23 ديسمبر، 2024 2:56 م

المجالس الحسينية بين كنوزو المعرفة والبدع المتخلفة

المجالس الحسينية بين كنوزو المعرفة والبدع المتخلفة

مما لامشاحة فيه ان الله اصطفى ال محمد على خلقة وجعلهم حجة على عباده:(إنما يريد الله لذهب عنكم آلرجس أهل البيت  ويطهركم تطهيرا )الاحزاب:33والذين قال فيهم (وما ينطق عن آلهوى *إن هو إلا وحى يوحى) النجم:3-4 . سيدنا المصطفى (ص) : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما) صحيح مسلم ج7 ص123  سنن الترمذي  ج5 ص329  سنن الدارمي ج2ص 432  مسند احمد ج3ص 14 المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 / 110 ـ ج3 ص148. السنن الكبرى للبيهقي ج2 / 148 ـ ج7 / 20 ـ ج10 / ص114.وفي غيرها من المصادر وبالفاظ متعددة وقوله (ص):(مثل اهل بيتى كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلق بها فاز ومن تخلف عنها غرق)المستدرك على الصحيحين ج2ص373 وذخائر العقبى 20 والمعجم الصغير ج2ص84  وغيرها من المصادر وبالفاظ وطرق متعددة .

  وجعلهم (ص)ابواب لالف باب من علمه يفتح لهم من كل باب الف باب ..وهم مستودع للعلوم الالهية (اللدنية )فقد قال سيد الموحدين وامام المسلمين ومحي سنة  خاتم النبين (ص) :سلوني قبل ان تفقدوني فاني اعلم بطرق السماء من طرق الارض..والله لقد انطويت على مكنون علم لواطلعتم عليه لاضطربتم اضطراب الاريشة في الطوية البعيدة –أي اهتزاز الحبل الطويل في البئر العميق – وكما ورد فقد طأطأ كل عظيم لعظمتكم…وينحدرعنكم السيل ولا يرقى اليكم الطير..وقد اكد النبي (ص) بان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة .. وانه سيد شباب اهل الجنة وانه سبط من الاسباط وامام قام او قعد ووارث الانبياء والمرسلين ..وان نهضته (ع)هي امتداد لرسالته الخاتمة وتصحيح للانحراف وطلب للاصلاح في الامة (حسين مني وانا من حسين )ولو بسفك دمه وبذل ممهجته  فبكاه الرسول الاعظم  (ص) واقشعرت لمصيبته الراتبة اظلة العرش وبكته ملائكة السماء وتتجدد ذكراه ولاتمحى ابدا ومن هنا فقد اكد هل البيت وحثواعلى احياء امرهم وبيان محاسن سيرتهم للناس والامم كي يعرفوا فاضل اخلاقهم الكريمة وسيرتهم العطرة النبيله وينابيع علومهم العظيمة ويطلعوا على كنوز معارفهم الجليلة …لكن سيد الشهداء الامام الحسين تميز فقد ورد (كلنا سفن النجاة ولكن سفينة الحسين اوسع كلنا سفن النجاة ولكن سفينة الحسين اسرع ) ..بلى يجب على كل موالي وكل مسلم بل وعلى كل انسان حر.. ان يتفجع ويحزن مواساة للنبي واهل بيته لهول الكارثة وعظيم التضحية من اجل تحريرالانسان وحفظ كرامته من عبودية الطغاة …لكن مما يحز في النفس كثيرا ويعصرنا الالم عصرا شديدا  ان تختزل كل تلك القيم والمباديء في دائرة طقسية  مكرورة فقط ..بل ونلاحظ ان  يضرب بعرض الحائط بكل تلك النفوس القدسية والمناجم العلمية والمعرفية والماثر الاخلاقية الرفيعة  بل والتنكرا لها وعن عمد والاصرارعلى الاتيان باخبار مكذوبة ممجوجة وروايات تخريفية مشبوه ..مما لايتقبلها الانسان العادي لانها تحط من مكانته وتجرح كرامته ..  فكيف نلصقها بامناء الله على وحيه وحفاظ سنة نبيه وسادة العباد وساسة البلاد أئمة الهدى (ع) ..