عِبْرَ موقع (كتابات) ، تحدثتُ عن مستخدم في استعلامات دائرة بلدية بمدينة عراقية جنوبية ، مشهورة . ومن خلال هذا المستخدم ، حاولتُ أن أضغط على جُرحٍ ، وأن أوصل رسالة ما ..
المعلومة (الساخرة) ، متداولة على نطاق مُعَيَّن ، وهي أقرب الى (الواقع الملموس) منه الى الافتعال .
تفيد (المعلومة) شبه المؤكدة ، أن هذا الموظف عَبَّرَ عن جانب كبير من الألم المتراكم لديه ، وَصَرَخَ قائلاّ : شِنْسَوِّي ، هذا المتوفر بالافريقية !! . و(صرختُهُ) هذه ، قد تكون (وصفة) ، لمعالجة ظاهرة ..
وبعد النشر جاءتني ملاحظات ، متسائلة حيناً ، ومستَحْسِنةً حيناً آخر ، ومتحفظة حيناً ثالثاً .. ومن صديق عراقي مغترب ، أثق بملاحظاته ، جائني تعقيب حمل سؤالاً ، وان كان التعقيب ، بشكل عام ، إيجابياً . وكان سؤاله : شِنْهوْ (الربّاط) بهذه المعلومة ؟ .
إلى هُنا يبدو الأمرُ طبيعياً : كتابة صحفية تتلوها تعقيبات . لكن العراقي المغترب فاجأني بأن أرسل لي عموداً كتبه الكاتب (إحسان شمران الياسري) في جريدة (المدى) العراقية .
العمود مطول ، لا يتسع المجال لتضمينه هنا .
خلاصتُه : أثناء الحصار الذي فُرِض على العراق بدءاً من صيف عام 1990 ، عمدت الدولة الى وضع اليد على المحصول الزراعي . وتجولت لجان عديدة في المزارع للتأكد من تطبيق هذه الخطة . واثناء تجوال إحدى اللجان ، صادفتْ حماراً يحمل كيسين من الشعير ، عندها لاذ صاحبه بالفرار . تبعت اللجنةُ الحمارَ ، الى أن وقف امام بيت في القرية .. وتوالت الاجراءآت العقابية المعروفة .
صاحب البيت سأل : شِنْهي (غضيتي) ، ويقصد (قضيتي) ؟ أجابه أحدهم : ذنبك الوحيد أن (المطي وگفْ يَمْ بيتك) ! .
وتساءل إحسان الياسري في نهاية مقاله قائلاً : (ومع أنني لم أُحَدِّد شاهداً او رباطاً لهذه القصة ، ولكني آثرتُ اطلاع القراء عليها ، عسى ان يجد كل منهم ربّاطاً يناسب حاجته) .
رَبّاط (ربّاط اﻠﺤچـﻲ) ؟ !
والمقصود بذلك : (الغاية) من حكاية ما ، مقالة ما . واذا كانت الغاية (حساسة) ، وتضغط على (صواعق) التفجير ، يعمد الراوي أو الكاتب الى اسلوب (الأيحاء) ، لذلك تكون قراءة (ما بين الاسطر) ، أهم كثيراً من قراءة الاسطر ذاتها . الرواة الريفيون يسمون ذلك (اﻠﺤِﺴْﭽﺔ). وموضوع (اﻠﺤِﺴْﭽﺔ) يحتاج الى تفصيل ، لذلك قد نعود اليها مستقبلاً .
والسؤال ، كما طرحه الصديق العراقي المغترب ، هو : ما هو (ربّاط) مقال (المتوفر بالافريقية) ؟ .
وفي الاجابة نقول : عَوَّمنا موقفنا ، وتركنا للقارئ الكريم أن يفسر وفق فهمه لغاية المقال . باختصار : (ان يجد القراء ، ربّاطاً يناسب حاجتهم) ، كما قال الياسري .
كما يُربط الجواد الى وتدٍ محدد ، فان المقال الهادف يربط ، هو الآخر ، إلى وتد (الهدف) منه .
و .. تتعد الأهداف !! .