19 ديسمبر، 2024 8:08 ص

المثقف وساحة التحرير …

المثقف وساحة التحرير …

التظاهرات الوطنية التي انطلقت من ساحة التحرير في بغداد واستجابت لها ساحات التحرير في المدن العراقية, وضعت المثقف العراقي وجهاً لوجه امام صرخة الألم والرفض التي اطلقتها حناجر بواسل الأنتفاضة, اين ينبغي ان يقف, على هامش طائفيته التي هرست عظام الكلمة, ام مع الوجع العراقي … ؟؟؟.
 
كم تمنينا ان يبحر احفاد جلجامش في اعماق تاريخهم الى حيث حقيقتهم الرافدينية, من هناك تبدأ مسيرة خلودهم ليكتشفوا ان جدهم جلجامش حي خالد في ساحات المدن العراقية, وتمنينا ان يعودوا سومريون على جبين التاريخ الكوني, كما كانوا لا تشوه طلعتهم الحضارية غيوم خريف المتأسلمين, تاريخهم يستغيث بهم من ساحات التحرير, ليعيدوا كتابته وحقوقه وثوبه المعرفي.
 
هل يليق بمثقفينا الأكتفاء بكتابة مقالة بعجالة الوجبة السريعة وشعبنا الآن ينفض عباءته من اغبرة التحاصص الطائفي العرقي , تتوحد مكوناته من داخل ساحات التحرير, يوقعون عهدهم لبغداد بالحارق من شمس العراق الغاضبة, متى يحين الوقت لتتوحد رموز الثقافة الوطنية, ليخرجوا بجلدهم من كيمياء الأستنساخ الأخلاقي في مختبرات المقاول فخري كريم زنكنة, وتُحرر ايادي المتبقي من جيوب الأقليم الشمالي, ثم يتنفسوا برئـة العراق الواحد, للثقافة الوطنية سلطتها الأخلاقية, في ان تسحب عن مدعيها عفن الأستجمام في الخمسة نجوم, وحقها ان ترميهم خارج مناخات التاريخ الوطني للثقافة العراقية, عندما يصبح للأنتهازية والوصولية والنفعية مقدساتها الروحية, فعلى الثقافة الوطنية ان تقول كلمتها.
 
هل للمثقفين ان يتوحدوا حول الحد المقبول من المشتركات الوطنية, ان يفتحوا ثغرة في جدار الأنغلاق والتشرذم ويرفضوا ان تتحاصص طاقاتهم المعرفية والأبداعية ثقافات المزابل الطائفية القومية, ان يبحثوا عن الحقيقة ويقولوا الحق ويرفضوا ان تجير كلمتهم اعلانات لبضائع نافقة في مزادات الفساد الطائفي, نشتم هذا ونمتدح ذاك وجميعهم يفترسون الوطن في وليمة التحاصص, آن الأوان ان يلتقوا في ساحات التوحد الثقافي المعرفي الأعلامي خلف وحدة الحركة الجماهيرية التي سبقتهم في وعي الأنتفاضة… ؟؟؟.
 
صيغة من نقطة الحد الأدنى, تربط خيطها بأخرى في بحبوحة من الأستقلالية الواعية والتفاهم والأنسجام الصداقي , مبادرة متواضعة وليس موجة يستطيع ضيقي الأفق القفز على ظهرها, البعد المعرفي لا تتسع له برك النرجسية, لا يوجد من لا يخطأ في مثل الفوضى والأرباك وتصادم الحراك الذي يغلف الواقع العراقي, البعض يتعلم من البعض مع تجنب ان يكون المبلل بأوحال الأرتزاق رفيق درب, الكلمة الهادئة الواعية النافعة اكثر قوة وايجابية من عواء الف ذئب انتهازي.
 
يجب الا يُكثر من اخذ التجارب السلبية مثالاً, يمكن ان تُتخذ عبرة على قارعة الفعل البناء, انتفاضة الشارع العراقي هي القدوة والمثال الذي يُقتدي به, و وعي عفويتها دليل عمل, المثقف تنويري نهضوي في معارك الوعي, وهنا يجب اختيار وتحديد الهدف قبل اطلاق كلمة المشتركات.
 
في الداخل العراقي ردة فعل وطنية, فجرتها تراكمات الفساد والأرهاب واخطار التقسيم, يقابلها نشاط محموم من الدسائس والوقيعة والألتفاف يتصدرها المعتق من رموز فساد العملية السياسية, من تجاربنا المريرة, اذا ما التقي النجيفي وعلاوي والحكيم مع المطلك وانبثق عنهم وفد لمقابلة رئيس حكومة الأقليم, ترافقها جولة للسفير الأمريكي وتصريح مشبوه “ان يكون التقسيم حلاً” ــ وهذا ما يحدث الآن ــ فقل (هناك من يسلق للعراق وشعبه وجبة جديدة من البيض الفاسد) هذا ما يدعو الوطنيين من مثقفي العراق الى الأستنفار موحدون والوطن مقدسهم  .
 

أحدث المقالات

أحدث المقالات