اي شقاء هذا واية حماقة هذه ان نضحي بالعصمة والسيرة الاسوة والقدوة  للبشرية كافة على اساس اثارة مشاعر الحزن  وتحريك عواطف الجمهور بالزائف من الروايات والمدخول من الاخبار ..على انها موجودة في كتب ومصنفات ..علما ان علماء الشيعة لاتدعي ان مصادرمصنفاتها الحديثية  هي صحاح كما عند اهل السنة  ..ففيها المدسوس وفيها المكذوب  وفيها السقيم الى جانب الصحيح ..فالزموا بوجب الفحص والتحقيق والتحليل ..وليس لنا ان نبتدع وناخذ بما هو مخالفا صريحا لنصوص المقدسة والسيرة المتشرعة (واذا قيل لهم آتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ماألفينا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباهم لايعقلون شيئا ولا يهتدون)البقرة:170 حتى اصبحت ظاهرة التطويح باجواء التخلف وبكل ماهو منحول ومتمحل ومفترى بل وفيه الكثير من الطعن والاسفاف بمقام وقدسية سيد الشهداء واهل بيته واصحابه الغر الميامين الاوفياء وعظمة النهضة الحسينية الفريدة والفذة والخالدة في تاريخ البشرية جمعاء بل والشامخة والمتجذرة في نفوس حتى غير المسلمين وينظروا اليها بكل احترام واجلال ويجعلوا منها منارا في مقاومة الظالمين ومدرسة للحرية وقبلة للثورة  ورائدة للبطولة وبوصلة في التضحية ..الخ رغم جهود  وممارسات كل انظمة الطغيان اموية وعباسية وعثمانية ..ووهابية وصدامية وابواق مرتزقتهم من وعاظ السلاطين  … فالحسين ثار الله .. ووترالله الموتور حيث وقف ساعة وباقية الى قيام يوم الساعة ..اقام عروش واطاح بعروش  ..وهو الخالد على مر الدهور المخلد في النفوس  .. فالعجب كل العجب  ان يرتقي قراء  منبر الهداية الحسني  ويجعلوا منه وسيلة ترديد رتيبة مستهجنة تشدخ بنهضة الحسين وتشوه سيرة اهل بيت العصمة  وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ..!!  وامة الاسلام عامة وشيعة ال محمد خاصة  في اشد الظروف محنة واقساها خطرا ونحن امام تحديات مصيرية كبرى ..وقد ادلفنا على الالفية الثالثة بكل ارهاصاتها وافاقها التكنولوجية وابعادها التواصلية ولكن البعض يلوك كلمات سخيفة  تبعث على التندر والسخرية  فما اجدر بنا ان نصوغ مجالسنا ونغير لغة خطابنا بما يتناسب والنصوص المقدسة والنظرية القرانية في التبليغ (اية النفر من سورة التوبة )ومكانة اهل البيت ومنطق العقل وثقافة وفلسفة العصر(لكل مقام مقالة )و(كل يوم في شأن) ..بتنزيه مجالس الحسين مما يخدش في بركات عطائها وجزيل فاعليتها وسربقائها وحتى لانغرد خارج السرب ونعطي المبرر لكل من يتصيد في المياه العكرة ان يجعل من رموزنا وثورة سيدنا سهاما موجهة للطعن والقدح فيها اويستغلها لبث سمومه والتذرع بالنكاية بها… واخيرا يجدربنا ان تكون شعائرنا وممارساتنا الحسينية مرتقية الى مستوى  سليل الانبياء وابن بنت رسول الله سيدنا ومولنا الحسين (ع) وتبقى ثورة الحسين  ندية عطرة متبرعمة  تأتي اكلها كل حين باذن ربها لانها تخرج من دائرة الذات الى افاق الفكرة.. وهي مشروع مفتوح للتغيير.. ويبقى الحسين انشودة الهية علوية ..وترنيمة نبوية قدسية.. وصرخة علوية مدوية ..وفاجعة انسانية حزينة..ملئت الدنيا وشغلت الناس.. وحتى ظهورالمصلح الاكبر المهدي (عج)  

ونعوذ بالله من سبات العقول

احقرخدام الشريعة الغراء واصغر خدام سيد الشهداء 

[email protected]