23 ديسمبر، 2024 1:15 ص

المثقف عندما يكون اسيرا للتنظير

المثقف عندما يكون اسيرا للتنظير

يعتقد البعض ان هناك طروحات يمكن تبنيها كخياربديل لمحاربة الارهاب والتكفيرمن خلال المدخل الثقافي و كان من بين من طرح هذه الافكارمفكرين عرب مثله المفكرالتونسي الطاهرلبيب وقديكون هذا الامرمقبولا اذا كان على قاعدة ثنائية السلطة والمعارضة في الاطارالديمقراطي تحت مظلة الشرعية والاستقرار السياسي ويبدو ان الطرح مثالي لكنه يفتقد للمنطق العقلي لاننا ببساطة نتحدث عن جبابرة لديهم خطاب عدمي خطاب مغموس بأيديولوجية الكراهية والدم واجتثاث الحياة من الجذور لذلك هكذا طرح فيه من الترف وكأننا نتحدث مع فصيل بشري يؤمن بلغة الحوارومن هنا نقول ان محاولات المثقف يمكن ان تكون مقبولة اذا تم تكييفها وفق قراءة فاحصة لحقيقة الواقع عابرة لمنطق الخطاب التنظري ولغة المكاتب البعيدة عن الميدان المحتدم بالقهروالدماء ولذلك حينما يفكرالمثقف العربي في تقديم رؤاه وتصوراته لغرض المشاركة في مجابهة الازمة واي ازمة لابدوان ينطلق من تفكيرمنهجي يستطيع فيه معالجة الازمة معالجة جذرية تخترق البنية القديمة التي سادت تلك المراحل المنقضية ولوعدنا الى دورالمثقف العربي السلبي على مدارتاريخنا المعاصرالذي لم يكن يوما  من الايام مساهما في التغييراوالاصلاح حتى حين شهدنا مشهد  سقوط جزء من جدارالبنية السياسية العربية القديمة متمثلة بسقوط عددمن الطغاة العرب في ماسمي بالربيع العربي اذن الحقيقة لم يكن المثقف العربي اوالعراقي اي دورفي تحقيق اي منجزتاريخي يتعلق بالاصلاح اوالتغييروكل ماكان يطرحه المثقف في هذه الجغرافيا الصاخبة هوطرح اسيرالتظيروبعيدا عن الواقع واي واقع؟!ولذلك يجب ان يكون الحديث الذي يتبناه بعض المثقفين العرب منطلق من قراءة موضوعية تستوعب طبيعة مايجري في الواقع من حقائق ووقائع يجاوره صياغة خطابنا السياثقافي وفق هذا التصوروالا مالفائدة من اجترارطروحاتنا السابقة وحتى اللاحقة طالما هي لاتلامس جوهرالازمة وكيفية تفكيكها لاسيما نحن نتحدث عن خطاب تكفيري تعسفي يلغي الاخرتماما ولهذا نقول ان اي مراجعة تاريخية لمرحلة زمنية شكلت نقطة خوف للافراد والجماعات لابد وان تخضع لدراسة مبنية على استحضاراسباب نشوء هذه الظاهرة العنفية التي تبنتها التنظيمات الارهابية التي لاتفهم الى لغة التصعيدوالوعيد وذبح الاخرالمختلف وهذا يعني اننا ازاء خطاب عدمي لانستطيع مواجهته بالثقافة اوالفكروكل من يطرحه اويتبناه انما يعبرعن مثالية بشعة تصطدم بتضاريس الواقع وارهاصاته ولذلك لابد وان نعودالى الاسئلة التي طرحها عالم الاجتماع الايراني المفكرعلي شريعتي قبل مدة من الزمن حول مسؤولية المثقف حينما قال (ان على المفكران يقوم بتحليل ذاته عندها يستيطع ان يعرف مجتمعه)وهذا مالم يفعله المثقفين العرب والعراقيين بشكل خاص وعليه فكرة التنظيرالمحسوب على جدلية ثنائية الموت والحياة وفق منهجية التفكيرالاقصائي العدمي الارهابي لابدان يخضع  بتفكير مواجهة الموت التعسفي بمنطق صناعة الحياة وحمايتها من العابثين والمجانين الذين يريدون صياغة الحياة الانسانية في اطارعبثية قراصنة الموت المولودين من رحم ذهنية الجغرافيا الارهابية واعتقادهم بأن هناك يوتوبيا لكل انسان مسلم متأتية من فكرة ان الله معهم والحقيقة ان الرب براء منهم والخطاب الذي يروج له انما نابع من ان هناك اسلام تعسفي صنع على مقايس العابثين وقراصنة الموت وبعض الدول المستفيدة من شراب الكراهية مثل السعودية الوهابية التي تعتقد انها بهذه الطريقة يمكن ان تأخرالتغييروالاصلاح الذي يدنومنها رويدا..رويدا ومن هنا نقول ان فكرة المجابهة بخيارالثقافة امرلن يصمد في ظل ذهنية شريرة لاتفكرالابلغة الموت والدم, ولكن يمكن ان نزاوج في صراعنا هذا مع الارهاب بدمج الثقافة مع القوة وهوالحل الامثل لمواجهة هذه العقلية المأزومة  الارهابية اينما تكون .