23 نوفمبر، 2024 12:53 ص
Search
Close this search box.

المثقف والتلِ

المثقف والتلِ

اذا أردت أن تكون قائداً عليك أن تضع وتصنع مشروع لأمة ومن ضمن موقعك الذي تعمل به ,وعليك أن تصارع الذات وتتغلب عليها من مغريات الهوى ,العراق يحتاج الى وقفة وموقف لكل من يستطيع أن يؤثر في تغيير الاخرين ويرشدهم للطريق الصحيح واقناعهم بما عليهم عمله من حقوق وواجبات في هذه المدة الحرجة التي يمر بها البلد ,عليه أن يشرح ويوضح حجم التحديات والصراعات وعمق الازمة ,وكيف تسير الامور وبأي أتجاه ؟لا أن يعيش بواديٍ يصنعه لنفسه ومن معه يعيشون في واديٍ آخر,مهمة المثقف لديه مشروع يريد أن يوصله للناس بطريقةٍ ما بما يتناسب مع مستوى ادراكهم وفهمهم ,عليه أن يختار اللغة المناسبة والوقت المناسب لطرح أفكاره ورؤاه ,لقد أجريت قبل فترة قصيرة لمجموعة من المثقفين استطلاع للرأي وأستبيان حول الدور الذي يمكن أن يلعبه المثقف في المعترك السياسي ضمن حركة الاصلاحات التي من المفترض ستنقل واقع العراق من حال لحال آخر والله أعلم ,ماهو دوره في هذه الامواج المتلاطمة بين الشد والجذب وكلاً يغني على ليلاه وليلى لاتقرلهم وصل بذلك ؟كان الاستبيان عبارة عن اسئلة وجهتها اليهم دون معرفتهم بصلب الموضوع جميعها تصب في سؤال جوهري أين يقف المثقف ؟ومن أين ينطلق في هذا الحراك؟ كان جواب اغلبهم قاسي جداً بأستثناء واحد منهم ,وهو ليست مهمتنا أن نخوص الصراع مع الطرف الآخر وننشر الوعي والمعرفة لأن نسبة كبيرة من الناس ترفض النصيحة وأرشادهم للصواب ,وعلينا الصعود على التلِ والنظر من بعيد للمعركة والنزول للشارع عندما تنتهي الازمة , أي خطاب ومنطق هذا الذي يتحدثون به ؟ ماقيمة المكتبات ورفوفها المليئة بالكتب وبأختلاف مصادرها وهي لاتحدث أثراً في نفس القارىء وتدفعه لأن يتخذ موقف جراء مايعيشه ؟المثقف الحقيقي هو المؤثرفي الامة على أمتداد التأريخ ,والذي تخشاه الانظمة المستبدة لأنه يكشف زيف حكمهم الفاشل الفاسد ,وترعاه الحكومات المحترمة لأنه يقوي من وجودها بأعتبارها عامل من العوامل الفاعلة في عملية الاستقرار,فكم من مثقفٍ تعرض للتنكيل والتهديد والقتل والاقصاء ؟ وحتى وصل الامر بمن لايرغبون بدوره مارسوا بحقه التشويه والتسقيط لتلويث تاريخه والحاق بصمة غير اخلاقية به ,لأنه رفض مبدأ الانطواء والصعود على التلِ ,فقيمة ماعنده تتجلى بفكره النير في ترجمته لأضاءة الظلام ,فلا يمكن أن يكون هنالك تغيير دون مثقف وقائد ,وأن كان الطريق موحش ,فقول اميرالمؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) {لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه }.

أحدث المقالات

أحدث المقالات