15 نوفمبر، 2024 4:47 ص
Search
Close this search box.

المثقف الذي تجاوز الطائفية

المثقف الذي تجاوز الطائفية

عندما تكون الإخوة بدون مصالح دنيوية نفعية فإن التشريع الإلهي الذي جعل المؤمنون إخوة يجد له مصداقاً يتحرك على هذه الأرض ، وعندما تكون الإخوة لله فسوف تتصاعد الأرواح الراقية في مراتب الرقي اللامتناهي لتتجاوز بذلك كل أمراض أهل الأرض ، فلا فرقة و لا اختلاف ، بل حب يسع الجميع ليعطي لنا أسوة حسنة ويذكرنا بقصص كنا نسمعها أو نقرأها بدت لنا أنها ستبقى في طيات الكتب ، وأنها رحلت مع تلك الكوكبة من المسلمين الأوائل ، وأنها أصبحت جزءً من التأريخ أو التراث ، لكن والحمد لله فقد خص الله بعض أفراد هذا الجيل بأن يشاهد ملحمة الأخوة الإيمانية التي يراها الآخرون غريبة في ظل واقع النفاق وسيطرة الباطل والفهم السلبي والخاطئ للإسلام .هذه المقدمة أردت منها الدخول إلى تلك الأخوة التي نشأت بين الأحبة من أبناء العراق وغيرهم من أبناء الأمة والتي تجاوزت الحدود المصطنعة للأوطان وتجاوزت أسوار سجون الطائفية والمذهب وذابت في حب الله فجعلها روحاً واحدة في أجساد عديدة ، هي تلك الأرواح التي انطوت على الحب فتراها تذوب كالشمعة من أجل إضاءة الدرب للسائرين من أبناء هذه الأمة لعلو الهدف وسموه فهو يستحق أن تذوب من أجله المصالح الشخصية الضيقة ، فالهدف هو وعي الأمة ونشر راية العدل على هذه المعمورة والبداية تكون بتحرير العراق لينطلق منه الفكر النير بسواعد الغيارى من أبناء هذا البلد يؤازرهم من تلاقت روحه مع أرواحهم ، إن القلم يظل حائراً تائهاً لا يستطيع التقدم أكثر لأنه سوف يحترق بنور الأحبة من أبناء هذه الأمة وهم يكتبون قصيدة رائعة عن الحب والأخوة في ظل طاغوت التفرقة والخيانة والغدر والخذلان . وهنا تنتابني مشاعر الفرح والفخر وأنا أقرأ وأطلع على مواقف رجل من أبناء العراق قد كرس الوقت والجهد من أجل الهدف السامي وهو الدكتور سفيان عباس التكريتي الأمين العام للجمعية العربية للدفاع عن حقوق الإنسان ، فتراه يؤلف الكتب التي تفضح نهج الأعداء ، وفي مكان آخر يدافع عن حقوق المظلومين ، وفي جهة أخرى يؤيد الحق وأهله بكتاباته أو لقاءات مع الفضائيات لتكون كتاباته وحركته وحديثه كلها من أجل إبن العراق بغض النظر عن دينه ومذهبه وعرقه ، وكل هذا النشاط الواعي يدلل على إن مرضع الرجل كان طيباً من غير غش ، وأنه تربى على العزة والكرامة والنخوة والغيرة التي فقدها الكثير مع الأسف وبدأوا يسيرون مع التيار في انتهازية مثيرة للاستغراب ، وكان لهذا الرجل أن يسير مع هؤلاء الوصوليين للحصول على متاع الدنيا من أموال ومناصب ووجاهة اجتماعية ، لكنه أبى إلا أن يسير في طريق الحرية والإباء حتى لو كان مملوءً بالأشواك التي تدمي القدمين وحتى لو كان الطريق موحشاً وحاشا لله أن يجعل طريق الحق والعراق والأمة موحشاً ، فهو طريق النور والراحة مع قلة السالكين وهو طريق بهجة النفوس الأبية ، وقد استحضرت كلامه عندما تطرق إلى مشروع الخلاص قائلاً : ( المشروع الوطني .. خلاص .. طرحه المرجع الديني الأعلى والأعلم سماحة السيد الصرخي دام ظله مع حزمة من الآراء الفقهية وقضايا التشيع والإرهاب والدمار الشامل لمقومات الدولة لغرض خروج شعب العراق من دوامة هذه الكارثة الوطنية التي سببها الساسة اللصوص وأحزابهم الطائفية العميلة ) وهو هنا يستشعر حركة المرجع العراقي العربي السيد الصرخي ويفهم طبيعتها ويؤيدها ويدعو لها ، فتحية للدكتور سفيان التكريتي ونسأل الله أن يجعله قدوة لكل المثقفين في بلادنا – الذين ما زال أغلبيتهم يتزلف للطغاة من أجل دراهم معدودات – لكي ننهض بهذه الأمة التي طال سباتها وتكاثر عليها أعدائها 

أحدث المقالات

أحدث المقالات