23 ديسمبر، 2024 3:42 م

المجالس الحسينية بين النهج الرسالي وظلامية النهج الفارسي

المجالس الحسينية بين النهج الرسالي وظلامية النهج الفارسي

حدثني أحدث الأصدقاء ، قال : دعاني أخي الى حضور مجلس عزاء في داره ، وقد وصلت متأخراً لوجود مريض عندي ، وبعد أن إنتهت وجبة العشاء ، سألت هل هناك مجلس عزاء ؟ فأخبرني أخي أن مجلس العزاء قد أقيم بعد صلاة المغرب وقبل وجبة العشاء ، وأضاف لو جعلنا مجلس العزاء بعد وجبة العشاء لأنصرف أكثر الناس بمجرد تناول الطعام ولتركوا مجلس العزاء الحسيني .
تركت صديقي وسافرت مع نفسي وبدأت أسألها كيف وصل الناس الى هذه الحالة ؟ ولماذا أصبح الناس لا يرغبون بالحضور في المجالس الحسينية ؟ وأصبح الدافع للحضور أما حياءاً من صاحب الدعوة ، أو من أجل الفوز بوجبة أكل ، أو من اجل الرياء .
وهل السبب في الناس وأنهم أخلدوا الى الدنيا رغم إدعائهم حب الحسين وترديدهم لشعاراته ؟ أم أن السبب في الدعاة وهم الخطباء والروزخونية الذين لم يكن هدفهم الدعوة للحسين وثورته ونشر الوعي بين الناس ببيان أهداف الثورة وهي الأساس الرصين لمواجهة كل الظالمين على مدى الدهور وفي كل البقاع ، بل كان هدف هؤلاء الخطباء الإستئكال بأسم الحسين وإستغلال هذه الشعائر والمجالس لتحقيق مصالحهم ، أو مصالح جهات حزبية أو دينية يرتبطون بها ، وهكذا فإن هؤلاء الروزخونية والخطباء ووعاظ السلاطين هم أحد الأسباب المهمة في إبتعاد الناس عن مجالس الذكر الحسيني ، وفي عدم إستفادة المجتمع من هذه المجالس مع حظورها ، لكونها أصبحت مجالس مملوءة بالدعوة للتفرقة والطائفية ، وتمثل إبتعاداً عن طريق وهدف الإمام الحسين عليه السلام ، ولهذا ترى الناس يبتعدون عنها ، وترى المجتمع لا ينتفع منها ، ولايوجد لها أي أثر في الإرتقاء بأخلاق المجتمع . وهذا ما أشار له المرجع العراقي السيد الصرخي في إحدى محاضراته ( أين أئمة المنابر ؟ أين الروزخونية ؟ أين الروزخونيون ؟ ليتعلموا كيف يرتقوا المنبر ، وكيف يؤثروا في الآخرين ، وكيف يرضوا الله سبحانه وتعالى والنبي وأهل بيته ، ويضيف سماحته : كلكم في فراغ .. كلكم في سفسطة .. كلكم في ضعف .. ليس عندكم إلا العويل ، والسب ، والحقن ، والشحن ، الطائفي ، والتكفير ، واللعن .. لا يوجد من يتعض .. لايوجد من ينتصح .. ليتعلموا .. ليغيروا المنهج ) . ونصيحتي للناس أن تبتعد عن وعاظ السلاطين مهما كانت عناوينهم ، فهم السبب في كل خراب للدين والدنيا ، ولنعيش نهضة الإمام الحسين عليه السلام في رفض الظلم والظالمين مهما كان إنتماؤهم .