لا يخفى على المتطلع من منهج المجلس الأعلى وقياداته، وتراثه الثّر والمصحوب بدماء الشهداء، ولا أعتقد أن هنالك قوة عسكرية وتنظيم أكبر أو أقوى منه، بل على مد ثلاثة عقود الماضية كان هو المتصدر.
من مساوئ القدر أن بعض سياسيوا الصدفة يتهجمون على المجلس وقيادته المحنكة، وخلال هذه السنة ونصف الماضية كانت أكثر وحشية، والأسباب متعددة! منهم من يريد الشهرة، وهو مطمأن من عدم الملاحقة، ومنهم من يريد التسقيط السياسي! كما جرى مع السيد عادل عبد المهدي من أجل المنصب !
أتعجب من بعض الطفيليين! من كان قبل سقوط النظام البائد لا يساوي خردلة، واليوم هو نائب في البرلمان، ويتكلم ويتبجح وهو لا يعرف أبسط أبجديات الكلام، وبعظهم معتوه أتت به الصدفة، بعد إنضمامه الى أحد التيارات العريقة، وهم لا يعرفون تاريخه المملوء بالفساد الاخلاقي والخلقي، وبعد إنكشاف أمره تم طرده! وكان له ما أراد، فصعد بأصوات هو ليس جدير بتمثيلها، إضافة للمؤهل العلمي الذي لا يساوي يوم جهاد في الأهوار، أو بات في العراء وهو حامل سلاحه يتنظر الشهادة بمحاربة البعث الكافر، والمحير في هذا كله لماذا المجلس الاعلى؟ هل لأنه يقف خطوة واحدة من كل الأطراف، ويمسك العصا من الوسط وبقوة؟ أم أنه ديدن الفاشلين، ليجلبوا لهم الأضواء! التي فقدوها بعد أن طردتهم الكتل التي كانوا ينتمون لها؟ وإتهام المجلس بالفشل ونعته بشتى النعوت! ومعلوم أنه لم يشارك في الحكومة السابقة بأي وزير! لأنه عرف أن هذه الحكومة وحسب رؤيته الثاقبة فاشلة، وهي كذلك، ومن خلال المعطيات أثبت صحة ما كان يعرفه، من خلال المعرفة الواسعة التي يتميز بها المجلس وقياداته ورئيسه، واليوم له ثلاث وزراء فقط، وباقي الكتل لها أكثر منه، والفساد في باقي الوزارات يزكم الأنوف، ولم يتصدى لهم أي أحد! اليس الامر مقصود؟ وفيه كثير من المغالطات، ويحوي بين طياته الغموض! الذي يحتاج الى أجوبة خاصة.
سياسة الإعتدال التي ينتهجها السيد عمار الحكيم، وبعقليته المتفتحة تخيف خفافيش الظلام، الذين نهبوا العراق وأفرغوا ميزانيته، وسرقوا أمواله بعقود مزيفة، وبعضها وهمية! ليفتحوا بها بنوك في الخارج وليس داخل العراق، كي لا يقعوا تحت طائلة القانون، الذي سيحاسبهم يوما ما، وأهم من ذلك يريدون بقاء الأمر كما هو عليه، لتبقى السرقات مستمرة! .
الوزارات التي مسكها المجلس الأعلى ثلاث فقط، النفط بعد أن كان ينتج المليوني برميل، بات اليوم ينتج اربع ملايين برميل يومياً! أين وجه الفساد؟ ولو أريد الدخول في مفردات الإنجاز لما يكفي ثلاث صفحات، والعالم كله يشهد بنجاح الوزير عادل عبد المهدي، والنقل حقق أكثر من منجز يشهد له العدو قبل الصديق، حيث حقق للميزانية أموالا، ربي وحده يعلم أين كانت تذهب، والى أي جيب! .
الرياضة والشباب وزارة ليس فيها منتج، بقدر ماهي تخدم فئة الشباب، وتنمية القدرات الرياضية، وهي أول وزارة تنقل الصلاحيات وتخرج من قيد الحكومة المركزية، لتنقل للمحافظات وتكون بمستوى المسؤولة وغير مقيدة، إضافة للسمعة التي سعى على تعزيزها مع الفيفا، ورفع الحضر عن ملاعبنا وإشراكنا في المسابقات الدولية .
إن تلبية نداء المرجعية بالجهاد الكفائي، والمشاركة الفعالة في سوح القتال، كان للمجلس القدح المعلى، وهو الذي حارب صدام في ثمانينات القرن الماضي، وله عديد من المقاتلين يفوق التصورات، والأجنحة الثلاث متمركزة في مواقع خطرة جداً، وأعطت الشهداء تلو الشهداء، فهل لهؤلاء الرعاع جندي واحد يقاتل كما يقاتل أبناء التيار الحكيمي ؟
من يريد أن يصعد على أكتاف المجلس، عليه أن يقدم الدليل الواضح على السير عكس الاتجاه، وملفات الفساد على من يمتلكها يقدمها للقانون، لتأخذ مجراها وتحقق العدالة، لا الصاق التهم جزافا! ولو كان لدى المجلس مسلحين، كما لباقي التيارات! لما تجرأ احد من هؤلاء السذج والعاقل تكفيه الاشارة .