المثقف في المفهوم الاصطلاحي: ناقدٌ اجتماعيٌّ، “همُّه أن يحدِّد، ويحلِّل، ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل، نظامٍ أكثر إنسانية، وأكثر عقلانية”، كما أنه الممثِّل لقوَّةٍ محرِّكةٍ اجتماعيًّا، “يمتلك من خلالها القدرةَ على تطوير المجتمع، من خلال تطوير أفكار هذا المجتمع ومفاهيمه الضرورية”.
والمثقف … يمتاز بحس نقدي عالٍ وبوعي مهني مثالي , يؤهلانه لفهم تخرصات الفرق المارقة عن الإسلام , ومن ثم قراءة الواقع العراقي الحالي المخيف والمرعب في تطوراته وتداعياته , بسبب الأفكار التيمية المسمومة التي خلفت لنا منجزاً ثقيلاً من الإرهاب والتعصب والمآسي و التخلف , وحتى لا يصل المجتمع الى حالة اليأس والإحباط ، في ظل تكالب القوى الداعمة للمد التكفيري الهدام الذي شرعه ابن تيمية وتبناه خوارج العصر , وخلافتهم المزعومة التي أهلكت الحرث والنسل , صار دور المثقف في الأزمات والملمَّات محورياً وأكثر ضرورة وحتمية، لأنه يمتلك المؤهلات الفكرية والعلمية والأخلاقية والمبدئية للمساهمة في تصحيح الافكار وتنوير العقول وخوض النقاشات والحوارات العلمية فالمعركة هي معركة فكرية ضد المد التكفيري المارقي، وكما يقول المرجع الصرخي:
(…ونحن عندنا نقاش علمي وليس عندنا عداء مع الأشخاص وليس عندنا تدليس، نريد أن نقرأ الواقع ونتعامل مع الواقع والأحداث كما هي دون أيّ تدليس ونفاق وميل لهذه الجهة أو تلك، نريد مرضاة الله تعالى ونريد تنوير العقول وتقريب الأفكار والنفوس والقلوب، ونريد الاحترام والتقدير والسلوك الحسن والتصرّف الأخلاقي الإسلامي الرسالي بين المسلمين، هذا ما نصبوا إلى تحقيقه))
فالنخب المثقفة الحقيقية الواعية ترتفع برؤيتها وتحليلاتها ومواقفها عن التخندقات والًإصطفافات مهما كان نوعها، ولذا ينبغي عليها القيام بدورها المرسوم في توعية المجتمع والوقوف في خندق المواجهة الفكرية ضد داعش الخوارج.