يوم حقوق الإنسان هو مناسبة يحتفل فيها سنوياً حول العالم في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر. ولقد تم اختيار هذا اليوم من أجل تكريم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم 10 ديسمبر 1948 حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كان أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان.
وعند البحث في تاريخ العراق منذ ذلك الزمن وحتى يومنا هذا، لم أجد جيلاً حتى وانه يعاني من الظلم الاستهزاء بشخصه وعمله وكيانه، ولم يتعامل معه الآخرون على عقله في المساواة بالعمل، من حيث الكفاءة والخبرة التي يتميز بها الفرد، وليس ضمن الإساءة من الحكومة وأدوات عملها والمنفذون بها، بل أنه يعاني من المجتمع ونظرته السلبية الساخرة تجاه أي بشر له إرادة في تغيير نوع ما، ويمتلك عاهة أو إعاقة في جسده.
وبحثتُ في جيلي والجيل السابق القريب منه، وجدتُ المجتمع يسخر من الشخص الغير جميل او الذي يمتلك تشوهات في وجهه او جزء من جسده، نتيجة حادث لا إرادي تسبب بذلك، حيث سيعاني هذا الشخص في حياته من نظرة المجتمع الذي يعيش به، حتى يغتالوا عزيمته، بدل أن يمنحوه جرعات محفزة له في بناء الثقة بنفسه، وانهاء حالة القلق الصامتة التي يعيشها هو شخصياً، نتيجة ردة الفعل التي يتصورها من بعض الناس عندما يرغب أن يقوم بأمرٍ ما.
يعيش المسلوبون من حقوقهم حالة من التوتر والضغط النفسي الذي ينعكس على حياتهم الواقعية بسبب ردّات الفعل الجارحة لمشاعرهم، وأمثلة على هؤلاء، لون البشرة السمراء حيث يعاني اصحابها من السخرية والاستهزاء والتجاوز، اذا اراد ارتداء اي نوع من الملابس، ويقولون له (ميلوكلك لان انت اسمر)، وبهذه الحالة سلبوا جزء مما تشتهي نفسه في اللبس، واذا كان الأسمر راغباً أن يكون إعلامي، فلا يستطيع لأن المجتمع لا يحب ان يكون مذيعاً يظهر غير الأنيق جداً، كذلك اذا كان قصيراً او طويلاً، اضافة الى تسنمه المناصب في الدولة، لا يتقبلهم المجتمع عكس في العالم الغربي والمؤسسات العاملة هناك، حيث تمت مشاهدة مذيعا ورئيساً من الطبقة السمراء وعالماً من فئة ذوي الإعاقة، ولم ينبذهم المجتمع بل كان رحيماً معهم ملبياً لاحتياجاتهم، في وقت يطالب اغلب افراد المجتمع العراقي ان يكون كما في نظام الغرب.
إذا اراد المجتمع أن يرتقي ويكون متحضراً أكثر، عليه أن يتعامل بعدالة مع الجميع من حيث الكفاءة والعقل، وليس ضمن مبدأ الأحلى والأجمل، فكل منّا لم يكن مسؤولاً عن شكله، وجسده، لكنه مسؤولا أن يتحكم بعقله ويزوده بمعلومات تكفيه لتطبيق هواياته التي تخدم المجتمع بكافة أصنافه ولكافة المجالات.