23 ديسمبر، 2024 6:05 ص

المثقف العراقي والِامام الغائب؟

المثقف العراقي والِامام الغائب؟

قالوا ان العين مجرّد كاميرا ناقلة لما تصور والعقل جهاز لترجمة هذه الصور ..ثم يحصل الادراك و تجسيده للامور وتمييزها .لذلك نحن هنا نخاطب العقل لدى العراقي بسيطا كان ام مثقفا ليس عن طريق عقله فحسب بل عينه وأحاسيسه لانهما اللتان تصنعان الادراك . ايها السادة لا وقت متوفر كي نأخذ الامور بتؤدة , علينا ان نقتحم العقل العراقي واحاسيسه من خلال المشاهدات اليومية التي تراها عينه لتكون دليلا حسيا يوصله لادراك ما نقول ..العقل الواعي يرفض القتل الذي يمارس باسم الدين والمحبة!, ويرفض (القناعة ) السائدة عن النواصب والروافض , مالنا ومالهم ..لم نتعدى على صفات الله , هو موجود سبحانه وهو من يحاسب المخطئ, فلا يحتاجكم الله لتطبيق عقوبته وهو من سيحكم بين العباد بالعدل الذي كتبه على نفسه .. لا عقلية ترضى بعد اليوم بخرافة (  مسؤولية الولي الفقيه في إقامة نظام حكم اسموه إسلامي كيف يشاء حتى لو أمر الناس بالتوقف عن الصلاة والصيام والحج او حتى التوحيد !!),أي اسلام هذا و من أين جاؤوا به؟! لقد أوصلوا الفكر الشيعي للغرق ,فلا تخشوا (أولئك ) بعد اليوم  فالغريق لا يخشى المطر ثم هل رأيتم غريقاً في الماء يحترقُ ؟!  
لقد شارف الوقت على انتهاء دور القتلة والسفاحين وعليهم ان يبحثوا لانفسهم على اقرب (سبتتنك) ليرموا انفسهم فيها لأن دورهم  قد انتهى وسيرفضهم الشعب ويعاقبهم على جرائمهم اللا انسانية البشعة .هم (أولئك ) جعلوا العراقي يخطأ وجعلوا الخطأ سمة مسلما بها وطبيعية ! وهنا يأتي دورنا باعادة صياغة الامور اللامعقولة وتصويبها باخرى معقولة بيقين .. المثقف الشجاع بما يحمل من عقل متطور قادر على معرفة الخطأ والصواب ولقد ان الاوان لنرمي عباءة التردد والخوف من المواجهة ..خذوا مثلا سقراط حين طرح عدم معقولية العقيدة السائدة حينذاك بشأن الآلهة الاغريقية  قال له المعممون! ( متدينوا ذاك الزمن ):(ان آلهتنا تتعالى على الأفهام وهي فوق تصورات العقول التي تظل قاصرة مهما بلغت من قدرة على الفحص والتدقيق!) .. وهذا ما حاولت شرحه في مقالي السابق من ان المسيطرين على العقل الشيعي يفعلون ويسيرون  العقل العراقي بنفس ما قاله (المعممين ) عند الالهة الاغريقية و قد انتصروا عليه واوصلوه الى حالة الرضا باتباع اللامعقول من التطبيقات اللا ادراكية المركبة من غير ان يعطوه فسحة للجدل او السؤال .
لنسعى اذن لتشجيع الفهم العميق لدى العقل العراقي على السؤال والتعليل  لانه قاسى على مدة مئات السنين وتم حشوه باكاذيب و معتقدات وتقاليد خرافية بالية لا تمت للحقيقة بشء وجعلوها مفاهيماَ مسلماَ بها  وهنا يبرز دور المثقف العراقي من خلال سعيه  الدائم وراء اظهار الحقيقة والاهتمام بجعل مشاكل الحياة المعقدة أسهل على الفهم، اجتماعياَ وأخلاقياَ ليأخذ طريق الحكمة في سعيه وراء الحقيقة لا أن يكون بوقاَ رخيصا للمتخلفين, و لنجعلها مواجهة ضد المعممين وخزعبلاتهم من أجل ايجاد امكانية  يسمو فيها العقل العراقي عن الخرافات في سعيه لمعرفة الحقيقة فهل سنستطيع تغيير العقلية المتوارثة طوال مئات السنين وابدالها لتصبح حكيمة  وواعية؟ .. نعم ام لا ؟..نقول انه فعلا لأمر محل جدال لذلك نحن لا نتطلع عاليا قدر حبنا ورغبتنا وتمنياتنا للانسان العراقي في أن يمتلك عقلا واعيا يدرك الامور قبل ان يفعلها كانسان مسير وسنفرح بان اخذنا يديه لبداية الطريق السوي . لا ادعي انني افهم كل شيء او اعلم كل شيء عن حقيقة الامور لذلك اخاطب المثقفين العراقيين الذين ينتهجون هذا المسار الذين يرفضون مظاهر التخلف من عادات وافعال بالية  ان نتعاون جميعا لايصال العقل العراقي الى التمييز الذي اشتهر به ,مدركين أن لا تأثير فوري كبير سيحصل لكن ان نضع العقل العراقي على نهج الجدلية هو وحده يعد  نصف الانتصار الذي نسعى اليه. فلا أمور مسلمة بعد الان من غير وعي ونقاش ثم اقتناع  . تخلصوا من (فايروس) ايران كراعية لكم لأنها تعيش سكرات الموت حاليا واستبدلوها بما تمتلكون .. بلدكم وشعبكم ولنعد نعيش متاَخين..لنترك الحقد والكراهية ونستبدلها بالتسامح والاحترام ..
قال (أولئك الذين تعرفونهم) ان إرتباط الرسالة  السماوية و (الامامة ) ارتباط يجعل كل منهما قادرة على التأثير في حركة التاريخ، وهي قدرة تستمدها من مصدرها الِالهي،(كلنا يعلم ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام كانت وسيلة الارتباط لديه عن طريق الوحي, اما الأمامة فلا ارتباط واضح  ولم يستطيعوا ان يجعلوا الوحي قافزا على كل امام بعدما يموت الامام الذي قبله فغموها لانهم فشلوا في ايجاد سبب لوسيلة مقنعة للارتباط الالهي!! ), ثم افرغوا الرسالة المحمدية من محتواها واستبدلوها بالامامة وما صاحبها من خرافات نشاهدها يوميا !! وهكذا اوجدوا اماما يتّبع كلما مات امامهم ولما انتهوا ال 11 اماماَ لجؤوا لحيلة الامام الغائب الذي سيبقى غائبا كي يبقى وليّهم الفقيه مطاعا عمياويا بمنزلة الامام ! .. لكن كما يبدوا فلقد طال غياب الامام ال 12 مما جعل طاعة خامنئي نتيجة القتل والكذب وافقار الناس الذي مارسوه قد انتهت فلقد شهد عام 2016 تفتح العقول وضاقت النفس بما رحبت– ففي العراق مزقوا صوره وداسوها مع صور ربيبه المالكي بالاقدام وفي طهران يتظاهرون مطالبين باعدامه .وفي النهاية قولوا معي لا مجوس بعد اليوم ..لا مهدي منتظر نحن نعيش الواقع وواجبنا البناء لا التخدير وانتظار المجهول واذا ما جاء فحياه الله !, المهم لنتكاتف في بناء حاضرنا لا تدميره لنعد لشعبنا ولديننا من خلال القران الكريم الذي تعهد الله بحفظه  وكفى قتلا واتباع أعمى .