23 ديسمبر، 2024 8:59 ص

المجتمع كجسم الإنسان .. والإفراد خلاياه

المجتمع كجسم الإنسان .. والإفراد خلاياه

في كل جماعة من الجماعات تقريبا يجب إن تكون هناك جماعة ودية بالإضافة إلى وجود جماعات شريرة تختلف نواحي اهتمامهم من السياسة إلى الدين إلى الإدمان على المواقع الاجتماعية , ومن الشطرنج وشرب النارجيلة إلى الغناء , يرحبون بالقادمين الجدد ويبدون قلقهم وخجلهم حيال الأشياء غير المألوفة لهم.

ولما كان – المجتمع الجديد – مجتمع متحرك فنحن نتحرك معه أكثر مما اعتدنا , ويواجه الملايين منا دائما عادات غير مألوفة لهم مع انعدام الثقة المؤقت الذي ينتج عن ذلك بطبيعة الحال , ومع ذلك فهناك أقلية ينتفعون من هذه العناصر المثيرة للاضطراب والشغب , لكن ينطلق الأغلبية في الطريق إلى أعلى السلم وهم يواجهون مواقف اجتماعية جديدة بمستوى التحديات الجديدة .

إن الوجوه والأسماء الجديدة والبيئات الجديدة تزيد الضغط والتوتر ومن ثم يجب إن تتيح لنفسك فترة راحة وتلٌمس الطريق من حولك , مما اسماه الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس 1842-1910 م (حماسة الاستسلام الذاتي ) فقد كتب يقول : أذا منحنا قدرا معينا منها فان النتيجة ستكون واحدة دائما : سوف يختفي التمسك بالتقاليد وخجلنا وكسلنا وبخلنا .

أن المزايدات في السياسة والدين قبيحة , وهي أكثر قبحا في الثقافة وعند من ينصبون أنفسهم وعاظا في الناس , وقد آن الأوان لأهل المعرفة والاختصاص أن يردوا هؤلاء إلى الطريق القويم – الوسط , لان صلاح الروح هو صلاح الجسد وصلاح الجسد هو صلاح الروح وهما شيئان متلبسان يصحان معا أو يعتلان معا.

لكن المفكرين أو بعضهم قالوا : إن خير المجتمع يمكن تحقيقه بتضحية خير الإفراد , ونسوا إن الخير إنما يرسمه وينفذه الإفراد أنفسهم , وان الخير ليس له وجود ألا إذا كان خيرا يعود على الإفراد في المجتمع كله وأن الذي ينفع الفرد إنما ينفع المجتمع , وان المجتمع الذي ننادي بإصلاحه إنما ننادي بإصلاحه لخير إفراده ولإسعادهم , وسحقا للمجتمع الذي لا يكون فيه للفرد غير الشقاء , وقد صدق المهاتما غاندي ( -1948 1869م ) حين قال : ( في البدء يتجاهلونك , ثم يسخرون منك , ثم يحاربونك , ثم تنتصر) .

*[email protected]