سقط نظام صدام فاعتقدنا أن الظلم والحرمان والحرب والمعانات انتهت بسقوط الدكتاتور وحزبه , ولم نتوقع يوماً أن صدام سيأتي غيرة الإلف من المجرمين وان أحزاب كثيرة ستظهر بدل حزب البعث , كنا نتأمل نحلم لكن بعد فترة قليلة تلاشي أحلامنا نحن ابناء العراق لنجد أنفسنا إمام أحزاب دكتاتورية أكثر قمعاً وظلماً من حزب البعث , ونجد مجرمين أكثر قسوة من صدام , ونجد لصوص بالإلف بدل العشرات .
بعد حزب البعث تشكلت أحزاب إسلامية(سنية وشيعية) وكردية وعلمانية كان لأحزاب الإسلامية السيطرة الأكبر على السلطة خاصة (الأحزاب الشيعية) وكان الشيعة هم الأغلبية في البرلمان ومجالس اغلب المحافظات لكن لأسف رغم أنهم الأغلبية ألا أنهم لم يقوموا بخدمه الشيعة وتعويضهم عن سنوات الحرمان التي عاشوها في ظل سيطرة حزب البعث بل بالعكس دمرت المدن أكثر وأكثر , هدر للمال العام (سرقات بالمليارات) فازداد الفقر والحرمان والعوز , انتشرت العشوائيات في كل المدن العراقية باستثناء الشمال , قتل عشرات الألف جراء العمليات الإرهابية , دخل العراق في حرب مع مجرمي داعش الذين وجدوا في المحافظات الغربية ملاذ لهم ووجدوا من الأغلبية من ابناء تلك المحافظات التأييد لقتل الأبرياء من ابناء العراق .
أصبحت مدن العراق خاصة في الجنوب والوسط خاوية تملوها صور الشهداء , الخدمات معدومة خاصة الصحية , التعليم , الكهرباء , الماء , الطرق , وكل ذلك بجهود الأحزاب الإسلامية من مرتزقة الخارج والذين هيمنوا على السلطة منذ عام 2003 إلى وقتنا الحاضر أي عام 2018 , دورات انتخابية عديدة وصل فيها ألصوص والمجرمين إلى السلطة في العراق , فدمروا وسرقوا وقتلوا باسم الدين والمذهب.
في هذه الأيام أصبح السباق الانتخابي على أشده , دخل هذا السباق الألف من الأشخاص (نساء ورجال) منهم من كان في السلطة وغالبيتهم من مزدوجي الجنسية ومن أعضاء الأحزاب الإسلامية الذين استولوا على مليارات من أموال العراق , إضافة على سيطرتهم على الوزارات والمراكز الحساسة في الدولة ونحن نعرف نواياهم مسبقاً, ومنهم من دخل السباق لأول مره ولا نعرف نواياهم لحد ألان , طبعأ النواب السابقين كونهم استولوا على أموال العراق فأنهم يملكون أموال كبيرة أهلتهم لفتح مكاتب انتخابية في أرقى المناطق , فضلاً عن دعاية انتخابية بملايين الدولارات , أما المرشحين الجدد فاغلبهم لا يملكون الأموال الكافي لدعايتهم وليس بإمكانهم فتح مكاتب انتخابية للحصول على الأصوات وهنا تبرز المشكلة . أما البرامج الانتخابية فهي شبه معدومة لكن الوعود حدث ولا حرج .
طبعاً بعد كل ما لحق من دمار وخراب في البلد جراء حكم الأحزاب الإسلامية أصبح الكل ينادي بالتغيير وعلى صوت المرجعية في النجف الأشرف من اجل التغير وعدم انتخاب لصوص ومجرمي البرلمان وكذلك مجالس المحافظات (المجرب لا يجرب) وهذا يعني عدم انتخاب من كان في السلطة من جربه الشعب لعدة سنوات ولم يحقق له الغايات المطلوبة لكن لأسف أن الكثير من العراقيين خاصة الشيعة الذين عانون من ظلم وجور حكومات الأحزاب الإسلامية طيلة السنوات السابقة والذين ينادون (هيهات منا الذلة) و(يا ليتنا كنا معكم) ويسيرون مشياً على الأقدام أيام أربعينية الأمام الحسين (ع) , والذين يتبعون المرجعية الدينية في النجف نجدهم يتوافدون على مكاتب لصوص البرلمان ويسجلون أسمائهم وعوائلهم وأرقام بطاقاتهم الانتخابية وهذا ما أراه بعيني عند مروري على مكاتب أعضاء البرلمان في الإدارة المحلية أو مكاتبهم في صوب الشامية أثناء ذهابي للكلية , وهذا كذلك ما تحدثت لي به احد صديقاتي التي اضطرت أن تعمل في احد هذا المكاتب بسب عدم حصولها على تعين وهي التي تحمل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر , فضلاً عن قيام أعضاء البرلمان بفتح صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بك بأسماء مختلف ومنها محبي النائب (؟؟؟؟؟) إعلام النائب(؟؟؟؟؟) أصدقاء النائب (؟؟؟؟؟) خادم الشعب , صفحة ابن العراق …….الخ , كما قام النواب بوضع شريحة مؤقتة لاتصال بالناخبين تغلق بعد نهاية الانتخابات مباشرة .
في الختام نستنج من كل ما ذكر انه الأحزاب الإسلامية المسيطرة على الساحة السياسية في العراق لأسف لن تفقد سيطرتها وسيكون أعضائها هم الأغلبية في البرلمان القادم بفضل الأموال والدعاية القوية وبفضل الألف من الجهلة والوكية والانتهازية وعبدت الأحزاب الإسلامية الذين لن يطبقوا أي كلمة من كلمات المرجعية , ولن ينفذوا ما ينادي به الشرفاء من ابناء الشعب العراقي الذين خرجوا في مظاهرات عديدة ينادون بالتغيير من اجل العراق . بل سيفذون ما تملي عليهم الأحزاب المتنفذة والتي ينتمون اليها وسيرفعون شعار جديد من اجل بقاء أحزابهم مسيطرة على العراق وشعبة ألا وهو (المجرب يجرب) .