اتصلت بالمتهم سليم الجبوري قبل خمس سنوات بعد ان قرر التوافق الوطني من استبدال المشهداني برئيس اخر وكنت آملا منه ان يطرح نفسه رئيسا بديلا إلا ان التوافق الوطني من جهة والتوافق داخل الكتل السنية كانت لاترغب بتولي شخصا من الحزب الاسلامي رئاسة البرلمان فضلا عن ان المناصب المخصصة له وفقا لاستحقاقاته الانتخابية قد نفذت.
المتهم سليم الجبوري فقد اثنين من اشقائه على يد الارهاب في ديالى كما تعرض طيلة المدة السابقة الى هجمة قاسية من قبل بعض شخصيات الائتلاف الشيعي والسني وبعضهم من الذين يروجون له اليوم ، وبتنا نسمع حينها عبر وسائل الاعلام تصريحات تصدر من هنا وهناك بأن الجبوري يقود مجموعات ارهابية خطيرة جدا وتمس بالامن الوطني واصبح مطلوبا بعشرات الشكاوى من مخبرين سرين ومذكرات قبض بتهم الارهاب والتعاون مع الارهاب تارة اخرى وحماية المتهمين بقضايا ارهابية تارة ثالثة وغيرها.
المتهم الجبوري وثلاثة معه سمح لهم من دون غيرهم بالمشاركة في السباق الانتخابي في حين منع غيرهم من المرشحين الاخرين المطلوبين او الذين صدرت بحقهم مذكرات قبض.
وكوني مراقبا واكاديما واعلاميا كنت شديد الحرص على متابعة الخطاب السياسي لممثلي الشعب ومنهم المتهم والواقع كان خطابا مهذبا في اقساه وهادئا وكان دقيقا في انتقاء الكلمات التي لاتخرج عن الذوق العام ، إلا ان البعض يصرعلى وصفه بـ ” المسموم ” والغريب إن هذا البعض يتولى اليوم عملية الترويج له لتولي منصب رئاسة البرلمان العراقي وانا شخصيا لم يساورني الشك يوما من إن النائب سليم الجبوري يتحلى بدرجة عالية من الذوق والوطنية وحب الانسجام مع الفريق الذي يعمل معه بغية تحقيق الاهداف التي تؤدي الى خدمة الجمهور العراقي الذي انتخبه وزملائه لاداء مهمة مقدسة.
اليوم سليم الجبوري اصبح ايرانيا مجوسيا لايمثل الطائفة التي انتخبته لانه باعها للجنرال سيليماني من اجل كرسي الرئاسة من وجهة نظر بعض الجمهور الذي ينحدر منه المتهم الجبوري في حين يعده البعض وطنيا وغير طائفي ويملك عصا موسى لحل المشكلات التي تحيط بأهل العراق وتسهم في تمزيق اللحمة الوطنية وزيادة الكراهية بين مكوناته.
لكن وفي ضوء هذه المعطيات هل يسهم التحالف الوطني في انجاح مهمة المتهم البرئ سليم الجبوري ؟ والجواب نعم يستطيع التحالف فعل ذلك عبر جعل المبادرات التي تخدم ابناء المكون الذي ينتمي له الجبوري تتم عن طريقه فلابد من التصويت على العفو بالسرعة الممكنة فضلا عن تهيئة عودة عاجلة للنازحين من مناطقهم وتقديم مساعدات عاجلة لهم وبأشراف الجبوري وكتلته النيابية وعبر هذا الاجراء فأن اصوات الاعتدال ستكبر ومعها تخفت اصوات التطرف من كلا الجانبين.
ان مهمة الجبوري ليس مفروشا بالزهور ولكنها ليست مستحيلة فالحنكة والهدوء التي يتميز بها الجبوري يمكن ان ينتج عنها تحقيق نتائج مهمة لاسيما ان رئيس البرلمان هو مشروع التحالف الوطني وشخصيا انا ارجح نجاحه وتخطيه العراقيل والصعوبات التي ستواجهه.
وتقديري ان الصوت العالي سيواجه بالنبرة نفسها والهدوء ينتج عنه الهدوء ونحن اليوم بأمس الحاجة للفريق المنسجم اكثر منه الى الاصوات التي تغرد خارج السرب.
اذا ان التهم قد لاتنبع من الحقيقة بل ترتب على وفق المعطيات وقد نكون متهمين جميعنا والواقع يؤكد براءتنا او العكس هو الصحيح.