18 ديسمبر، 2024 9:42 م

المجتمع الدولي أيضا لايثق بالنظام الايراني

المجتمع الدولي أيضا لايثق بالنظام الايراني

حملات الاعتقالات والاعدامات في إيران في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ظاهرة إعتاد عليها الشعب الايراني ولاجديد فيها إذا ما جاءت تقارير وأنباء جديدة بشأنها، لکن الانباء والتقارير الاخيرة حملت معها شيئا جديدا ـ قديما وهو إنها قد ترکزت على المنتمين لمنظمة مجاهدي خلق أو المتعاونين والمتعاطفين معها، منظمة مجاهدي خلق التي أعلن قادة ومسٶولوا هذا النظام مرارا وتکرارا عن إنها صارت شيئا من الماضي ولم يعد لها من دور وتأثير في داخل إيران، لکن عندما يتم العودة مجددا للمنظمة والترکيز على نشاطاتها المعادية للنظام فإن لذلك أکثر من سبب ومبرر.
ترکيز حملات الاعتقالات والاعدامات على المنتمين لمنظمة مجاهدي خلق أو المتعاونين والمتعاطفين معها، قد سبقتها قبل ذلك حملات إعلامية مکثفة ضد المنظمة ودورها في داخل إيران خصوصا بعد إقتران الانتفاضتين الاخيرتين في ديسمبر2017، ونوفمبر2019، بإسمها وعدم تمکن الاجهزة القمعية والامنية من إخمادها بسهولة، ولاسيما بعد أن لجأ أنصار مجاهدي خلق الى تأسيس معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة ووحدات المقاومة التي إضافة لدورها التوعوي السياسي الفکري الهادف وتنسيقها مع شرائح الشعب الايراني المختلفة من أجل إدامة وإستمرار الاحتجاجات بوجه النظام، والذي يثير حالة الخوف في أوساط النظام إنه ومع الذکرى السنوية الثانية لإنتفاضة نوفمبر2019، فإنه يتخوف من إندلاعها مجددا خصوصا وإن کل الشروط اللازمة لها متاحة ولأن لأعضاء وأنصار مجاهدي خلق دور کبير في شحذ همم الشعب ضد النظام فإنه من الطبيعي أن يتم إستهدافهم کجهد لاطائل من ورائه من أجل الحيلولة دون إندلاع الانتفاضة بوجه النظام.
بعد شهرين من تنصيب ابراهيم رئيسي وتشکيل حکومته، فإن حالة الغليان الشعبي المتصاعدة تتزايد وتتضاعف في ظلالها التحرکات الاحتجاجية ونشاطات معاقل الانتفاضة، ويأتي هذا في وقت يبدو النظام وکأنه عاجز من تحقيق أي هدف له من المحادثات النووية ولاسيما بعد الرفض الصريح للشروط التعجيزية التي يضعها وبشکل خاص رفع العقوبات الدولية عنه وإستمرار عزلته الدولية تبعا لذلك ولايبدو هناك مايمکن أن يضع ثمة أمل للنظام أو تفاٶل بالمستقبل.
الازمة الخانقة التي يعيشها ويواجهها النظام الايراني والتي من أسبابها إنه يواجه رفضا شعبيا داخليا غير مسبوقا ونشاطا إستثنائيا للمقاومة الايرانية ضد في الداخل والخارج وعزلة دولية، ليس هناك مايدفع للثقة بأن النظام سيتمکن من التصدي لهذه الازمة ومعالجتها وإنقاذ النظام من سيره نحو الانهيار، خصوصا وإنه ليس الشعب الايراني لوحده هو من لايثق بهذا النظام بل إن المجتمع الدولي أيضا صار لايثق به ويجد في خطرا وتهديدا على الامن والاستقرار.