17 مارس، 2024 9:00 م
Search
Close this search box.

المجتمع الدولي والموقف المنتظر منه في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

حماية ليبرتي هي حماية الكرامة المهدورة للقيم والقوانين والأعراف الدولية
المحميون دوليا يتعرضون لمجازر عديدة وتمارس على مرضاهم سياسة القتل البطيء وينقلون من محل إقامتهم إلى سجن لكي يقتلوا فيه كل ذلك وهم محميون بموجب القانون الدولي..؟
 فما بالك بالمواطنين العراقيين الذين لم يروا من الموقف الدولي إلا ضبابية قاتمة مفرطة..السجون السرية والتعسف والاضطهاد داخل المعتقلات والسجون..التهم الباطلة والمخبر السري..القضاء التابع وغير النزيه وخير دليل ما أثاره القاضي العراقي السابق رحيم العكيلي..انتهاكات حقوق الإنسان المتعددة في العراق..والإفراط في استخدام القوة..وتأطير الإرهاب بقوانين في وقت يعاني فيه العراق من الإرهاب..الخ.،كل ذلك وغيره ولم يبدر من المجتمع الدولي موقفا واضحا يتجلى في عدة خطوات منها زيارة ومراقبة السجون العراقية وتنمية مؤسسات الدولة كوزارة العدل ووزارة الداخلية وكل مؤسسات الدولة العراقية خاصة وزارة حقوق الإنسان التي يديرها أشخاص لا علاقة لهم لا بالإنسان ولا بحقوقه مطلقا.،ولقد بينت الحرب على الإرهاب وما تبعتها من مآسي إنسانية مر ويمر به النازحين والمشردين في العراق بينت مدى الضعف والهشاشة والفساد في مؤسسات الدولة العراقية وعدم صلاحيتها.،لم يصدر من المجتمع الدولي موقفا يدين ذلك أو مطلبا بفتح تحقيقات ومحاكمات دولية لكل من ارتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية والبعض ممن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية مستخفون بالقوانين والأعراف الدولية ولم ينكروا ذلك بل أعلنوه نهارا جهارا يشاركون اليوم في محاربة الإرهاب وغدا ينتهون من محاربة الإرهاب ليعودوا ويمارسوا الإرهاب من جديد.

تثيرني بعض التوجهات والآراء السطحية التي تنظر للأمور والأزمات من زاوية محدودة وبدلا من إيجاد حلول لها تبقيها سطحيتها على ما هي عليه أو تزيد من حدة الأزمة وتكسب الخارجين عن القيم والقوانين وقتا وفرصا وثغرات.،والأكثر غرابة في العراق انه لا هيبة لشيء على الإطلاق لا هيبة للدولة ولا القانون ولا البرلمان ولا القوانين والأعراف الدولية ولا هيبة ولا كرامة للأمم المتحدة حامية القوانين وحقوق الإنسان.

اليوم يتحدثون في الوقت الضائع عن مأساة اللاجئين الإيرانيين في مخيم أشرف سابقا سجن ليبرتي حاليا يتحدثون عن وضعهم الأمني والإنساني بعد عدة مذابح يندى لها جبين الإنسانية ونتمنى لحديثهم ومسعاهم هذا نضوجا اكبر لإنقاذ هؤلاء الضحايا من مخطط الإبادة المرسوم لهم منذ المطالبة بنقلهم من مخيم اشرف إلى سجن ليبرتي.،وكان من الواجب أن يكون هذا الحديث وهذه المساعي في وقت سابق قبل أن تقوم قوات التحالف الدولي بنقل ملف حمايتهم إلى السلطة العراقية في عام 2009 كان من الواجب في ذلك اليوم نقل ملف حمايتهم إلى جهة محايدة كقوة تابعة للأمم المتحدة أو قوة أمريكية تحت غطاء الأمم المتحدة وذلك لان الإدارة الأمريكية هي من تعهد بحمايتهم عند نزع أسلحتهم.،ويعلم الجميع بعدم أهلية السلطة العراقية لملف الحماية فلا حياد ولا مهنية وقد توعد حاميهم بالنيل منهم وفعل في اشرف وليبرتي وما زال يفعل وسيفعل.

ما يجب أن يكون هو هل فتحت السلطة العراقية تحقيقا انتهاكات حقوق الإنسان والمجازر التي ارتكبتها قواتها وإدارتها ضد اللاجئين الإيرانيين في اشرف و ليبرتي هل حاكمت أو تعهدت بمحاكمة المجرمين على أفعالهم هل تملك السلطة العراقية الإرادة اللازمة للتحقيق والمحاكمة أو حتى الحماية..هل أعيدت ممتلكات اللاجئين إليهم وهل فتحت ملفات تحقيق حول سرقة ممتلكاتهم علنا..ألم تكن تصريحات وزير حقوق الإنسان العراقي مؤخرا تحريضية على العنف والقتل.،وما دامت العراقيل أمام نقلهم إلى بلد ثالث قائمة هل يتحول سجن ليبرتي إلى محل إقامة لائق بهم.،وماذا عن حمايتهم وكرامتهم وحقهم الكامل في الحياة اللائقة بالإنسان ماذا عن حماية أرواحهم وهل المطلوب لحمايتهم سلاح وهل سيكفي السلاح لحمايتهم أمام القدرات العسكرية الهائلة المتأهبة لإبادة أشخاص عزل على مساحة 500متر مربع.،من المؤسف أن يكون الأمر بهذه الرؤية البسيطة التي لم تجهد نفسها للوصول إلى حل أفضل.،إن من يريد حمايتهم عليه أن يضغط للحصول على تشريعات ملزمة بحمايتهم وإعادتهم إلى مخيم أشرف وبعدها يكون المجتمع الدولي أمام خيارين إما وضع قوة دولية محايدة لحمايتهم أو إعادة كامل أسلحتهم وأموالهم إليهم على أرض مخيم أشرف ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم ضد أي هجوم محتمل ويعد مخيم أشرف الأفضل من حيث المساحة و البنى التحتية وفرص الحماية والأمان هذا إذا كانت البنى التحتية على حالها السابق قبل نقلهم منه.،وما على المجتمع الدولي اليوم إلا أن يعلن بصراحة ووضوح عن مسؤوليته الكاملة عن اللاجئين الإيرانيين في ليبرتي وأنهم محميين بموجب القانون الدولي تحت مظلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ونظرا لخصوصية وضع هؤلاء اللاجئين وعدم حيادية السلطة العراقية يقر المجتمع الدولي بإحضار قوات دولية محايدة لحمايتهم حتى يتم البت في أمرهم.،كما على السلطة العراقية التي لم تبدر منها بادرة حسن نية حتى الآن أن تبدأ بإجراءات محاكمة مرتكبي المجازر في أشرف وليبرتي وعلى الجهات الدولية المختصة فتح تحقيقات شفافة وعاجلة بذلك.

لا يحتاج اللاجئين في ليبرتي اليوم إلى تحركات كتلك التي سبقتها بخطى هادئة غير مكترثة خاصة في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العراق وتصاعد دور الإرهاب فيه ووجود قوات عسكرية إيرانية غير منضبطة بشكل واضح على ارض العراق..يجب أن تتسارع الخطى من اجل إنقاذهم والحيلولة دون وقوع مجازر أخرى وإعادتهم إلى أشرف هي مقدمة مشروع الحماية حتى يتم نقلهم إلى بلد ثالث.،حمايتهم هي حماية الكرامة المهدورة للقيم والقوانين والأعراف الدولية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب