23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

استغلت عبارة” المجرب لايجرب” المنسوبة للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، في انتخابات العام 2018م.

إختلفت التفسيرات حينها، وجعلتها الأحزاب الجديدة شعاراً لها للحصول على أصوات الناخبين، وتحل محل أحزاب أو مرشحين سابقين، وتعزيزاً لتفسير مقولة وكيل المرجعية :”من جرب المجرب حلت عليه الندامة”، ليتم اختصار العبارة لاحقاً إلى “المجرب لا يجرب”، وتتحول إلى شعار انتخابي للأحزاب والائتلافات والكيانات السياسية المشاركة في تلك الانتخابات، ووضعت على صور تم تمزيقها بهذه الذريعة لنواب سابقين أو مسؤولين حكوميين، وأجاب السيد مقتدى الصدر أحد أنصاره على هذه المقولة وقال: “سنعمل على ذلك بكل ما آتانا الله من قوة وحب لدى الشعب العراقي، ويجب ألا تُكسر مقولة المرجعية بأي صورة من الصور”.

 

ارتفعت في وقتها أصوات عديدة ، وإنشغلت برامج ونشر كتّاب مقالات في تفسيرها، وتضاربت الآراء حسب المواقف السياسية، واستخدمها مرشحون جدد لحصد أصوات الناخبين، فيما أكد مكتب المرجعية إنها واضحة للجميع، وإن تفسير الأحزاب والكيانات غير صحيح، وبعض التفسيرات لتشويه رأي الناخبين، وعليه اختيار الكفوء والنزيه، وعلى هذا الأساس كانت كتلة سائرون من الجدد وكما يقولون وفق مبدأ المرجعية والسيد مقتدى الصدر “شلع قلع”، بعد تجميد كتلة الأحرار ومنعهم من الترشيح، فيما رأت أحزاب أخرى أن المقولة استخدمت لإسقاط أحزاب أخرى، وما تعنيه أن المجرب لا يجرب مرة أخرى، فمن جُرِّب بالإخلاص في عمله لا يحتاج تجربته ويجب أن يكمل دوره، أما من فشل فلا فرصة له مرة أخرى.

 

لم يرفع في هذه الإنتخابات شعار المجرب، بل سادت شعارات الدولة والعشيرة والمنطقة والعائلة والعقيدة والقح والكوخ وابن المنطقة والمحولة والتبليط كالعادة، وعاد مجربون سابقون شملوا بالشلع قلع ومتورطون بالفساد، وبرزت قوى شبابية وأخرى احتضنت الشباب، ومجربون نجحوا، وترك الخيار أمام المواطن، في اختيار يوصف بالمصيري.

ليس كل مجرب لا يجرب، وفي الحياة العامة لا نبيع ولا نشتري إلّا بمن نثق بتجربته، ولا يؤمن الوطن والعقائد والعبادات الا بمجرب يعطي كل ذي حق حقه، ولكن بعض المجربين لا يحتاج إثبات فساده الى دليل، وظهر عليهم الثراء الفاحش بعد أن كان كل منهم أجرب، ووصلت ببعضهم الجرأة بتهديد المراكز الإنتخابية بالإكتساح والإقتحام، سواء كان بالمال الذي إستحوذ عليه بالفساد، أو بطرق منها الترهيب للحصول على أصوات الناخبين، كي يعود هو ومن معه بالعراق الى مجرب أجرب، “لا تربط الجرباء قرب صحيحه.. خوفا على تلك الصحيحه تجرب”.