8 أبريل، 2024 12:40 ص
Search
Close this search box.

المثقف .. مهمة وأداء

Facebook
Twitter
LinkedIn

ماذا يعني كتابة عمود صحفي اونشر مقالة في صحيفة من الصحف؟بعبارة اخرى مالدورالذي يؤديه المثقف بشكل عام من خلال كتاباته وماهي المهمة المفترض ان تؤديها هذه الكتابات؟..لانريد ان نخوض في تنظير اكاديمي في هذا الجانب،لكن ثمة امورقادني اليها التفكير في مدى فاعلية هذه المقالات في تغيير المسارات  نحو الارتقاء بواقع حياتنا اليومية نحو الافضل،وما مقدار استجابة المقصودين وتفاعلهم بما تطرحه هذه المقالات .الاسئلة المتقدمة اثارت في ذهني جملة من الافكارالمتعلقة بالدور الذي يؤديه المثقف من خلال اهتمامه بقضايا مجتمعه المختلفة واشكاليات واقعه اليومي وإبرازها الى المتلقي على اختلاف المستويات ودرجات المسؤولية وهو مانلخصه في النقاط الاتية:
1. المثقف بشكل عام يمتلك القدرة على المتابعة ورصد الظواهرالموجودة وتحليلها ومن ثم تشخيص اسبابها وتقديم صورة واضحة عن طبيعة هذه القضية او تلك المشكلة من خلال فهمه للواقع الذي يتعايش معه وبمايمتلكه من ادوات تمكنه من جمع جزئيات مبعثرة من المعلومات والأحداث والمشكلات ووضعها ضمن اطار يمكن المتلقي من تكوين مستوى من الفهم والتصورلطبيعة مايحدث هنا وهناك .
2.هذه الصورة التي يقدمها المثقف لها أثرها في توليد وعي اجتماعي له انعكاساته في خلق ارضية من التفاعل الايجابي نحو معالجة مختلف الاشكاليات بذهنية واعية بعيدا عن العشوائية الناتجة عن الفهم القاصر.
3. من المؤكد ان مايعرضه المثقف عموما والصحفي  بشكل خاص من خلال هذه المقالات يدخل بدون استئذان الى محل تواجد اصحاب القرار ومن يعنيهم الامرمما يوفر فرصة للإطلاع على القضايا المطروحة دون المرور بالحلقات الادارية الروتينية واتخاذ الحلول المناسبة بشأنها .
4. كلما كان الاثر الذي تتركه هذه المقالات في وعي افراد المجتمع وفي توجيه قرارات وسير اعمال القائمين على ادارة امور البلد ،كلما كان هذا الاثر كبيرا ومؤثرا كان انعكاسا لذلك التفاعل الايجابي  بين – هذا الثلاثي- الصحفي كأداة للتشخيص ،والمواطن المتلقي ،ومراكز القرار، وصولا الى تحقيق النتائج المرجوة في البناء الاجتماعي.اذ لابد من عين ترصد،ومجتمع يعي ،وادارة تستجيب.
5.غني عن البيان ان اول يفرضه الواجب على المثقف كصاحب رسالة تخاطب انسانية الانسان ان يتجرد مما يعلق احيانا في الذهن من انحياز او تعصب يبعده عن ممارسة دوره المطلوب في ابراز نقاط التلاقي والبحث عن القواسم المشتركة بين ابناء المجتمع،مما له الاثر الكبير في ايجاد بيئة اجتماعية تتلاقى فيها الاراء وتتوحد فيها الجهود نحو البناء والعمران واقامةالحياة على اسس صحيحة.فان كلمة اوجملة تطلق في الاتجاه المعاكس لها آثارها الخطيرة في خلق اوضاع من التفرقة والتجزئة ومااحوجنا في مثل هذه الظروف الى كل كلمة مخلصة هدفها احياء روح الاخوة وتوحيد القلوب لدى ابناء البلد الواحد، مهمة المثقف اليوم هي  هذه ،وهو جدير بها. فلتتوحد الجهود .والله الموفق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب