19 ديسمبر، 2024 9:43 م

المثقف ومحاربة الطائفية

المثقف ومحاربة الطائفية

اتفق عدد من المثقفين العراقيين الذين يعيشون غي العراق وخارجه ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي .
اتفقوا على تأسيس جمعية حملت اسم (بغداد الفتاة) وهي جمعية مدنية تهدف لتوحيد الخطاب الثقافي باتجاه تعميق الحس الوطني وتنظم ألان حملة بعنوان (معا ضد الطائفية) .
وقد اصدر المثقفون المؤسسون للحملة بيانا حمل عنوان (نحو عراق مدني ومتسامح ) تلخص في نقاط وأهداف أساسية تؤكد على إن احترام المواطن فوق كل اعتبار ومهما كانت انتماءاته وتوجيه الخطاب إلى السياسيين وبوضع مصلحة البلاد قبل مصلحة الطائفة في أي قرار يتخذ ومراجعة الفقرات الخاصة بالطائفية في الدستور العراقي وتعديلها لتناسب مجتمعا مدنيا متسامحا .
مذكرين في البيان على إن الطائفية عنصرية وقوانين العامل المتحضر تعاقب على السلوك العنصري الطائفي وكذلك أشار البيان إن الدم العراقي هو الجرم الأكبر في بلادنا ونحمي العراق بالانتماء إلى العراق وتعزيز المواطنة وعلينا أن نعمل معا من اجل وقف نزيف الدم ولنتذكر تلك الأعداد من الضحايا والأرامل واليتامى والمعاقين والأمهات الثكالى بسبب العنف الطائفي .
وأشار المؤسسون إن المثقفين استشعروا بخطر الطائفية وما ينتج عنها من حروب أهلية وبادروا لتوحيد الخطاب ويبدو ان هناك حراك يومي لجمع التواقيع لمثقفين في شتى صنوف المعرفة ومن كل بقاع العالم وتحضيرات لعقد مؤتمر موسع لتحديد برنامج العمل المشترك واليات الضغط المجتمعي بوسائل متنوعة لتثقيف الشارع بخطورة انعكاسات الصراع السياسي الطائفي على وضع المجتمع .
ما يحسب للمثقفين في هذه الحملة تأكيدهم  إنهم ليسوا طرفا سياسيا ولا يستهدفون جهة سياسية مشيرين إن دعواتهم المدنية للإعلاميين والمثقفين لتبني خطاب وطني في عملهم ونبذ الطائفية .
فمن الملاحظ ان الطائفية أخذت للأسف تدخل في نسيج الحقل الثقافي  والإعلامي  وفي ذلك خطر كبير مما يتطلب وقفة استرجاع لدور المثقف المتنور من اجل مراقبة السياسيين وتنبيههم لأخطائهم في تبني الخطاب الطائفي الذي يحاولون ان بجذروه في عموم المجتمع العراقي .
وما يدعو للفخر إن أعدادا من المثقفين ومن مختلف دول العالم انظموا إلى الحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي مؤكدين على أهمية المشاركة الفاعلة والجادة للمجتمع المدني للمطالبة بسن قوانين تحرم حتى السؤال عن الدين والطائفة مع الاستمرار في فعاليات سلمية تهدف لمناهضة الطائفية عبر الوسائل السلمية المتاحة
ونعتقد إنها بادرة تمهد لخروج المثقف عن عزلته وأيضا تأكيد انتماءه إلى قضايا شعبه المصيرية والحساسة بعيدا عن التهمة التي ألصقت به وهي السلبية والسكن في برج عاجي يكتفي بالنقد الاستعلائي والحوار الفوقي مع إقرانه دون الأخذ بزمام المبادرة عسى ان تكون هذه الخطوة نقطة الشروع في مد جسور التعاون بين المجتمع المدني والمثقفين الذي ينتظر منهم التخلي عن الانهزامية والتشتت لتأسيس جبهة تصد حضارية تضع أولويات بناء المجتمع المدني في المقدمة وتتناسى المشاكل الفرعية لان البلد يعيش أزمات التصدع  وانهيار القيم الوطنية بهرولة اصحاب النفوذ نحو تحقيق الانتصارات الذاتية والحزبية ولم يتبق من رهان على إعادة ملامح المجتمع المدني ذات الهوية الوطنية إلا تكاتف المثقف مع المفكر مع الأستاذ الجامعي مع الناشط المدني لإيقاف زحف التخلف والسلطوية .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات