تذكرنا ايام شهادة امير المؤمنين علية السلام بوصاياه التي دخلت التاريخ الانساني فاجبرت جميع الامم للكتابة عن عدالة وانسانية واخلاق هذا الامام الذي رسخ جميع القيم الانسانيه والسماوية في تصرفاته واذكر هنا وصيته لاولاده وهو على فراش الموت في كيفية التعامل مع قاتليه
حيث قال (عليه السلام) مخاطباً لآله وذويه :
«يا بني عبد المطلب! لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون: قتل أمير المؤمنين ، ألا لاتقتلن بي إلاّ قاتلي، انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة ، ولا يمثّل بالرجل ، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور)
فهذه الوصية هي قانون ودستور سنه علي عن السماء في كيفية التعامل مع القاتل (واكد القاتل وليس الانسان البرئ) في حرمة القتل على الهوية وان لايقتل الا الجاني وحرمة التمثيل بجثة الجاني (واوكد التمثيل بجثة الجاني وليس البرئ )واي جاني انه اشقى الاولين والاخرين وقاتل من ؟ انه قاتل سيد الموحدين, فقد نهى علي علية السلام اولاده التمثيل بجثته لانه عليه السلام التزم بقول الرسول عليه الصلاة والسلام (اياكم والمثلة ولو بالكلب العقور) فهذا حكم شرعي صادر عن الرسول هو حرمة المثلى بالكلب العقور (والكلب العقور هو كل كلب يهاجم الناس او الانعام ويعقر بطونها اي يشق بطونها وينطبق عليه الكلب المصاب بداء الكلب), فقد عبر الرسول عن بشاعة ظاهرة التمثيل بالجثث حيث نهى عن التمثيل بجثة حيوان نجس في نظر الشريعة بالاضافة الى صفة كونه عقورا وطبق علي علية السلام هذا النهي بحق قاتله اشقى الاولين والاخرين.
وهذا الحديث يقودنا الى موقف المرجعية الدينية الصامت جراء الانتهاكات التي تعرضت لها اجساد القتلى في كربلاء من انصار رجل الدين محمود الصرخي حيث قتل الجرحى و حرق القتلى ومُثل بجثثهم في ارض كربلاء المقدسة وفي شهر الله رمضان , فبغض النظر عن الخلافات وعن من هو الظالم ومن هو المظلوم ومن هو المعتدي ومن هو المعتدى عليه بغض النظر عن هذا كله فلماذا صمتت المرجعية الدينية عن ظاهرة التمثيل بالجثث وحرقها وسحلها في الشارع على ايدي القوات الحكومية ؟ لماذا لم تصدر بيان تشجب فيه هذه الاعمال المخالفة للانسانية والشريعة السماوية ؟ اليس وظيفة المرجعية الدينية هي تربية الامة على الاخلاق والالتزام بتعاليم الاسلام والمذهب ؟ اليس وظيفة المرجعية هو تصحيح انحراف الامة عن جادة الصواب ؟ اليس وظيفة المرجعية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ واي انحراف واي منكر اكبر من التمثيل بالجثث وحرقها وسحلها في ارض المقدسات كربلاء الحسين وفي شهر الله .
ان صمت المرجعية تجاه هذه الجرائم والمخالفات للشريعة ووصايا امير المؤمنين تشكل منعطف خطير في توجيه الامة بالاتجاه المخالف لاحكام الشريعة فسكوت المرجعية يعني امضاءها وموافقتها لهذه الاعمال وبالتالي تعطي الجواز والاباحة الشرعية للامة للتمثيل بالجثث وحرقها وهذا الصمت يعبر عن حرف وتحريف وبدعة في الشريعة الاسلامية وتحريف لمبادئ المذهب التي ربانا عليها ائمة اهل البيت عليهم السلام فلابد للامة الالتفات لهذا الخطر المحيط بالاسلام والمذهب من داخل المذهب ومن نفس رجال الدين فلابد للجماهير المؤمنة مطالبة المرجعية بالاعلان عن موقفها تجاه هذه الجرائم التي حدثت في يوم الثالث من رمضان تجاة اجساد القتلى من انصار رجل الدين محمود الصرخي وان اختلفوا معه في كل شي