في كل جماعة من الجماعات تقريبا يجب إن تكون هناك جماعة ودية بالإضافة إلى وجود جماعات شريرة تختلف نواحي اهتمامهم من السياسة إلى الدين إلى الإدمان على المواقع الاجتماعية , ومن الشطرنج وشرب النارجيلة إلى الغناء , يرحبون بالقادمين الجدد ويبدون قلقهم وخجلهم حيال الأشياء غير المألوفة لهم.
ولما كان – المجتمع الجديد – مجتمع متحرك فنحن نتحرك معه أكثر مما اعتدنا , ويواجه الملايين منا دائما عادات غير مألوفة لهم مع انعدام الثقة المؤقت الذي ينتج عن ذلك بطبيعة الحال , ومع ذلك فهناك أقلية ينتفعون من هذه العناصر المثيرة للاضطراب والشغب , لكن ينطلق الأغلبية في الطريق إلى أعلى السلم وهم يواجهون مواقف اجتماعية جديدة بمستوى التحديات الجديدة .
إن الوجوه والأسماء الجديدة والبيئات الجديدة تزيد الضغط والتوتر ومن ثم يجب إن تتيح لنفسك فترة راحة وتلٌمس الطريق من حولك , مما اسماه الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس 1842-1910 م (حماسة الاستسلام الذاتي ) فقد كتب يقول : أذا منحنا قدرا معينا منها فان النتيجة ستكون واحدة دائما : سوف يختفي التمسك بالتقاليد وخجلنا وكسلنا وبخلنا .
أن المزايدات في السياسة والدين قبيحة , وهي أكثر قبحا في الثقافة وعند من ينصبون أنفسهم وعاظا في الناس , وقد آن الأوان لأهل المعرفة والاختصاص أن يردوا هؤلاء إلى الطريق القويم – الوسط , لان صلاح الروح هو صلاح الجسد وصلاح الجسد هو صلاح الروح وهما شيئان متلبسان يصحان معا أو يعتلان معا.
لكن المفكرين أو بعضهم قالوا : إن خير المجتمع يمكن تحقيقه بتضحية خير الإفراد , ونسوا إن الخير إنما يرسمه وينفذه الإفراد أنفسهم , وان الخير ليس له وجود ألا إذا كان خيرا يعود على الإفراد في المجتمع كله وأن الذي ينفع الفرد إنما ينفع المجتمع , وان المجتمع الذي ننادي بإصلاحه إنما ننادي بإصلاحه لخير إفراده ولإسعادهم , وسحقا للمجتمع الذي لا يكون فيه للفرد غير الشقاء , وقد صدق المهاتما غاندي ( -1948 1869م ) حين قال : ( في البدء يتجاهلونك , ثم يسخرون منك , ثم يحاربونك , ثم تنتصر) .