23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

(المجاهدون) يحرمون اللحوم البيضاء ويحلون الحمراء

(المجاهدون) يحرمون اللحوم البيضاء ويحلون الحمراء

كان الوقت ليلا حين جاءوا بالرجل مكبل اليدين ، مكمم الفم ، معصوب العينين .. ألقوا بجسده النحيل على أرضية من البلاط الفاخر ، قال كبيرهم : منذ متى وضعتم القيد في معصميه ؟ أراه مجالدا لايأبه بالقيد رغم أني أرى آثاره قد أكلت محاسن معصميه ورسمت خطوطا حمراء يعلوها صدأ بلون الدم لم يتبدل منذ أن خلق الله آدم ثم أخرجه من جنة صحبة زوجته وهي تأكل ( تفاحة ) مسمومة بالسيانيد الشيطاني ! الى أرض شرعت فيها قوانين القتل وإستباحة الحرمات … قال ” السيد المنفذ ” متفاخرا بما أنجزه من ( جهاد ) : رغم صعوبات واجهت ( ولدنــــه المجاهدين ) إلا أننا حصلنا عل ( فيل ) يبيض ذهبا من عيار24 أقترح أن” نحلبه حلبا ونقطه قطا حتى نجهز على أملاكه فهو لايستحق لأنه ناصبي حلال الدم مستباح المال ، وتلك فتوى شيخنا المجاهد ولارجعة عنها ، متعنا بعلمه ومد في ظله الوارف ونوره الذي ملأ ما بين المشرقين “! .. رن هاتف أحدهم ، لم يجب للوهلة الأولى .. رن مرة ثانية فثالثة فرابعة حينها رفع هاتفه قرب وجهه الكريه وقال : أهووووو هذا هم يريد حصته ، قال آخر ( صكه ) لنكف من شره ، فالشركاء في أزدياد ، وفوق هذا كله حصة الشيخ ( الحجة ) قدس سره الشريف ! .. توجه أثنان من ( المجاهدين ) صوب الشخص المزعج .. طرقوا الباب بلطف لم يألفه صاحبهم ، خرج اليهم بلباسه الداخلي ! فقال : بشروا ! العملية نجحت ؟ في هذه الأثناء أنطلقت ( تكة ) خفيفة ( تك ) من مسدس صوب لوجه ( ابو حيدر ) فأرداه قتيلا في الحال ، – عادي جدا – أنطلق المجاهدون بسيارة ( ليلى علوي ) الى (وكر ) قد أنفضت فيه صلاة المغرب والعشاء .. يقع قرب كنيسة لم يعد لها رواد سوى رجل عجوز فضل عدم الرحيل مع الراحلين (طوعا ) مع خليلة عمره ( أم رامي ) . خرجت أم رامي لترى مالذي حصل ، أشارت بيدها شاكية الى ربها فقالت : رحما ك ربي لم يعد في العراق أمان بعد الآن ! ، قفلت راجعة الى زوجها قائلة : أتصل ( بالولد ) شوفهم شلونهم ؟! حبيبتي الولد هسه بتركيا مايمهم شي .. أدخلي الآن وكأنك لم تري شيئا ( أحنه شعلينه مسلمين بيناتهم ) ، في العودة الى ذوي الوجوه الكريهة من ( المقاومين ) … ألو هذا رقم أبنكم عبد الحميد ؟ بعد لاتسألون عليه ! ، أنطلقت ضحكات حقيرة صاحبها فرك راحات تتوسم فدية كبيرة من أبي عبد الحميد التاجر في سوق الشورجة ومقاول المباني المشهور .. رن الهاتف فلم يجب أحد ، ثم رن ورن ورن حتى نفذت البطارية من الشحن ( الجهاز مغلق حاول الأتصال في وقت لاحق ) علم الوالد المسكين بالحال الجديد – كل هذه الأحداث والأم لم تعلم بعد بخبر ولدها – وحين عادت للبيت سألت زوجها أين عبد الحميد ؟ لقد قرصني قلبي وقلبي لايكذب ، أين عبد الحميد ؟ أريد أبني .. خرت المسكينة وهوت على الأرض دون حراك .. أسرع الحاضرون المترقبون لنجدتها ، ولكن قدر الله وما شاء فعل .. فارقت الأم الحياة وهي لن تتجاوز الأربعين بعد . صبرا فهناك امر آخر بإنتظاركم ، فالموت لم يجف وهناك المزيد …. هذا ما أخبرني به صديقي الطيب (أبو يحيى) الذي قتل ولده غدرا في العام 2006 أيام الطائفية التي أججها الملعون أسود الوجه والقلب ( الأشيقر) لابارك الله فيه ولا في يومه ، إذن الولد قتلوه بعد أن أخذوا الفدية .. الأم فارقت الحياة .. البيت ( إنهجم ) .. وكل الذي يحصل سببه الكلب أبن الكلب بوش الملعون ومن بعده النشال المحترف بريمر النذل وكل من جاء معهم من حرامية وطائفيين وخونة ..لعنة الله عليكم واحدا واحدا كبيرا كان أم صغيرا لاأستثني أحدا منكم ، بيننا وبينكم الله الذي يعلم السر وما أخفى بيننا وبينكم القوى المتين .. بيننا وبينكم الأرواح التي أهقت والأموال التي نهبت والأرض التي أجدبت ، والحرمات التي أنتهكت ، فهل لكم الأستطاعة في تحمل كل هذه التظلمات ، أم تراكم تعولون على شفاعة الولي الأحمق ( والأمام ) الذي أهلكه الله بسرطان القولون وفيروز الأيدز …. سننتظر ونرى من ذا الذي سيضحك أخيرا .