هي واحدة من شركات ناجحة في (القطاع الخاص) ، حملتْ إسم : (الشركة العراقية – الأفريقية) . ولا أدري لماذا أُلحقتْ كلمة (الافريقية) باسم هذه الشركة .
وهبَّتْ على العراق عاصفة (التأميمات المصرية – الناصرية) . ولأن هذه التأميمات في مصر كانتْ ناجحة (جدّاً ، جدّاً) ! ، قامتْ السلطة العارفية بنقل تجربة التأميم إلى العراق . وهكذا ، وفي 14/تموز/1964 ، صدرت قرارات التأميم ، وبقية القصة المؤلمة معروفة .
ومطلع سبعينات القرن الماضي ، تعزز دور القطاع العام ، بنجاحاته وإخفاقاته ، طردياً مع زيادة عائدات العراق النفطية ، وبالتالي زيادة استيراد العراق من المكائن والمواد . وعُرفت (الافريقية) بأنها مسؤولة عن استيراد الكهربائيات . ولم يكن (العرض) متوازناً مع (الطلب) ، وأصبح الحصول على شمعات الاضاءة (الفلورسنت) صعباً جداً . وأحياناً يتم إبدال الطلب بمواد أخرى : نوعية ومنشأ . وعندما يعترض المشتري على هذه (الاستعاضة) ، يأتيه الجواب الفوري من باعة الشركة ، قائلين : هذا المتوفر بالأفريقية !! . وتناقل الجميع هذه الجملة التبريرية وتناقلتها الألسن . ويذكر العديدون ممن عاصروا أحداث مطلع سبعينات القرن الماضي (الأقصوصة) التالية ، والتي أميل إلى أنها واقعة صحيحة .
في احدى مراكز المحافظات العراقية عُيِّنَ مهندس مديراً لبلدية تلك المدينة . ومن عادته أن يتفقد العمل حتى منتصف النهار حيث يعود لمركز الدائرة لتمشية البريد ، ويقابل المواطنين المراجعين .
(1-2)
وفي أحد الايام ، ومنذ الصباح ، كان بعض المراجعين ينتظرون في غرفة الاستعلامات ، وكانوا مضطرين لسماع ومباركة حديث الشاب موظف الاستعلامات ، الذي تباهى بعلاقته الوثيقة بمدير البلدية ، وأنه يأخذ رأيه في الكثير من الأمور ، وحتى المهمة .
كان المراجعون ينصتون ، أو : كانوا مضطرين للانصات . وفجأة دخل المدير ، ووقف المراجعون إحتراماً . وتفوق عليهم موظف الاستعلامات في الوقوف والاحترام للمدير . لم يسلِّم عليهم المدير ، بل واصل طريقه إلى مكتبه .
كان بعض المراجعين شامتاً بموظف الاستعلامات ، لذلك سأله أحدهم : وينكْ .. إﺗﮕﻭل المدير يسمعْ كلامي . أَشُوْ حتى ما سَلَّمْ عليكْ ؟ ! .
عندها أجاب موظف الاستعلامات المسكين قائلاً : شِنْسْوِّيْ .. هذا المتوفر بالافريقية ؟ ! .
وأشعرُ ، الآن ، أن هذه المقولة الذرائعية ، بقيتْ ، وتبقى ، سارِيَةُ المفعول .. ؟ ! .
ولمنْ يبحث عن ذريعة مُضافة ، أقدم له هذه (المقولة) ، فقد تنفع ؟ ! .