإنتخابات المقبلة ويحرز كأس بطولة مجلس الوزراء, ولأول مرة سيكون رئيس وزراء من جنوب العراق وبالتحديد من مدينة العمارة التي يطلق عديمي الأصول “المكطمين” على رجالها لقب “الشروكية”.
وبنفس الوقت سيكون رئيس الوزراء لأول مرة في تأريخ العراق من أنصار مرجعية النجف الأشرف, وأول رئيس وزراء شيعي وليس بتري محسوب على الشيعة وهو ليس منهم, لكي ينصف المذهب وينصف جنوب العراق المضظهد مع أبنائه الشرفاء.
والله من وراء القصد.