الاحتلال الأمريكي الايراني المزدوج للعراق عام ٢٠٠٣ بمباركة اسرائيل وبسبب رعونة القروي صدام حسين كان نقطة تحول مهمة في منطقة الشرق الأوسط ، حيث كشف حلف الصاد (صليبي – صفوي – صهيوني) أوراقه لأول مرة ووضعها على الطاولة ” وعلى عينك يا تاجر ” !! .. فكانت المليشيات الشيعية التي دخلت العراق بعد الاحتلال من جارة السوء ايران تقف مع القوات الصليبية الأمريكية والبريطانية جنباً الى جنب في نقاط السيطرة وتخرج دورياتهم المشتركة لاعتقال وقتل المقاومين من العرب السنة في منطقة أطلقت عليها أمريكا اسم المثلث السني التي قُتِلَّ فيها أكثر من ٩٥% من قتلى وجرحى القوات الأمريكية … كل هذا حدثَ بمباركة المرجعية الشيعية في النجف وايران للإحتلال الصليبي !! هذا تاريخ لا مجاملة فيه ، رُفعت الأقلام وجفت الصحف ..
على الرغم من أننا قبلها ” شممنا رائحة ” كريهة جداً تفوح من ” المطبخ ” الاسرائيلي عام ١٩٨٦ عندما اضطرت الادارة الأمريكية ولأسباب داخلية أن تكشف عن تزويد اسرائيل للخميني بالأسلحة الفتاكة بين الأعوام ١٩٨٢ – ١٩٨٦ فيما عُرِفَ حينها بفضيحة ايران – كونترا (نفس الأعوام التي ذبحت فيها منظمة أمل الشيعية الفلسطينيين في مخيمات لبنان !) .. إلا انَّ مساعدة أمريكا وفرنسا لايصال الخميني لحكم ايران عام ١٩٧٩ لم تكن حينها كل الأوراق مكشوفة على الطاولة إلا بعد ٣٨ سنة ، أي عام ٢٠١٧ عندما رفعت الحكومة الأمريكية السرية عن بعض الوثائق من المباحثات التي جرت أوائل ١٩٧٩ ولمدة اسبوعين متواصلة بين الخميني وفريق المخابرات المركزية الأمريكية ال CIA في باريس لترتيب تسليم الخميني حكم ايران وطرد الشاه !!
أما خروج الشباب والشابات الشيعة حصراً دون غيرهم في مناطق وسط وجنوب العراق منذ ٣٣ يوم (الأول من شهر أكتوبر) ولحد الآن ضد الحكومات الفاشلة الجاهلة التي نصبتها ايران وأمريكا في العراق منذ احتلاله قبل ١٦ سنة وهم يواجهون الرصاص الحي الذي يطلقه عليهم خُدام المشروع القومي الفارسي من مليشيات ايران بصدور عارية ويصرخون ” توقف يا تاريخ عن وصفنا بخونة الأمة ; نحن مَن قال الله فينا : يُخرجُ الحيَّ مِنَ الميت ! .. نحن ابناء المستطيل الشيعي مَن سيخرج المحتل الايراني البغيض من العراق .. نحن مَن سيبني الدولة المدنية العلمانية في العراق التي تكره اسرائيل وايران ودول الغرب الصليبي (أمريكا ، فرنسا ، ألمانيا ، بريطانيا ، ايطاليا وغيرها) أن تراها قائمة كما يكرهون العمى وأكثر !!
أما لماذا استطاع أجداد هؤلاء الأبطال من الشباب والشابات الشيعة أن يقولوا لا بعد أربع سنوات فقط للدولة الفاشلة التي انشأها علي بن أبي طالب في الكوفة ، دولة ” لقد سئمتكم وسئمتموني ” كما وصفها علي نفسه ، أو دولة ” لقد حكمَ علي الأمة فما أفلح ” كما وصف مؤسس مدينة بغداد أبو جعفر المنصور فترة حكم علي (راجع مروج الذهب للمسعودي) !! .. بينما أخذ من هؤلاء الثوار ١٦ سنة ليقولوا لا لدولة الخرافات والهلوسة الدينية الفاشلة التي انشأها علي خامنئي في العراق .. السبب لذلك يعود الى مساندة يهود أصفهان ودول الغرب الصليبي الى ايران ، مما أطال معاناة أهل العراق .. أعانكم ونصركم الله يا أهل العراق ..
ملاحظة خارج النص: خروج أبطال المستطيل الشيعي بوجه الطغاة والسراق والفاشلين الذين لا يجدون سوى زيادة عدد أنواع المحابس في اصابعهم ورصيدهم في البنوك .. جعلني والله للمرة الأولى منذ سنين عدة أن أرفع رأسي وأقول أنا عراقي ، رغم حملي لجواز سفر أمريكي وبريطاني !!