15 أبريل، 2024 12:03 م
Search
Close this search box.

المجال الحيوي لحدود العراق مع او في سوريا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

بأستثناء ذوي العلاقة في ” الجيوبوليتيك – الجغرافية السياسية ” , وكذلك المتخصصين والمتمرسين في العلوم السياسية والإعلام , وايضاً من ذوي سعة الإطلاع ونخبة المثقفين , فالكثيرون لا يمتلكون تصوراتٍ واضحة عن مفهوم ” المجال الحيوي ” في كلا جانبيه العسكري والسياسي تحديداً , وأرى أنّ في مؤدّى ذلك هو تقصير من وسائل الإعلام ومن المناهج التربوية التدريسية في تعميم المصطلح جامعياً , بالإضافة الى المتابعة الشخصية .

مبدئياً و نظرياً : فأنّ مصطلح ” المجال الحيوي ” هو حاجة الدولة لتوسيع حدودها على حساب دولةٍ أخرى مجاورة لِ : –

1 \ لأسبابٍ أمنيّةٍ وقائية يكون على إثرها احتلال مساحةٍ ما من اراضي الدولة المجاورة بغية إبعاد مديات نيران المدفعية والصواريخ قصيرة المدى , وايقاف التقدم الأفتراضي والأستباقي لقوات تلك الدولة والتصدي لوحدات جيشها المتحركة او المتقدمة , وإبعادها عن اراضي الدولة الأصلية , بجانب ما يترتب عن ذلك من نفوذ وفرض أمرٍ واقع , ومنافع اخرى يمكن المساومة عليها في المستقبل البعيد .

في الأربعاء الماضي 3\11 تطرّقت مقالتنا ” في هذا الموقع ” وبعنوان < لماذا لا نطلق الرصاص على داعش >عن سبب إتخاذ العراق موقف المتفرج وعدم فتح النار على مقاتلي داعش وهم على مسافة 5 كيلومترات عن الحدود العراقية حيث تتحشد قوات عراقية كبيرة من مختلف الصنوف , وبالأمس إطّلعنا على اخبارٍ تفيد بأنّ القطعات العراقية تقدّمت 50 متراً .! داخل الأراضي السورية واحتلت فيها 30 مخفراً مهجورا بعدما انسحبت منها ” قسد – قوات سوريا الديمقراطية ” إثر هجوم داعشي , وهذا الأمر ” الحلو – المر ” يدفع ويجر للتساؤل العاجل والساخن عن عدم قيام الحكومة العراقية بالشروع في التقدم الى اكبر مسافة ممكنة داخل الأراضي السورية والقضاء على الدواعش هناك والذين لا يزيد عددهم عن 1% او اقل بكثير من عديد الجيش العراقي والقطعات المتجحفلة معه هناك , وعلى أن يتم ذلك بأبلاغٍ مسبق للقيادة السورية التي سيسرّها ذلك , علماً أنّ المقاتلات الأمريكية او طائرات التحالف ما انفكّت تقصف الدواعش في تلك المنطقة ومنذ ايام , أي أنّ أيّ تقدّم للقوات العراقية في المنطقة السورية المحاذية للحدود العراقية له ما يبرره على الصعيدين الدولي والأقليمي , بالأضافة الى تأمين استباقي لعدم ايّ اقتراب مفترض لداعش والدنو من الحدود العراقية من مسافةٍ بعيدة .

وإذ بذلك ” لو حدث ” فأننا ننجز وننفذ ” المجال الحيوي ” للحدود العراقية وتأمينها من اية اختراقاتٍ مفترضة ومحتملة الوقوع , لكنما بجانبه الأيجابي وليس بصيغة الأعتداء والتجاوز على اراضي دولةٍ مجاورة .

وَ بِبُعدِ نظرٍ ابعد نظراً .! فيتوجّب على الحكومة العراقية أن تنظر الى ” المجال الحيوي ” بأبعد من ذلك , فماذا لو ” مثلاً ” سقط النظام السوري وسيطرت فصائل المعارضة السورية على سدّة الحكم في الشام , فكم سيكون لأية حكومةٍ عراقية من نفوذٍ وتأثيراتٍ ستراتيجية على هكذا اوضاعٍ سياسية مفترضة , وهي بمجملها في صالح العراق .

لكنّما , وبالرغم من طرحنا لتطبيق نظرية وستراتيجية ” المجال الحيوي ” والتي نراها تتطابق مع رؤى وزارة الدفاع وقيادة العمليات نظرياً , لكننا نستبعد على الإطلاق أن يدنو تفكير الحكومة العراقية وسيما قادة احزابها الدينية , من والى هذا المستوى الستراتيجي لتأمين الحدود العراقية وإبعاد شرور الدواعش , وقد بات كلّ مواطن يدرك مديات إنشغال وانهماك احزاب السلطة في ازقة الآفاق الضيقة والمظلمة , ويأنف المرء في خوض التفاصيل .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب